قال الرئيس بشار الأسد الخميس ٩/١٢/٢٠١٠، في ختام محادثاته مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والتي تناولت إلى جانب عملية السلام الملف اللبناني والتعاون الثنائي بين البلدين إن "الجولان المحتل سيعود بمستوطنات أو بدونها"،
شارک :
مؤكداً عدم وجود شريك إسرائيلي في عملية السلام، مشيراً إلى أن التفاؤل سمة من سمات السياسة السورية إلا أن من الواضح أن الأوضاع "أسوأ بالنسبة لهذه العملية"، وحول الملف اللبناني، أكد أن التنسيق الذي يجري بين الأطراف السورية والفرنسية والسعودية هدفه احتواء الحل اللبناني وتسهيل تطبيقه، مضيفاً أن "الحل في النهاية يجب أن ينطلق من لبنان".
وكان الرئيس الأسد وصل قصر الاليزيه. وبعد ساعة ونصف الساعة مباحثات مع الرئيس الفرنسي خرج الرئيس الأسد ليواجه أسئلة اختلطت في توجهها بين عملية السلام والموضوع اللبناني، فاختار الرئيس أن يجيب عليها مجتمعة موضحاً أنه "بالنسبة لموضوع المسعى السعودي السوري هنالك تنسيق سعودي فرنسي منذ أشهر وهنالك تنسيق فرنسي سوري، ولا يوجد مبادرة كما يطرح، والمحصلة أن الحل هو حل لبناني. لا سوري أو فرنسي أو سعودي، ولكن ما نريد أن نقوم به وما ناقشناه هو كيف نسهل الأفكار التي تطرح لبنانياً لكي نرى أين تلتقي هذه الأفكار من خلال الإجراءات لأننا نرى أن كل الأطراف ليس لها مصلحة في فتنة لبنانية."
أما بالنسبة لعملية السلام فقال الرئيس الأسد حسبما ذكرت صحيفة "الوطن" السورية، "نحن نقدر الموقف الفرنسي باتجاه ما صدر وأعلن في إسرائيل حول إصدار قانون يحتم إجراء استفتاء من أجل الموافقة على الانسحاب من الأراضي المحتلة وإسرائيل هنا تقوم بدور السارق الذي يأخذ شيء لا يمتلكه ويذهب لسوق اللصوص ليبيعه. وهذا الشيء مرفوض قانونياً ومنطقياً وأخلاقياً".
وقال الرئيس الأسد مجيباً على سؤال حيال فشل واشنطن في مفاوضات السلام على المسار الفلسطيني "أنه من غير الصحيح أن نلوم الراعي." وتساءل" هل نلوم الراعي؟ لا نستطيع أن نلوم الراعي قبل أن نلوم الأطراف الأساسية. هنالك طرف عربي مستعد للسلام وطرف إسرائيلي غير موجود فعلياً في عملية السلام، وهو ما نسيمه بغياب الشريك أو الشريك الوهمي". وأضاف أن دمشق شجعت الفرنسيين على التحرك أكثر، بعد تعيين المبعوث الفرنسي عملية السلام جان كلود كوسران مشيراً أنه سيلتقيه لـ"يرى ماذا لديه وما إن كان هنالك أفق ولو أن الآمال ضعيفة. نحن في سورية نتفاءل لكن التفاؤل لا يلغي حقيقة أن الأوضاع أسوا بالنسبة لعملية السلام".
وتابع الرئيس الأسد حيال دور فرنسا في عملية السلام "لقائي مع الطرف الفرنسي حول السلام كان فقط سابقاً مع كوسران حين جاء إلى سورية وسمع وجهة نظرنا، وحديثنا اليوم كان مع الرئيس الفرنسي هو أين وصلت الجهود الأمريكية وبأن هذه الجهود لمن تصل لمكان بسبب التعنت الإسرائيلي ووقف عملية السلام من قبل الإسرائيليين من الطبيعي أن لا تصل لمكان مع الفرنسي لذا نحن شجعنا الرئيس الفرنسي لكي تتحرك فرنسا قدماً للأمام لكن في ذات الوقت يجب سماع تفاصيل كوسران التي قد لا تكون موجودة عند الرئيس ساركوزي".
كما قال الرئيس الأسد إنه "بغض النظر أين كان الموقف الأمريكي بالنسبة للمستوطنات وأين أصبح بالنسبة للمفاوضات نحن ضد أن يكون الجوهر هو المستوطنات. هذا خطأ. القضية قضية أرض. نحن لا نتحدث بقضية المستوطنات في الجولان لأنها ستعود بمستوطنات أو بغير مستوطنات، هذا ليس له قيمة الأرض ستعود بالأساس من يريد أن يتحدث السلام أن يتحدث بالانسحاب من الأرض وعودة الحقوق وليس عن المستوطنات ونحن أساساً في البداية والنهاية لدينا نفس الموقف حول هذا الموضوع ".
وتابع الأسد أنه "حتى الدول التي تقف حكوماتها لجانب إسرائيل تتفهم وجهة النظر السورية. وثبت لدى الجميع أن المشكلة هي إسرائيل، والمعرقل هو إسرائيل، لم يعد المشكلة ماذا تقول سورية المشكلة الأساسية هو كيفية اقناع إسرائيل بالتحرك نحو السلام، ولم يعد مطلوب منا شي نحن نوافق على قرارات مجلس الأمن لأن السلام لن يتحقق دون عودة كاملة من دون شروط ونقصان هذا الموضع منته ويبقى كيف يقنعون إسرائيل".
وفي سؤال عن إمكانية دمج الدورين التركي والفرنسي في عملية السلام أكد الرئيس الأسد عدم إمكانية ذلك بسبب عدم وجود شريك إسرائيلي في عملية السلام.
وحول الموضوع الإيراني أوضح الأسد أنه لم يطرح خلال اللقاء، كما لم يطرح الموضوع العراقي مؤكداً أن سورية تدعم "تشكيل حكومة عراقية وانتهينا من مرحلة ما بعد الانتخابات وكنا قلقين من العقبات التي وقفت في وجه تشكيل الحكومة في ذات الوقت أو الاتفاق على رئيس الحكومة في المرحلة الثانية هنالك تشكيل للحكومة نتمنى أن يتمكن العراق من تشكيلها في أسرع وقت لكي ننتقل لمرحلة العملية السياسية ونحن نتواصل مع كافة القوى العراقية ونؤكد على اتفاق هذه القوى وليس لدينا وجهة نظر خاصة اتجاه الحكومة إن كانت تعبر عن إجماع وطني أو حكومة وحدة وطنية عراقية هذا كافي بالنسبة لنا في سورية لأنه يعني بالنسبة لنا الحفاظ على وحدة العراق".