أسواق القدس في رمضان .. صمود يتحدى الإفقار "الإسرائيلي"
تنا
حالة من الركود والكساد تبدو ظاهرة في أسواق القدس المحتلة، بعد يومين من حلول شهر رمضان المبارك، فيما تبدو لمسة حزن وغضب لدى المقدسيين بعد نقل واشنطن سفارتها إلى المدينة المحتلة، ومجزرة الاحتلال الدموية في غزة، وسط إصرار على الصمود والبقاء تحديا لسياسة الإفقار "الإسرائيلية".
شارک :
و تجار مدينة القدس، الذين يدفعون ثمنا باهظا؛ للصمود في وجه سياسات الإفقار الصهيونية، ينتظرون شهر رمضان المبارك؛ ليعوضوا خسائر العام في ظل الضرائب المتلاحقة المفروضة عليهم من الاحتلال والتي تستنزف أرباحهم.
وقال التاجر مصطفى أبو زهرة: إن القدس مدينة مركزية عاصمة روحية للعالم الإسلامي، مؤكدا أن هذه المدينة يؤمها المسلمون والمسيحيون وغيرهم من جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن المدينة المقدسة تعاني من حصار وعزل عن الضفة الغربية، داعيا الأهالي من الضفة الغربية إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وإلى التسوق من البلدة القديمة التي تعاني من حصار آخر في ظل تحريض سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" للسياح الأجانب بعدم الشراء من التجار العرب.
وقال: إن هذا الأمر أدى إلى كساد وشح في موارد المدينة، واضطر عدد كبير من التجار في البلدة القديمة لإغلاق محلاتهم لعدم وجود متسوقين للشراء منها.
ورأى أبو زهرة أن الشراء من القدس فيه بركة خصوصا في الطعام؛ لأن الله سبحانه وتعالى بارك المسجد الأقصى وما حوله، منبها إلى أن الشراء فيه دعم للتاجر المقدسي وحارس الأقصى والمرابط، ولمن يحقق هوية المدينة المقدسة.
وقال تاجر اللحوم والدواجن خضر النتشة: نأمل أن تنشط الحركة التجارية في شهر رمضان هذا العام، حيث لمسنا أن هناك حركة لا بأس بها من المتسوقين.
وأوضح أنه نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون فقد خفضت أسعار الدواجن والأسماك.
ويشير التاجر وديع الحلواني إلى أن الأوضاع التي يمر بها قطاع غزة هذه الأيام الماضية تهيمن على الأوضاع الاقتصادية في المدينة المقدسة، مؤكدا أن شهر رمضان هذا العام يأتي في ظل الحزن والأسى وما تتعرض إليه المدينة من نقل للسفارة الأمريكية اليها وسقوط الشهداء في غزة.
وأقدمت واشنطن الاثنين الماضي، على نقل سفارتها في الكيان الصهيوني، من "تل أبيب" للقدس المحتلة، تنفيذا لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، رغم الإدانة الدولية، فيما اقترفت قوات الاحتلال خلال هذا اليوم مجزرة أدت إلى استشهاد أكثر من 60 مواطنا وإصابة 3 آلاف آخرين في غزة.
وقال الحلواني: "يأتي شهر رمضان هذا العام في ظل أجواء اقتصادية صعبة جدا، مؤكدا أن المتسوقين يشترون فقط المستلزمات الضرورية، ويتنازلون عن الكثر من البضائع التي اعتادوا شرائها.
ويحذر فادي الهدمي المختص في الشؤون الاقتصادية المقدسية من مغبة انهيار الاقتصاد في المدينة المقدسة من جراء الهجمة السياسية والعملية لأجهزة الاحتلال المختلفة مما يشكل خطورة محدقة على الاقتصاد المقدسي المحاصر والمخنوق أصلا والذي يصارع من أجل البقاء في مراحله الأخيرة.
وأشار في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" بشكل خاص إلى تجار القدس في البلدة القديمة ومحاولة تفريغ محلاتهم وتهجيرهم إلى الأسواق الخارجية كي يحكموا سيطرتهم على كل المفاصل الاقتصادية من خلال السعي إلى تهويدها وأسرلتها وتحويلها إلى "غيتو" صغير ومعزول فيما يسمى بالقدس الكبرى.
وأكد أن المرحلة المقبلة سوف تشهد المزيد من سياسة افقار التجار المقدسيين كي يتنازلوا عن محلاتهم التجارية وعددها ينوف على 1200 محل تجاري تعتبرها سلطات الاحتلال بمثابة شوكة في حلقها.