مفتي دمشق الشيخ الأفيوني يلحق بقافلة 70 الشهيداً من علماء الدين والمطارنة في سورية
تنا
استشهد الشيخ محمد عدنان الأفيوني مفتي دمشق وريفها جراء استهداف سيارته بتفجير إرهابي غادر مساء الخميس 22 أكتوبر الجاري في بلدة قدسيا بريف دمشق.
شارک :
خبر استشهاد مفتي دمشق نزل كالصاعقة على السوريين الذين عاشوا وقتا طويلا من الاستقرار الأمني النسبي، قبل أن يفجر الإرهابيون عبوة ناسفة بسيارة الشيخ الأفيوني قرب جامع الصحابة في قدسية غرب دمشق.
الرجل الذي حسم موقفه باكرا من الأحداث التي عصفت في سوريا مع بداية الازمة، بقي مستهدفا من الإرهابيين الذين حاولوا بعد يأسهم من استمالته، ترهيبه عبر استهداف أفراد أسرته، لكنه بقي على موقفه الثابت من موقعه كواحد من كبار العلماء في سوريا والمشرف العام على مركز الشام الدولي الإسلامي لمواجهة التطرف.
كما بقي رجلا يدعو للتسامح في كل منبر يعتليه ويبذل وقته وروحه في سبيل المصالحات، التي أثمرت في غير مكان من ريف دمشق بفضل وعيه والثقة الكبيرة التي منحتها القيادة السورية له، الأمر الذي أعطاه هامشا كبيرا في ترتيب المصالحات وحقن الدماء والعودة الآمنة إلى جادة الصواب .
ونعت وزارة الأوقاف السورية الشيخ الأفيوني الذي ارتقى إلى الله شهيداً إثر استهداف سيارته في قدسيا بتفجير إرهابي غادر نتيجة عبوة ناسفة مزروعة فيها.
وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد في اتصال مع قناة الفضائية السورية إن عبوة ناسفة انفجرت في سيارة فضيلة الشيخ محمد عدنان الأفيوني عضو المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف ومفتي دمشق وريفها في عمل إرهابي إجرامي تكفيري.
وأضاف الوزير السيد: مهما فعلوا بنيرانهم وحقدهم فلن يسكتوا صوت الحب الذي صدعت به دمشق والذي صدع به فضيلة الشيخ عدنان في جنبات دمشق وريف دمشق وسورية ولن ينالوا من عبق الإسلام الشامي إسلام دمشق الإسلام الحقيقي صوت الحق والوسطية في العالم مشيراً إلى أن هذا العالم الكبير كان نبراساً للخير ومحبة الناس وكانت مواقفه الوطنية الثابتة منذ أول أيام الحرب الإرهابية على سورية خنجراً في صدور الإرهاب والإرهابيين وداعميهم.
ولفت الوزير السيد إلى أن الحرب على سورية لم تنته وأن المؤسسة الدينية عبر وزارة الأوقاف وعلمائها كانوا الترس الذي حمى كل المؤسسات الدينية والمساجد من غزو الفكر المتطرف لذلك كان هؤلاء العلماء الذين وقفوا موقف الحق وعلى رأسهم الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وفضيلة الشيخ الأفيوني مستهدفين مع الكثير من العلماء من قبل الإرهاب وأدواته وبكل وسائل الإجرام والقتل فهم لا يريدون إلا القتل والإرهاب لأبناء سورية ومشايخها وعلمائها.
والشيخ الأفيوني من كبار علماء سورية والعالم الإسلامي وهو عضو المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف ومفتي دمشق وريفها والمشرف العام على مركز الشام الدولي الإسلامي لمواجهة التطرف.
آخر ما قاله فضيلة الشيخ المربي محمد عدنان أفيوني في درسه الخميس بمسجد الصحابة في قدسيا
قبل ارتقائه شهيداً بإذن الله:
"أوعك تغرَّك الدنيا، أوعك يغرَّك اليأس"
"الدنيا بيد الله تعالى، أنت مؤمن لا تهتم بها"
جوانب من السيرة الذاتية لمفتي دمشق
جديرٌ بالذكر أن الشيخ محمد عدنان بن خالد الأفيوني ولد في دمشق 2/9/1954م
حاصل على إجازة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من كلية الدعوة الإسلامية – دمشق.
دبلوم الدراسات العليا في التفسير وعلوم القرآن الكريم من كلية الدراسات العليا في جامعة أم درمان الإسلامية.
ماجستير في التفسير وعلوم القرآن الكريم من كلية الدراسات العليا في جامعة أم درمان الإسلامية.
الوظائف التي يشغلها:
1- مفتي مدينة دمشق وريفها.
2- مدير المعهد الوطني لإعداد وتأهيل الأئمة والخطباء.
3- نائب رئيس مجلس الإدارة في مجمع الشيخ أحمد كفتارو.
4- نائب رئيس جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية واللغة العربية والدراسات والبحوث الإسلامية فرع مجمع الشيخ أحمد كفتارو (جامعة خاصة تحوي كلية الدعوة الإسلامية – كلية أصول الدين – كلية الشريعة والقانون - قسم القانون (الحقوق) – قسم الاقتصاد الإسلامي).
5- المشرف العام على مجمع الصحابة الإسلامي – قدسيا.
6- خطيب وإمام ومدرس في مساجد دمشق.
اللجان والخبرات العملية:
1- عضو اللجنة العلمية والفقهية في وزارة الأوقاف.
2- رئيس مجلس كلية الإمام الأوزاعي – مكتب تسجيل دمشق.
3- عضو المجلس العلمي لدار الحديث والسيرة النبوية في مجمع الشيخ أحمد كفتارو.
4- رئيس اللجنة العلمية الاستشارية لمركز نشر القيم الأخلاقية في الأسرة.
5- رئيس لجنة التوجيه والإرشاد في مديرية أوقاف دمشق.
6- رئيس لجنة التوجيه والإرشاد في مديرية أوقاف ريف دمشق.
7- مدير المعهد التأهيلي لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
8- رئيس لجنة فحص الأئمة والخطباء في مديرية أوقاف ريف دمشق.
9- عضو لجنة فحص الأئمة والخطباء في مديرية أوقاف دمشق.
10- المشاركة في العديد من الندوات والورشات العلمية.
الوظائف والخبرات العلمية:
1- مدرس في كلية الدعوة الإسلامية.
2- مدرس في كلية أصول الدين.
3- مدرس في كلية الشريعة والقانون.
4- مدرس في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد.
5- مدرس ديني في عدد من مساجد دمشق وريفها.
المؤلفات العلمية:
1- تحقيق جزء من تفسير (اللباب في علوم الكتاب لابن عادل الدمشقي).
2- علوم السنة المطهرة (علم مصطلح الحديث – علم الجرح والتعديل).
3- الأخلاق الإسلامية (بحوث تطبيقية في علم الأخلاق).
4- بحوث في آيات وأحاديث الأحكام.
5- فقه الأولويات بين النظرية والتطبيق.
المؤتمرات:
- شارك في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية في أوربا وآسيا وأفريقية والبلاد العربية.
أشهر شيوخه:
1- الشيخ أحمد كفتارو رحمه الله.
2- الشيخ رجب ديب رحمه الله.
3- الشيخ محمد حمزة القابوني رحمه الله.
4- الشيخ أحمد كناكري رحمه الله.
5- الشيخ الدكتور نور الدين عتر حفظه الله.
6- الشيخ وهبة الزحيلي رحمه الله.
والعديد من أكابر علماء بلاد الشام.
استشهد في
22/ 2020/10
إثر استهداف سيارته بعبوة ناسفه إثر خروجه من جامع الصحابة في قدسيا بعد صلاة العشاء ....
رحمه الله تعالى ...الشيخ محمد عدنان الأفيوني.
ردود الفعل على استشهاد الشيخ الأفيوني أجمعت على الخسارة الكبيرة التي ألمت بالمجتمع السوري الذي افتقد رجلا بمثل هذه المكانة والوقار، فقد أكد مستشار رئيس الحكومة السورية عبد القادر عزوز في حديث لموقع "العهد" أن "ما ميز الشيخ الأفيوني أنه كان عالما "وليس كل شيخ عالما"، وقال إن "العلماء هم ورثة الأنبياء يدعون للحق والتزام طريق الهداية ونبذ الفرقة "وهو ما عكف عليه الشيخ عدنان الأفيوني منذ مرحلة مبكرة من عمره.
عزوز شدد على أن استهداف الشيخ الأفيوني هو استهداف للعقل المنفتح البعيد عن التعصب، مضيفا أن "أهم أمر بالنسبة له هو أن يهتدي هؤلاء المتعصبون، فهو صاحب الأثر الطيب الذي جمع بين العلم والمقاومة والذي لا يخشى في الله لومة لائم".
بدوره، قال الباحث الإسلامي حسام شعيب إن "هذه العملية هي محاولة لاغتيال الحكمة والوقار والإسلام المعتدل الذي يحارب التطرف واغتيال صوت العقل والإسلام السمح"، مضيفا أن هذا هو ما أرادوه من اغتيال رجال الدين المعتدلين في سوريا ومحاولة التنكيل بهم مثل اغتيال الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي والشيخ أحمد صادق وصولا للشيخ الأفيوني فضلا عن التنكيل بالشيخ مأمون رحمة.