أكد المفتي العام للجمهورية العربية السورية، ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، أن السياسة إذا دخلت في الدين أفسدته. وقال إن الحرب المقدسة أو ما يعرف بالجهاد، والذي طالما كرهه الغرب خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بات الغرب نفسه مندفعاً إلى هذا الجهاد.
أكد المفتي العام للجمهورية العربية السورية، ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون، أن السياسة إذا دخلت في الدين أفسدته. وقال إن الحرب المقدسة أو ما يعرف بالجهاد، والذي طالما كرهه الغرب خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، بات الغرب نفسه مندفعاً إلى هذا الجهاد.
وأضاف: "لا يوجد حرب مقدسة، إنما هو هدم لمساجد وكنائس. ويعتبر الشيخ حسون كثير الأسفار، وهو في نشاط مستمر سواء في داخل سورية أو خارجها، إذ إن شعاره هو: " لكي نخدم الانسانية يجب ان لا نضيع الوقت "، مستنداً في ذلك، بحسب كلامه، إلى الآية القرآنية "وإذا فرغت فانصب".
وينوه حسون إلى أن لطفولته دوراً كبيراً في صقل شخصيته، قائلاً: "فتحت عيناي على أسرة تأخذ العلم منهجاً، والفكر الإنساني طريقاً، والإسلام عقيدة، والمحبة الإنسانية وسيلة للتعارف مع بني الخلق". ويُضيف في معرض حديثه عن طفولته: "دخلت إلى الكُتاب ولم أتجاوز الخامسة من عمري".
وقد اشتهر الشيخ حسون بمواقفه القوية تجاه القضايا الإنسانية، وخصوصاً المتعلقة منها بالحروب بسبب الأديان والمذاهب. وفي هذا السياق، يقول عنه رئيس البرلمان الأوروبي بوترينغ وهو يقدم المفتي للتحدث أمام البرلمان الأوروربي: "الشيخ حسون مدافع بامتياز عن حوار الثقافات العالمي في بلد حيث الطوائف الدينية فيه متنوعة، وحتى هذا اليوم تعيش هذه الطوائف وتتفاعل مع بعضها في سلام".
ومن مواقف الشيخ المميزة، والذي عُرف عنه أنه يرتجل الكلام في خُطبه وكلماته، أنه وقبل حديثه أمام البرلمان الأوروبي طُلب إليه تحضير كلمة من أجل ترتيبات الترجمة أثناء المجلس، وبعد يومين سُئل عن الكلمة لكنه اعتذر، وقال إنه لم يستطع الكتابة! لكنه عندما بدأ بالحديث عن حوار الثقافات وبناء جسر بين الشرق والغرب أدهش الحضور. وحول نظرته للحياة، يقول الشيخ حسون: "أعتبر أن الحياة هي مزرعة خدمة الإنسان"، بيد أنه حين سُئل عن قناعاته حول الدين والسياسة، عبّر الشيخ: "الحرب المقدسة أو ما يعرف بالجهاد والذي طالما كرهه الغرب خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فقد بات الغرب نفسه مندفعاً لهذا الجهاد"، ويُضيف: "إن دخلت السياسة في الدين أفسدته". ومواقف مفتي سورية السياسية لا تقل جرأة عن مواقفه الدينية، فمدينة القدس، قضية العرب الأولى، والتي شاء القدر أن يزورها " إلى جانب عدد من المدن الفلسطينية في بداية الستينيات من القرن الماضي، هذه المدينة لا يمكن تقسيمها بنظر الشيخ، مُبرراً: "لأنها مدينة عالمية، وعاصمة لأبناء البشرية في ظل أبنائها الفلسطينيين، لأنهم مُلاكها".
وقد كان الشيخ حسون خلال حضوره مؤتمر حوار الأديان في موسكو قد سارع إلى رفع صورة الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي قضى بنيران إسرائيلية، والتحدث بطلاقة عنها كرد على حاخام يهودي كان يُطالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز لدى حركة حماس. يُذكر أن الشيخ حسون قد شغل عدة مواقع قبل أن يتبوأ منصبه الحالي؛ فقد عمل مُدرساً في عدد من مدارس مدينة حلب، وخطيباً في عدد من الجوامع في المحافظة، حيث كان آخرها جامع الروضة.
وقد انتخب الشيخ حسون عضواً في مجلس الشعب السوري عن فئة المستقلين لدورتين متتاليتين في الفترة ما بين تسعين وثمانية وتسعين من القرن الماضي، كما عمل مفتياً لمحافظة حلب، وعضواً في مجلس الإفتاء الأعلى في الجمهورية العربية السورية قبل أن يُنصب مفتياً عاماً للجمهورية السورية في عام ٢٠٠٥.