الحق لا يسقط بالتقادم، والأجيال الفلسطينية وإن طال الزمان
الـ103 عام لـ "وعد بلفور" : ما أُخذ بالقوة لا ولن يستردّ إلا بالقوة
تنا
يُصادف يوم الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الذكرى الـ103 لـ "وعد بلفور" الذي أعطته حكومة بريطانيا للصهاينة لإقامة "وطن قومي" على أرض فلسطين دون أن تملك الحقّ في ذلك.
شارک :
103 سنوات على سرقة فلسطين
وتحلّ هذه الذكرى في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطينيون ضغوطًا سياسية كبيرة تتمثل في قيام أنظمة عربية بتطبيع علاقاتها مع "إسرائيل" بزعم خدمة القضية الفلسطينية، كما تتزامن مع مُضيّ الإدارة الأمريكية في مخططها المعروف سياسيا باسم "صفقة القرن".
"حماس": زوابع تصفية القضية الفلسطينية إلى زوال
وأكدت حركة "حماس" في الذكرى الثالثة بعد المئة لوعد "بلفور" المشؤوم أن زوابع التطبيع ومؤامرات تصفية القضية الفلسطينية إلى زوال.
وقالت الحركة في بيان صحفي إن "وعد بلفور الغادر الذي أسّس لمأساة القرن، وأوجد أكبر مظلمة تاريخية ما زالت قائمة، هو وعد باطل منذ إطلاقه، وسرقة للتاريخ، ولحقوق شعبنا، وبريطانيا مَن تتحمّل إلى جانب الاحتلال وأعوانه الكوارث والمآسي التي حلت بشعبنا بسببه، وعليها تصحيح جريمتها التاريخية".
وأكدت حركة "حماس" رفضها لعمليات التطبيع، معتبرة إياها طعنة غدر في ظهر القضية الفلسطينية، ورهانًا خاسرًا على عدو سينقلب على مَن مدوا له اليد قبل غيرهم، ولن يعود منه المطبعون سوى بالخسارة والخذلان.
وقالت الحركة إن "ذكرى وعد بلفور المشؤوم تعود وما زال شعبنا الفلسطيني يعاني من الاحتلال ما يعانيه من وحشية وقمع وقتل وتهجير، والمجتمع الدولي يواصل صمته، وأمريكا تلعب الدور ذاته الذي مارسته حليفتها بريطانيا في سعيها إلى استنساخ وعود جديدة مغلفة بمسميات حديثة، صفقة القرن، وهي ليست بأقل شؤمًا وأخطر مؤامرة من وعد بلفور".
وتابعت "تمر الذكرى ومؤامرة التهويد والتشويه والتحريف للقدس والتقسيم للمسجد الأقصى تمضي بخطى سريعة برعاية أمريكية وصمت عربي مريب، ومباركة دول التطبيع مع الاحتلال".
وشددت على أن المقاومة بكل أشكالها من الشعبية وحتى المسلحة ستظل خيارًا مشروعًا أثبت جدواه، ولا تراجع عنه لاسترداد حق الشعب الفلسطيني المسلوب وكنس الاحتلال.
الحركة اعتبرت أن مسار الوحدة الوطنية ووحدة الكلمة الفلسطينية في هذه المرحلة العصيبة الخطيرة هي خيار استراتيجي، وسلاح نمتشقه لمواجهة هذه المؤامرات والتصدي لكل محاولات شرعنة الاحتلال ومنح وجوده في الشرق الأوسط صفة الطبيعي.
وأكدت حق عودة اللاجئين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها، وتعويضهم عن سنوات الهجرة والحرمان، وإن هذا حق ثابت ومشروع لا يسقط بالتقادم.
"الجهاد": المقاومة لن تدخّر جهدًا في قتال العدو حتى يرحل عن فلسطين
بدورها ، أكدت حركة الجهاد الاسلامي أن الشعب الفلسطيني سيظل متمسكا بأرضه منغرسا فيها، لأنه صاحب الحق في فلسطين كل فلسطين، ولن تزحزحه كل محاولات الاقتلاع والتشريد والتقسيم والضم والسرقة.
وقالت حركة الجهاد الاسلامي "لقد مثل تصريح بلفور المشؤوم خطيئة كبيرة تتناقض مع كل القوانين والأعراف الدولية، وعلى بريطانيا أن تتدارك جريمة زرع اليهود في أرضنا، وتعتذر للشعب الفلسطيني عما لحق به كنتيجة لتلك الجريمة الكبرى التي لحقت بالشعب الفلسطيني".
وأضافت "لا زالت تداعيات تصريح بلفور المشؤوم تلقي بظلالها على الفلسطينيين خاصة وعلى الشعوب العربية عامة، ويظهر ذلك من خلال تفتيت وتقسيم العالم العربي والإسلامي واستهداف شعوبه، وإيجاد أنظمة عميلة تتعايش مع الغدة السرطانية المسماة "دولة إسرائيل" وتتقبلها ككيان طبيعي يخترق قلب العروبة، ويعيث في المنطقة فسادا وخرابا دون أن يعمل حسابا لرقيب ولا لحسيب".
وتابعت "صفقة القرن وخطة الضم ونهب ما تبقى من الأرض وتقسيم المسجد الأقصى وإعلان القدس عاصمة للكيان، وتهافت الأنظمة العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال، كلها مخرجات واضحة وجليّة لتصريح بلفور المشؤوم".
وشددت على أن "ما أُخذ بالقوة لا ولن يستردّ إلا بالقوة، وعليه فإن المقاومة لن تدخر جهدا في قتال العدو الصهيوني المجرم، حتى يرحل عن فلسطين ويعيد الأرض إلى أهلها، رغم أنفه ورغم أنف من زرعه في قلب الأمة".
وقالت إن "الحق لا يسقط بالتقادم، والأجيال الفلسطينية وإن طال الزمان، لن ترحم من كان سببا في معاناة الآباء والأجداد والأبناء، وظلام الليل مهما طال، فلا بد من بزوغ الفجر، ولا عزاء وقتها لمن خان وباع ورضي بالذل والهوان".
ووعد بلفور يمثل الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا، بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 1917 الى اللورد اليهودي ليونيل والتر دي روتشيلد، يشير فيها لتأييد حكومة بريطانيا لإنشاء "وطن قومي لليهود" في فلسطين.
وقد عرضت الحكومة البريطانية نص تصريح بلفور على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، كما وافقت عليه كل من فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918.