المنتجات المالية الإسلامية تنعش الأمل بتعزيز الاستقرار العالمي
يتواصل الاهتمام المتزايد بمنتجات التمويل الإسلامي من قبل كبار المسؤوليين العالميين كإحدى الوسائل لتحقيق الاستقرار المالي، مؤكدين ضرورة تطوير منتجاته لتتناسب والمستقبل المأمول منه.
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : جاءت أحدث التصريحات من عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي ايف ميرش والذي قال إن منتجات التمويل الإسلامي يمكن أن تعزز استقرار النظام المالي إلا أنه تجب معالجة مواطن خلل بشأن توحيد المعايير القياسية وإدارة السيولة.
وينظر إلى الافتقار إلى أدوات السيولة على أنه أحد التحديات الرئيسية لقطاع التمويل الإسلامي الناشئ والذي يبلغ حجمه تريليون دولار في ظل تقييد البنوك الإسلامية فيما يرجع جزئيا إلى محدودية نطاق المنتجات التي يمكن أن تستثمر فيها. وقال ميرش إنه من المتوقع أن يؤدي عدم تعرض البنوك الإسلامية للأصول "غير الواضحة والمعقدة" فضلا عن عدم اعتمادها على الاقتراض بشكل مفرط إلى حمايتها من الأزمات المالية. كما أن الاعتماد على الودائع بدلا من التمويل من الشركات الكبيرة يساهم في تعزيز الاستقرار.
وأضاف "على الجانب الآخر يمكن لطبيعة التمويل الإسلامي التي تستند إلى الأصول وتقاسم المخاطر أن تجعل نموذج التمويل الإسلامي أكثر عرضة لمخاطر جولة ثانية من تأثيرات أزمة مالية" مشيرا إلى تعرضها بدرجة أكبر لجولات تباطؤ في "الاقتصاد الحقيقي".
وتابع ميرش يقول في نص كلمة من المقرر إن يلقيها في مؤتمر مالي في فرانكفورت "وعلاوة على ذلك فإن غياب التوحيد القياسي للمنتجات والافتقار إلى الانسجام بين المعايير الإسلامية بوجه عام يشكل مخاطر بشأن إدارة السيولة." ويسعى القطاع المصرفي الإسلامي لإصلاح القواعد الحاكمة لسلوك مستشاريه الشرعيين الذين يتمتعون بنفوذ كبير في ظل ضغوط على القطاع لتبني توجيهات أوضح وأكثر اعتمادا على معايير موحدة. ومن بين تلك التحديات الرئيسية صغر عدد المستشارين الشرعيين الذين يقدمون المشورة لعدد متنام من البنوك بشأن هياكل تمويل معقدة فيما يثير مخاوف بشأن شفافية الأحكام واستقلالية المستشارين وكيفية تدريب مستشارين جدد.
وفي هذا الإطار رأى الخبير المصرفي مفلح عقل أن الغرب يبحث عن وسائل جديدة تسهم في استقرار النظام العالمي، وهو ما وجدوه في المنتجات الإسلامية، لكن المشكلة الحقيقية تبقى في مدى التطور الذي وصلت إليه تلك المنتجات. وتابع قائلا "لم ترتق المنتجات الإسلامية حتى الآن للعب دور عالمي بشكل واسع النطاق، ما يلقي بالمسؤولية على عاتق منظري البنوك الإسلامية وأصحاب الفكر ليجعلوا من تلك الأدوات وسيلة صالحة لكافة الظروف".
وجدد عقل تأكيده بأن انطلاق المنتجات الإسلامية إلى العالمية مرهون بالقدرة والجرأة في الاجتهاد والتطوير لتلك المنتجات، وجعلها على قدم المساواة مع غيرها من المنتجات المالية في كونها حلولا للمشاكل المعاصرة.