ونقل مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا عن بعض المواقع الالکترونیة السوریة يبدو أن الحديث عن المهمة السياسية للكاريكاتور قد جعلت الواقع أكثر سخرية من التعبير عنه بالسخرية، فوقف رسامو الكاريكاتير في العالم بجهاته وأصقاعه يواجهون التحديات المحدقة بالناس ويسلطون الضوء على منابع الداء، ومواقع الفساد والخراب والديمقراطية المهمشة، ومظاهر التي تعيشها بعض المجتمعات في هذا العالم المتناثر، لا بل أصبح الوضع الدولي كالقنبلة الموقوتة لم يسلم أحد من شظايا انفجارها التي اخترقت الحدود وأشعلت الأخضر واليابس.
ومن هنا، لا يقتصر دور الكاريكاتير على المهمة التوضيحية فقط، بل على العكس يؤكد لنا موقفاً سياسياً دعائياً خطيراً، أقرب ما يكون إلى التحريض، فاتحاً باب الأسئلة لخلق حالة ثقافية ثورية على حد تعبير جان بول سارتر.
وفي هذا السياق طرحنا سؤالاً عن انطباعات رسامي الكاريكاتور حول هذه المتغيرات.
خالد الشرادي من المغرب يرى أن أنظمة الاستبداد الفاسدة هي التي أوصلت الشعوب إلى ما وصلت إليه حيث أصبح الإنسان العربي معها مرادفا حقيقيا للتخلف والخروج من دائرة التاريخ، نحن الآن أمام صحوة حقيقية للإنسان في وطننا العربي وبداية اكتشاف جديد للقيم التي كانت مغيبة بفعل مجموعات متعنتة و فاسدة من الفاعلين.... فعلى من لم يكن يهمهم الأمر أن يحذروا..فقوة الشعوب بمعناها الإنساني العميق هي الفاعل القادم إلى هذه الأوطان فانتظروه...
هناء الحجار من السعودية: في الحقيقة أنا لا أجيد التعبير بالكتابة.. وغالبا لا اكتب أو أعبر عن أرائي إلا من خلال الرسم .. وإن فكرت وتأثرت، تتحول حروفي لخطوط مرسومة وصمتي يخرج بلوحاتي.
أما خليل خي من المغرب فيقول: الخوف.. العدالة... ولا أقول الديموقراطية لأن هذه الأخيرة سلعة مستوردة من الغرب، هي أخطر ما يمكن أن يعيشه الإنسان فحالات الظلم في الوطن العربي كثيرة، تبدأ من البيت .الشارع..المدرسة..فالمجتمع...هذه الأركان الأربعة ترتكز على العنف والسلطة في التعامل مما يولد لدى الانسان الخوف الذي يعتبر سمة المواطن العربي...والخوف يؤدي إلى الكبت ،الذي يؤدي بدوره إلى الانفجار، وهذا هو سبب هذه الانتفاضات التي يعيشها حاليا وطننا العربي بسبب حكام لا يفكرون إلا في الحفاظ على كراسيهم الوثيرة بدلا من خدمة شعوبهم .
عبد الله جابر من السعودية يقول: إن ما يحدث حالياً من حولنا منطقي جداً ، فالظلم واستمرار الضغط يولد الانفجار ، وستستمر الثورات، وسيصحب كل ثورة ، المزيد من الضحايا والمزيد من الألم كي تفرض الشعوب كلمتها وإرادتها وحقها في سيادتها على أرضها، ولا بأس في ذلك فهذه ليست إلا آلام ولادة لشعب حر..
ويتساء أحسان الفرج من العراق أصحوة الموت مايشهدها الآن الحكام الطغاة.؟ أم غفوة الحياة قد أستيقظ منها الشعب العربي.؟ أكان هذا الذي يجري، أم ذاك، فالنتيجة واحدة، ألا وهي هذه الثمار التي يجنيها المواطن العربي البسيط، لأول مرة في تاريخ كل الدول العربية، في سابقة لم يشهد لها مثيلآ من قبل...وبينما يتجادل ويتبارى المحللون والمثقفون والمنظرون، فيما بينهم ويدلي كل منهم بدلوه لتخمين من سيكون الطاغية التالي المرشح للتنحي أو الهروب، معتمدين بحساباتهم على درجة غليان الشعب داخل(قدر الضغط الحكومي)، في هذا الوقت يحسب ماتبقى من الطغاة والذين تربعوا منذ عقود على عروشهم، يحسبون حساباتهم، ويعدون عدتهم ومتاريسهم، ويشحذون أسلحتهم، لمواجهة مد الجماهير المقهورة الآتية حتما..غافلين عن بروز حقيقتين جديدتين على الساحة العربية الأولى أنه لأول مرة يستطيع شعب عربي أعزل، أن يسقط حكومة دكتاتورية، دون أن يحتاج لقوة عسكرية وذخيرة، بل لم يحتج حتى لبندقية واحدة..! والثانية هي أن عقلية الفرد العربي التي تم إخضاعها وإخناعها طيلة عهود، قد كسرت حاجز الخوف، وتحررت وتنسمت رائحة الحرية، ودخلت عصراً جديداً، ستتغير فيه علاقة الحاكم بالمواطن العربي، هذا إن لم تنقلب.....!
ويضيف عبد الغني بن حريزة من الجزائر ما تشهده الساحة العربية من أحداث وثورات شبابية هي دليل واضح على نضوج الفكر الديمقراطي لدى تلك الشريحة التي أثبتت أنها تستطيع التغيير ومن أعلى الهرم القيادي متجاوزة بذلك حاجز الخوف من عصا ذلك الشرطي التي اعتمدها حكام العرب طيلة سنوات حكمهم متناسين ومتجاهلين إرادة شعوبهم.
ثورة الشباب المتحرر اليوم هي رسالة واضحة لكل الحكام دون استثناء تخبرهم بأن زمن الطغيان قد ولى لذلك عليهم أن يخلعوا تيجان الجبروت وينزلوا إلى الشارع ويعايشوا الفقراء، عليهم أن يحسوا بشعوبهم ويعملوا من أجل أوطانهم لا من أجل أنفسهم، وعليهم أن يتذكروا أبيات الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي الخالدة والتي يجب أن تخط بماء الذهب وتعلق في قصورهم الفاخرة "إذا الشعب يوما أراد الحياة...فلا بد أن يستجيب القدر" ومن الجميل والملفت للنظر أن ثورة التغيير بدأت من تونس وعلى حكامنا الأعزاء أن يعلموا بأن العالم اليوم تغير كثيرا وعليهم أن يفسحوا المجال لحرية الرأي التي تتيح لهم معرفة ما يحدث وما يقال وعليهم أيضا الاهتمام بما ينشر من رسومات كاريكاتوريه لكون رسام الكاريكاتير الملتزم إنسان لا يجامل وينقل بأمانه ما تلتقطه عيناه فليكن لهم عين ثالثه لرصد الأحداث ومعالجة السلبيات.. طوبى لشبابنا الحر الواعي وطوبى لشهداء الحرية..
ويقول عبد الأمير رويح نوري من العراق أعتقد أن ما يحصل الآن في الوطن العربي هو بسبب ثقافة الجيل الحالي و تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال والإعلام، فقد أصبح من الواضح لدى الشباب في الوطن العربي أن المخاوف التي تكرسها هذه الأنظمة لدى شعوبها ما هي إلا أوهام من صنعها، وليست لحماية البلد وإنما لحماية الفساد، وحتى الدول العظمى التي تدعم هذه الأنظمة تخلت عنهم لأسباب عدة أبرزها الأزمة الاقتصاد العالمية مما أدى إلى انشغال الدول العظمى بمشاكلها الداخلية أكثر من ملفاتها مع الدول الأخرى و السبب الآخر هو فساد الأنظمة في عالمنا العربي أصبح واضحا لدى الجميع و لم يعد هناك مبرر مهم أو علمي لبقاء هذه الأنظمة في الحكم.
أما أسامة السلطي من فلسطين لم أتخيل أبداً أنه في يوم من الأيام سأشهد مع شباب جيلي العربي ثورة حقيقية شعبية ضد أي نظام عربي. ذلك لم يكن متوقعاً، فقد راودني شعور بالصدمة والعظمة معاً، صدمة التغيير الثوري وأثره في بناء الدول والمجتمعات، وعظمة إرادة الشعوب في تقرير مصيرها، ما زلت أؤمن بخط الحضارة، بقيام الدول وأفولها، بشروق شعب وغياب حكومة. موتٌ لا بد منه، وإسراء سمٍ في جسم التاريخ. تلك اللحظات التي سبقت العاصفة، صمتٌ يحوم لأعوام وعاصفة تغييرٍ في أيامٍ قليلة.
ما زلت أؤمن بالحرية، ليست تلك المشتعلة بقمة تمثال الحرية في أميركا، وليست تلك التي تنادي بها دولٌ تحشر أنفها في شؤون غيرها. بل هي الحرية التي ورثناها، منذ الثورة العربية الكبرى، هي الرغبة بالحياة وتشكيل التاريخ بالأيدي كما يشكل الخزاف الآنية.
فيما عمر العبد اللات من الأردن لاشك أن أهم متغير حدث للشعوب العربية جراء الثورات القائمة الآن والتي بدأت في تونس ومصر وتستمر في كثير من البلدان العربية هو إمكانية استجابة القدر، بمعنى آخر إن ما يحدث لا يتوافق مع المنطق الذى يقول بان الشعوب خانعة و نائمة ومغلوب على أمرها وأن الأنظمة الاستبدادية بأجهزتها القمعية قادرة على حسمها فى كل الجولات وكل تلك المقولات المحبطة عن إمكانية الشعوب فى إحداث تغيير.. ماحدث باختصار هو الاتجاه نحو أفعال إيجابية، وسقوط أصنام الأفكار السلبية ونفض غبار ورماد الإحباط السميك الذى كنا نظنه أبدياً و الرسائل التى يمكن أن تصل لكل المتحكمين فى مصائر الشعوب بصورة ديكتاتورية رسائل لا حصر لها للغافلين فحواها استجابة القدر الذى كنا لوقت قريب نظنه لا يستجيب، وأنا كرسام كريكاتير أشعر بفخر شديد لأن الكاريكاتير كان حاضراً وسيظل فى كل الثورات ، وأسهم بشكل واضح فى توصيل وتبسيط المفاهيم الثورية وشجعها و تبناها وكان داعماً يومياً وزاداً روحياً لكل ثورى.
ويرى كمال شرف من اليمن أن الزلزال الذي يحدث الآن في الوطن العربي نتيجة متوقعة لحالة الكبت وتكميم الأفواه التي يعيشها المواطن العربي خاصة في ظل ثورة التكنولوجيا التي جعلته يتعرف إلى المجتمعات الحرة مما أدى إلى إدراكه للواقع المزري الذي يعيشه في بلده، ومع هذه النافذة المطلة على المجتمعات الحرة بدأ الشباب يتحسرون على أنفسهم وأدركوا مدى المهانه التي يعيشونها في بلدانهم مع التعرف على الحقوق التي يتمتع بها الإنسان هناك فهو يختار حكامه ويشارك في كل ماحوله ويعتبر الوطن حق من حقوقه وليس كما كان يعتقد أنه مجرد مزرعه يمتلكها الزعيم وكل من في المزرعه يدور حوله، بالتأكيد هذا سيخلق ثورات عارمه وسيكون الشباب قادتها كما حدث في تونس ومصر .وهاتين التجربتين أعادتا الاعتبار لقوة الشعوب في خلق المستقبل الجديد.
ويعتقد نادر جني من السودان ليس هناك حل سوى التغيير والتغيير بشكل كامل في كل الدول العربية، واعتبر أن جميع الشعوب العربية كسبت الآن شيئاً مهماً وهو أن الأنظمة الآن ستتعامل مع الشعوب كقوة وإرادة قادرة على عمل المستحيل وليس كقطيع يعيش في غيبوبة .. وهذا يبشر بمرحلة جديدة في حياتنا كعرب . في الوقت نفسه لا بد أن نراقب تحركات الغرب بحذر فقد علمّنا التاريخ أنهم لن يسمحوا بتغيير في المنطقة إلا إذا كان ضمن تقديم الأمان والخدمة المستمرة لهم .. وبالتأكيد هم سيسعون لتجيير هذا التغيير لهم ..