الحج فريضة إلهية لها أبعاد توحيدية كبيرة، وهي مؤتمر كبير يجمع المسلمين من كل الأقطار، متحدة نحو قبلة واحدة ، في طاعة إله واحد مستنين بسنة الرسول الأكرم (ص) .
شارک :
جاء في بعض الروايات الشريفة أن قبائل قريش كانت ترى لنفسها مكانة دينية خاصّة بين العرب، وكان أفرادها يسمّون أنفسهم "الحُمس" ويرون أنّهم أبناء إبراهيم عليه السلام وسدنة الكعبة، ولذلك كانوا يترفّعون على بقية القبائل العربية.
ومن هنا فإنهم تركوا الوقوف في عرفات لأنّها خارج الحرم المكّي، وما كانوا يودّون أن يحترموا أرضاً تقع خارج حرم مكّة، ظنّاً منهم أنّ ذلك يقلّل من شأنهم بين قبائل العرب، مع علمهم بأنّ الوقوف في عرفات من مناسك الحجّ الإبراهيمي.
الآية الكريمة تبطل كلّ هذه الأوهام وتأمر بوقوف الحجّاج جميعاً في عرفات، ثمّ التحرك منها نحو المشعر الحرام، ومن ثمّ الإتجاه إلى مِنى دون أن يكون لأحد امتياز على آخر ﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ .
الإفاضة التي تأمر بها الآية هي الإفاضة من المشعر الحرام إلى مِنى، لأنّها جاءت بعد ذكر الإفاضة من عرفات إلى المشعر،ومسبوقة بـ "ثمّ" التي تفيد الترتّب الزماني، ويكون مدلول الآيتين معاً الأمر بالوقوف الجماعي بعرفات، ثمّ الإفاضة منها إلى المشعر الحرام، ومن ثمّ إلى مِنى.
و يعلن الحج وحدة خط الأنبياء عبر التاريخ حول مسألتي العبودية لله، واجتناب الطاغوت، وذلك بشتى الأساليب التي تتناسق فيما بينها لتؤكد هذا المضمون الوحدوي العظيم.
إنّ الحج فريضة إلهية لها أبعاد توحيدية كبيرة، وهي مؤتمر كبير يجمع المسلمين من كل الأقطار، متحدة نحو قبلة واحدة ، في طاعة إله واحد مستنين بسنة الرسول الأكرم (ص) .
و يعود موسم الحج كل عام ويحمل معه لأمة الإسلام الذكريات والآمال، ذكريات النصر والتمكين وآمال الوحدة والاتحاد، وتعم احتفالية الحج الأمة الاسلامية أجمع في أركان المعمورة لا في رحاب مكة والمشاعر المباركة في البلد الحرام فحسب، فكل المسلمين يشاركون إخوانهم الحجيج الفرح بموسم الحج فرحة في النفوس ومشاركة بالعبادة في العاشر من ذي الحجة من صوم وذكر وأضحية.
والحج عبادة تحقق توحيد الله بعبادته وتقواه وتحقق وحدة الأمة وهما مطلبان جاء الإسلام لتحقيقهما يقول الله تعالى: (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، ويقول سبحانه: (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)، فالمسلم وهو يتوجه إلى الحج ممتثلا لأمر الله تعالى ملبيا بتوحيده وبحمده وتنزيهه وإفراده بالعبادة يخوض أيضا معايشة تجربة الاتحاد والائتلاف و التقريب مع إخوانه المسلمين، فيجتمعون باختلاف أعراقهم وألوانهم وألسنتهم متحدين في لباسهم وتلبيتهم، تظلهم سماء واحدة ويفترشون أرضا واحدة، ويعيشون حال الاتحاد في مسيرهم وسكونهم في أداء شعائر الحج بما يحقق اتحادا ظاهريا الأصل أن ينعكس عليهم باتحاد القلوب والنفوس، ونجد في القرآن إشارات تدلل على هذا المعنى ففي سورة آل عمران جاء ذكر الحج في قوله تعالى: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين) .
كما نجد في سورة الحج المتضمنة أذان إبراهيم عليه السلام بالحج تختتم السورة بالتذكير بدور الأمة والوحدة بين أبنائها (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ)، كما نجد في مطلع ذكر أحكام الحج في سورة البقرة نهي عن الجدال المفضي للنزاع والذي يعكر صفو الاجتماع والاتحاد (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ۚ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).
كما لم تغفل السنة النبوية جانب الوحدة في الحج واستغلال فرصة اجتماع المسلمين من كل البلدان، فقد حرص النبي -صلى الله عليه واله وسلم- على إظهار أثرها والتذكير بها في خطبته في حجة الوداع لتبقى كلماته منار هدى للأمة عبر القرون فقد جاء فيها: (أَيهَا النّاسُ، إنّما المُؤمِنُونَ إخْوةٌ، فَلاَ يَحِلُّ لامْرِئ مَالُ أَخيهِ إلاّ عَنْ طيبِ نفْسٍ منهُ، أَلاَ هَلْ بلّغْتُ، اللّهُم اشْهَدْ، فلا تَرْجِعُنّ بَعْدِي كُفارًا يَضرِبُ بَعْضُكُمْ رقابَ بَعْض فَإنّي قَدْ تَركْتُ فِيكُمْ مَا إنْ أخَذتمْ بِهِ لَمْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، كِتَابَ اللهِ وَ عترتي ، أَلاَ هَلْ بلّغتُ، اللّهمّ اشْهَدْ. أيها النّاسُ إن رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإنّ أَبَاكُمْ واحِدٌ ، كُلكُّمْ لآدمَ وآدمُ من تُراب، إن أَكرمُكُمْ عندَ اللهِ أتْقَاكُمْ وليس لعربيّ فَضْلٌ على عجميّ إلاّ بالتّقْوىَ، أَلاَ هَلْ بلَّغْتُ، اللّهُمّ اشهد»
قَالُوا: نَعَمْ قَال: فلْيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ والسلامُ عليكم ورحمة الله)، فبدء حديثه بتذكير المجتمعين بأن ما يجمعهم أخوة الإيمان التي لا تعدلها آصرة من الأواصر الدنيوية التي يصف قوتها في حديث آخر بقوله (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) لذا عقب بالتحذير من الرجوع عن الأخوة الإيمانية لحال الفرقة والتنازع ووسم ذلك بالكفر المناقض للإيمان الذي يؤلف ولا يفرق.
ومن ثم يبين خاتم الانبياء و المرسلين محمد (ص) السبيل لحفظ هذه الرابطة الإيمانية هو التمسك بالدين متمثلا في " الكتاب الكريم و عترتي" إذ هما الفيصل في حل أي نزاع والداعيان للوحدة والائتلاف، ثم يبين جوهر الإسلام القائم على توحيد المعبود و وحدة أصل الخلق فينادي الناس بأن ربكم واحد وأباكم واحد وأن التقوى هي معيار التفاضل بينكم لا الجنس ولا العرق ولا اللون، وهذا البلاغ النبوي الخالد يعيشه الحجاج واقعا وهم يؤدون مناسك الحج فيلتقي المسلم بإخوانه من كل مكان مرددين التوحيد في تلبيتهم وهم في حال اتحاد ظاهري، فهذه الممارسة العملية للوحدة ترسخها في واقع الأمة وكانت كذلك طوال القرون الماضية.
فقد كان للحج دور في تقوية الأواصر بين أبناء الأمة من خلال التقائهم وإطلاعهم على أحوال بعضهم بعضا فكان التعاون في السراء والضراء وصد العدوان ونشر العلم والدعوة منطلقة كل موسم حج وكأن الإسلام يبعث من أم القرى بعثا جديدا عاما بعد عام، وما أحوج الأمة اليوم إلى تفعيل دور الحج الوحدوي في واقعها فلا يعقل أن تجتمع تلك الألوف المؤلفة من بني الإسلام ولا يكون لاجتماعهم أثر في اتحادهم ولم شملهم في وقت الحاجة ماسة لحل خلافاتهم وتوحيد صفوفهم، وأن يكون الحج منطلق التآلف والاجتماع لا مادة للتنازع والافتراق.
و الحج فريضة أوجبها تعالى بقوله: ﴿ولِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾.وكذلك الوحدة الإسلامية من الواجبات قال تعالى: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾. الحج من خلال آداء مناسكه تتجلى صور الوحدة بين عامة المسلمين، في السعي الواحد والطواف الواحد والرمي الواحد والوقوف في عرفة والمبيت في منى وهكذا في كل مناسك الحج نرى الوحد ة تتجلى ونرى كل العناوين المذهبية والجغرافية والدموغرافية تلغى فضلا عن العناوين العرضيّة كالغنى والفقر والعلم والجهل، ولا يبقى سوى القاسم المشترك بين أفراد المسلمين وهو : توحيد الله والإقرار بالعبودية لله تعالى.
فتتوحد الأمة في الحج من خلال إظهار عقيدتها الواحدة ومبادئها الواحدة، ونريد لهذه الوحدة التي تتجلى في الحج أن تبقى بعينها بعد الحج، ولا يكون ذلك الا من خلا الإنفتاح المتبادل بين المسلمين وقبول الأخر وعدم الإستبداد في الرأي وعدم التكفير ،والنعرات المذهبية وعلينا في الحج كما بعده أن نترفّع عن الخلافات التي تسببها العصبية الباطلة المحرّمة، وأن لا نسمح للخلاف في بعض الأصول أو الفروع أن يعكس لنا خلافا عمليا كما يريد الإستكبار لذلك أن يكون وبذلك يبقى المسلمون جسدا وجسما واحد وحصنا منيعا لا يتمكن الإستكبار من تمزيقه ولا تتمكن المؤامرات من النيل منه على الاطلاق.
وهذه الشعیره العبادیه السیاسیه، نعمه من نعم الله تبارک وتعالى علینا، حیث یلتقی فیها المسلمون من مختلف الأقطار الإسلامیه والمذاهب على اختلاف ألوانهم ولغاتهم، شاکرین الله سبحانه وتعالى على هدایته، ومقرین جمیعاً بعبودیته مرددین بصوت واحد (لبیک اللهم لبیک، لا شریک لک لبیک، إن الحمد والنعمه لک والملک، لا شریک لک لبیک )، وهذه الکلمات، وذلک المشهد العظیم، یخیف أعداء الإسلام، لأن فیه توحیداً لله سبحانه وتعالى، وشکراً على نعمه، وتوحیداً لصفوفهم، وبیاناً لهیبتهم، وإبرازاً لقوتهم.
وفی هذه الفریضه المقدسه أخطار کبیره على أعداء الإسلام، خصوصاً أذا سعى ضیوف الرحمن، والمشرفین على الحج، وقاده المسلمین، والعلماء إلى تحقیق أهداف الحج العظیمه، تلک الأهداف التی تخیف الطغاه والاستکبار العالمی والعملاء فی المنطقه.
ومن المفترض إن یلتفت إلیها حجاج بیت الله الحرام، لتحقق الحج الحقیقی الذی یخاف منه أعداء الإسلام، ولهذا یعملون بکل ما لدیهم من قوه من أجل تفریغ الحج من محتواه الحقیقی، و من هذه الأهداف.
إخلاص العباده لله سبحانه وتعالى فی هذه الأیام العظیمه، وتعلیم الإنسان المسلم وتربیته على أن لا یعبد الإ الله، ومعنى العباده یعنی الخضوع أن لا یخضع إلا لله، وهذه من أکبر الأمور التی تخیف المستکبرین والمستعمرین؛ لأن عزه المسلمین بطاعتهم لله وإخلاص العباده له، ومن هنا عمل أعداء الإسلام على تفریغ هذا الهدف فی الحج من محتواه الحقیقی.
وأن یجعل المسلمون هدفهم واحد فی مقابل الکفر العالمی، وهذه القضیه من أهم الواجبات التی ینبغی على حجاج فی هذه الأیام أن یلتفتوا إلیها فی أن تکون قلوبهم واحده وأهدافهم واحده، لأن مناسک الحج واحده، فوحده الطواف، ووحده السعی، ووحده الرمی، ووحده الوقوف فی عرفات، ووحده المبیت فی المزدلفه، ووحده اللباس الذی هو مظهر من مظاهر الألفه، وعدم الفرق بین الغنی والفقیر، ودلیل على أنهم جسد واحد ،کما قال رسول الله (صلى الله وعلیه وآله وسلم): (المؤمنون کالجسد الواحد فی توادهم وتراحمهم، إذا اشتکى منه عضو تداعى له سائر جسده بالحمى والسهر).
فأن جمیع أفعال الحج واحده، وهذا یدعوا المسلمین أن یکون هدفهم واحدا، وقضیتهم واحده، ودفاعهم واحد عن دینهم وعن مقدساتهم، وعن أرضهم وعن جمیع قضایاهم.
وقد کرس أعداء الإسلام کل طاقاتهم من أجل بث الفرقه بین المسلمین، وخصوصاً بین حجاج بیت الله الحرام، من أجل تفریق هذه الفریضه من محتواها.
و من الدروس العظیمه التی یجب على حجاج بیت الله أن یتعلموها فی هذه الشعیره، هو وحده الأمه الإسلامیه، ولا شک أن الحج موسم عظیم، لتوحید المسلمین ، حیث یجتمع المسلمون فی مشهد عظیم،وتنعدم الفوارق فی ما بینهم، ویتعارفون فی ما بینهم، ویتقرب بعضهم لبعض، ویلتقی العلماء بعضهم ببعض، فیطرحون همومهم، وما یعانیه المسلمون فی الوقت الراهن من تفرق، وتکالب أعداء الإسلام علیهم. وهذا ما یخیف الأعداء ویقلقهم.
یقول ارنولد توبنبی: (إن الوحده الإسلامیه نائمه، لکن یجب أن نضع فی حسابنا أن النائم قد یستیقظ)،
ویقول المبشر لورانس براون: (إذا اتحد المسلمون فی إمبراطوریه عربیه أمکن أن یصبحوا لعنه على العالم و خطراً…).
ویرى القس سیمون: (إن الوحده الإسلامیه تجمع آمال الشعوب الإسلامیه، وتساعد على التملص من السیطره الأوربیه، والتبشیر عامل مهم فی کسر شوکه هذه الحرکه، من أجل ذلک یجب أن نحول بالتبشر اتجاه المسلمین عن الوحده الإسلامیه) .
ولهذا رسول الله (صلى الله وعلیه وآله وسلم) أسس قواعد الوحده الإسلامیه بین المسلمین فی حجه الوداع، فقد نقل الرواه أن رسول الله، وقف بمنى حین قضى مناسکه فی حجه الوداع فقال: أیها الناس اسمعوا ما أقول لکم فاعقلوه عنی، فإنی لا أدری لعلی لا ألقاکم فی هذا الموقف بعد عامنا هذا، ثم قال: أی یوم أعظم حرمه ؟ قالوا: هذا الیوم، قال: فأی شهر أعظم حرمة ؟ قالوا: هذا الشهر، قال: فأی بلد أعظم حرمة ؟ قالوا: هذا البلد، قال: فإن دماء کم وأموالکم علیکم حرام کحرمه یومکم هذا فی شهرکم هذا فی بلدکم هذا إلى یوم تلقونه فیسألکم عن أعمالکم ألا هل بلغت ؟ قالوا: نعم، قال اللهم اشهد، الا ومن کانت عنده أمانه فلیؤدها إلى من ائتمنه علیها، فإنه لا یحل دم امرئ مسلم، ولا ماله إلا بطیبه نفسه، ولا تظلموا أنفسکم، ولا ترجعوا بعدی کفاراً.
وفی هذه الوصیه بینَ رسول الله (ص) مکان الضعف الذی یدخل منه أعداء الإسلام، الذین یریدون القضاء على المسلمین، وهو عن طریق تکفیر بعضهم بعضاً، وتحلیل دمائهم، وأموالهم بحجه أن هؤلاء کفاراً، کما یفعل أعداء الإسلام عن طریق الحرکه الوهابیه العمیله للاستکبار العالمی.