الربيع يعود للسياحة العراقية من بوابة المعالم الدينية
تنا
تدريجياً، بدأ الربيع يعود إلى السياحة العراقية من بوابة المعالم الدينية والأثرية، بعد أزيد من عقد، شهد تراجعاً حاداً في صناعة السياحة والضيافة للبلاد.
شارک :
وقال مسؤول عراقي إن قطاع السياحة في بلاده بدأ بالنمو خلال العام الحالي، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الفائت خصوصاً السياحة الدينية التي تشكل نحو 90% من قطاع السياحة العام في البلاد.وصرح محمود الزبيدي رئيس هيئة السياحة العراقية (أهلية) إن “قطاع السياحة الدينية والترفيهيه والأثرية شهد تنامياً خلال النصف الأول من العام الحالي حيث زار البلاد مليون و340 ألف سائح مقارنة مع مليون و300 ألف خلال الفترة ذاتها من العام المنصرم”.
ومقارنة بالنصف الأول من 2013، ارتفعت السياحة الوافدة إلى العراق خلال النصف الأول من العام الجاري، بنسبة 48? بحسب أحدث أرقام منشورة على الموقع الالكتروني لوزارة السياحة.وأضاف الزبيدي أن “الزائرين للسياحة الدينية على مدار العام الماضي جاؤوا من 57 دولة عربية واجنبية (دون تحديد عددهم) نصفهم من الزوار الإيرانيين، وتشكل حالياً السياحة الدينية نسبة تصل إلى 90% من إجمالي قطاع السياحة في العراق”.
وتعّد محافظات كربلاء والنجف (جنوب) ومدينة الكاظمية ببغداد ومدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين (شمال) من المدن المقدسة لدى المسلمين الشيعة لوجود مراقد الأئمة فيها، إذ يزورها الآلاف أسبوعيا قادمين من إيران ودول الخليج (الفارسي) وشرق آسيا، فضلا عن مئات الآلاف في المناسبات الاسلامية الشيعية.وتفرض الحكومة العراقية رسوماً مالية قدرها 40 دولاراً لقاء منح الفيزا الخاصة بالزائرين الأجانب للعراق لأغراض السياحة الدينية، وتعّد موردا مالياً لدعم موازنة البلاد التي تعتمد بنحو 95% على الصادرات النفطية.
وتابع رئيس هيئة السياحة في العراق قائلاً، إن “هناك توجه من الجانب العراقي بعد كتابة مذكرة التفاهم مع الفاتيكان لتوسيع السياحة الأثرية والترفيهية والدينية، بالتحديد في محافظة ذي قار جنوب البلاد التي تضم بيت نبي الله إبراهيم الخليل ومدينة أور الأثرية التي تعّد قبلة المسيح”.وتسعى بغداد بالتنسيق مع منظمة اليونسكو لإدراج مدينة بابل الأثرية، ومدينة أور الأثرية، وبيت النبي إبراهيم، وأهوار الجنوب على لائحة التراث العالمي خلال مؤتمر يعقد في اسطنبول الشهر المقبل.
ولفت الزبيدي الى ان “إدراج أهوار الجنوب ضمن لائحة التراث العالمي سيشكل نقلة نوعية مهمة في تطور واتساع السياحة الترفيهية، من خلال حماية الثروة المائية وفتح باب الاستثمار”، مشيراً أن “المستثمرين يتخوفون من إقامة مشاريعهم الإستثمارية في منطقة الأهوار بسبب الخشية من تعرضها للجفاف، لكن إن تم إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي ستكون محمية عالمياً”.
وتقع الأهوار في الجزء الجنوبي من وادي الرافدين، وتضم المنطقة المثلثة الواقعة بين مدينتي العمارة (شمال) والبصرة (جنوب شرق) وقضاء سوق الشيوخ (غرب).وتتخلل الأهوار جزر صغيرة، وتعد بنظر المختصين نظاماً بيئياً فريداً يضم أراضي رطبة ومستودعا للمياه العذبة الدافئة في محيط صحراوي وتضم مياهها صنوفا من الأسماك ونباتات القصب والبردى التي يعتمد عليها السكان في بناء منازلهم.وتضم محافظات ذي قار، والمثنى، وبابل، والبصرة، والأنبار، والديوانية وكربلاء، والنجف، العديد من المواقع الأثرية التي تستقطب مئات آلاف السياح الأجانب ومنها، بيت النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، والأهوار، ومدينة أور الأثرية، ومدينة بابل الأثرية التي تضم مختلف المواقع الشاخصة والتي كانت تعد عاصمة للملك نبوخذنصر الثاني سنة 605 ميلادي.