عالم وداعية سعودي؛ وأحد تيار "شيوخ الصحوة" الذي نشط في السعودية أواخر ثمانينيات القرن العشرين. له حضور إعلامي وثقافي واجتماعي على الصعيد العربي والإسلامي، واشتهر بآرائه السياسية ومنها معارضة التدخل الأميركي بالمنطقة , مؤكدا بان امريكا آخذة في الافول والتراجع .
شارک :
سفر الحوالي واسمه الكامل هو سفر بن عبد الرحمن بن أحمد بن صالح بن غانم آل غانم الحوالي من الأزد من منطقة الباحة والتي تقع جنوب غرب السعودية عام 1955 .
هو أحد علماء أهل السنة والجماعة، في السعودية و له حضور إعلامي وثقافي واجتماعي على الصعيد العربي والاسلامي ، أشار إليه بعض المفكرين الغربيين في كتاباتهم مثل هانتنجتون الذي كتب "صدام الحضارات"، وكذلك الباحث والخبير الأميركي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "كوردسمان" والذي خصص جزءاً من الدراسات عن السعودية وأشار فيها إلى سفر الحوالي وسلمان العودة. بالإضافة إلى تقارير من مجموعة الأزمات الدولية التي أشارت إلى الحوالي ودوره في الساحة السعودية السياسية والفكرية.
كان يلقّب بشيخ المحنة بعد وقوفه ضد قرار السعودية بالاستعانة بأمريكا في حرب الخليج 0الفارسي)، ثم أطلق عليه اسم سلطان العلماء بعد أن اعتُقل مع أبناءه في يوم الخميس ٢٨ شوال ١٤٣٩ هـ ١٢ يوليو ٢٠١٨ م بسبب انتشار مسودة كتابه الجديد المسلمون والحضارة الغربية.
الدراسة والتكوين
عُرف الحوالي منذ طفولته باجتهاده في التحصيل العلميغرد النص عبر تويتر ، فحصل على الشهادة الابتدائية ثم التحق بمعهد بلجرشي العلمي فأنهى دراسته خلال خمس سنوات سافر بعدها إلى المدينة المنورة حيث نال الشهادة الجامعية في الشريعة من الجامعة الإسلامية.أكمل دراساته العليا في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة من جامعة أم القرى بمكة المكرمة حيث حصل على درجة الماجستير والدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى.
الوظائف والمسؤوليات
عمل الحوالي رئيساً لقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى لفترتين رئاسيتين مدة ثمانية سنوات، وأُقيل من الجامعة بسبب مواقفه الرافضة للتدخل العسكري الأميركي في الخليج العربي.
أسس الحملة العالمية لمقاومة العدوان وانطلقت من خارج السعودية بعد منعها من البدء في مكة، كما أسس المركز الإسلامي للبحث العملي والترجمة.
التوجه الفكري
شارك الحوالي مع عشرات من المفكرين والعلماء في مناقشة قضايا عدة تهم المجتمعات الإسلامية لها علاقة بمستجدات العصر.
وقد شهدت السعودية مطلع أواخر الثمانينيات حركة إصلاحية جديدة سحبت البساط من تحت أقدام المؤسسة التقليدية وقدمت خطاباً مختلفاً تماماً، وكان الحوالي -الذي تأثر فكريا بشيخه محمد قطب- في طليعة رموزها.
التحربة الفكرية
برز الحوالي مع نشوب حرب الخليج (الفارسي) بخطاب سياسي "متقدم"، معلناً رفضه لوجود القوات الأجنبية في السعوديةمتحدياً السلطة والمؤسسة الدينية.
ولم يكتف بالرفض بل قدم رؤية سياسية جديدة على الخطاب الإسلامي برمته تتبع فيها تطور المخططات الغربية والأميركية لاحتلال الخليج الفارسي منذ حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، وألف كتاباً يتضمن مناشدة لعلماء السعودية الكبار بتغيير موقفهم وأسماه "وعد كيسنجر والأهداف الأميركية بالخليج".
ضم الكتاب رصدا للمخططات الأميركية، وكان الحوالي توقع في محاضرة له بعنوان "العالم الإسلامي في ظل الوفاق الدولي" -ألقاها قبل غزو الكويت وتداعياته- أن الولايات المتحدة ستقوم حتماً بعمل يضمن مصالحها ووجودها المباشر في الخليج العربي.
يوصف الحوالي بالاندفاع الزائد، والتسرع بنقده الشديد للسلطة السياسية، واعتقل أكثر من مرة 1994-1999.
تعرض الحوالي أثناء مسيرته الإصلاحية للعديد من الاتهامات والتشكيك في مواقفه، فهاجمه التيار التقليدي كما تعرض لهجوم شديد من أنصار تنظيم القاعدة وتيار "السلفية الجهادية" عموما.
وبعد أشهر من خروجه من السجن، اشتعلت انتفاضة الأقصى فكتب الحوالي كتابه "يوم الغضب.. هل بدأ بانتفاضة رجب: قراءة تفسيرية لنبوءات التوراة عن نهاية دولة إسرائيل". وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 تغير الكثير من السياسات والأفكار في المنطقة وتحقق كثير مما كان يحذر منه سابقا.
وكتب في ذلك بيانا للأمة وهو أول بيان يصدر عنه بعد خروجه من المعتقل وطبع بعنوان: "الموقف الشرعي من أحداث 11 سبتمبر"، وبعدها كتب "رسالة من مكة.. عن أي شيء ندافع؟"، وهي عبارة عن رد على خطاب للمثقفين الأميركيين -الذين برروا الحروب العسكرية لجورج بوش الابن- صدر بعنوان: "رسالة من أميركا.. عن أي شيء نقاتل؟".
وفي يوم 10 يونيو/حزيران 2005 أصيب الحوالي بغيبوبة حادة -وهو في مكة المكرمة- إثر إصابته بهبوط مفاجئ في ضغط الدم أدخل على إثرها المستشفى، وتدهورت حالته الصحية بعدها بسبب حدوث نزف دموي في منطقة المخيخ بالجمجمة، مما أضعف لاحقا قدرته على الحديث رغم تعافيه وخروجه من المستشفى.
وفي يوم 12 يوليو/تموز 2018 أكد ناشطون سعوديون اعتقال عالم الدين سفر الحوالي وثلاثة من أبنائه، بعد أيام من انتشار كتاب نُسب إليه يتضمن نصائح للعائلة الحاكمة وهيئة كبار العلماء المقربة من السلطة، وأوضحت المصادر أن الشيخ في حالة صحية سيئة.
وقال حساب "معتقلي الرأي" على تويتر إنه تأكد من نبأ اعتقال الحوالي بعد مداهمة منزله واقتياده مع ابنه إبراهيم، ورافق ذلك ترويع أحفاده الأطفال ومصادرة الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية.
وأضاف أن السلطات اعتقلت عبد الرحمن وعبد الله ابني الشيخ مساء أمس بعد مداهمة حفل زفاف لأحد أبناء عمومتهم بمنطقة الباحة (جنوب) وسط أنباء عن اختفاء ابنه الرابع المقيم في مكة، كما أكد حساب "مجتهد" على تويتر نبأ الاعتقال.
وتحدث حساب "معتقلي الرأي" عن معاناة الحوالي (68 عاما) من كسر في الحوض وجلطة دماغية سابقة، وقال إن اعتقاله بطريقة مسيئة يأتي من أجل "بضع كلمات لم تتحمل السلطات الاستماع إليها".
وقبل ذلك بأيام، تحدثت مصادر عن تأليف الحوالي كتابا من ثلاثة آلاف صفحة بعنوان "المسلمون والحضارة الغربية" وهو ما زال نسخة أولية لم تطبع بعد، وقد انتقد فيه المؤلف إنفاق السعودية الباهظ على استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرياض منتصف العام الماضي.
وتضمن الكتاب نصائح إلى العلماء والدعاة والعائلة الحاكمة، ومنها قوله إن "السياسة الحكيمة تقتضي الوقوف مع القوة الصاعدة التي لها مستقبل، وليس القوة الآخذة في الأفول، وكل ناظر في أحوال العالم يقول إن المستقبل للإسلام، وإن أميركا آخذة في الأفول والتراجع".
المؤلفات
ألف أول كتبه "العلمانية نشأتها وتطورها وأثرها" وكان عبارة عن رسالته لنيل الماجستير، وكان كتابه الثاني "ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي" أطروحته للحصول على الدكتوراه.
ومن كتب إضافة لما سبق: "القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى"، و"كشف الغمة عن علماء الأمة: وعد كيسنجر والأهداف الأميركية في الخليج"، و"منهج الأشاعرة في العقيدة"، و"الانتفاضة والتتار الجدد"، و"مقدمة في تطور الفكر الغربي والحداثة"، و"أصول الفرق والأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة"، وحقق كتاب "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" لشيخ الإسلام ابن تيمية.