بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزري مخترع أول روبوت، وهو "روبوت الصلاة"
المحرّك الآلي الأول في العالم هو روبوت اسلامي الذي ساعد في الوضوء للصلاة
تنا
كثيرٌ منا يعتقد أن أول من ابتكر فكرة "الروبوت" هو العالم الغربي أو ربما دول الشرق الأقصى. لكن من هو المخترع الأول للروبوتات والآلات الميكانيكية؟
شارک :
"بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزري"، عالم مسلم ولد عام 1136 ميلادية في جزيرة كانت تُسمى "أبو عمر"، ومنها جاء لقبه "الجزري". كانت هذه الجزيرة جزءاً من بلاد الشام، وهي اليوم تتبع تركيا وتقع على خط الحدود مع سوريا مباشرة.
ما يُثيرُ الفضول في هذا الشخص أنه كان أول من صنع الإنسان المتحرك أو "الروبوت". بناءاً على طلب أمير "ديار بكر" ويُدعى "آمِد" أن يصنع آلةً تغنيه عن الخدم كلما رغِب في الوضوء للصلاة.
فصنع الجزري آلة على هيئة غلام، منتصب القامة، وفي يده إبريق ماء وفي اليد الأخرى منشفة.
بالإضافة إلى وجود طائر على عمامة الغلام، حيث يصفّر كلما حان وقت الصلاة، ثم يتقدم هذا الغلام أو الخادم إلى سيده "آمِد" ليصبّ الماء له بمقدارٍ معين، وعند انتهائه من الوضوء يقدم له المنشفة ويعود إلى مكانه.
ظل هذا "الغلام" أو "روبوت الصلاة" محط تساؤل للكثير من العلماء، عن كيفية معرفته بأوقات الصلاة، ففي عالمنا الحالي ومع التطور التكنولوجي يمكن الاعتماد على خلايا إلكترونية تتصرف بناءاً على توجيهات برمجها الإنسان مسبقاً، تقدم التوجيهات والخطوات التي يجب أن يقوم بها الروبوت.
وضع العلماء الكثير من الفرضيات التي تناقش كيفية معرفة الروبوت بأوقات الصلاة، وكيفية تحركه.
ومن أبرز هذه النظريات هي اعتماده على أشعة الشمس التي تدخل إلى الغرفة الموجود فيها، فتبخر القليل من الماء كاف لتُحرك مفاصل الروبوت، ولحثه على التحرك إلى الأمام أو الخلف بناءاً على تحكم عدة موازين دقيقة موضوعة داخل هذا الجسم. حيثُ تطبق هذه النظرية فقط خلال فترة النهار وليس الليل.
من أبرز اختراعات "الجزري" الآلات الذاتية الحركة التي تعمل بالماء، آلات القياس، الآلات الموسيقية، ساعات مائية ذات نظام تنبيه ذاتي، وساعة الفيل التي جمع فيها عدة أجزاء وأدوات مثلت الحضارات والثقافات التي عاصرها، والآن يطلق عليها إسم "ساعة الأمم المتحدة".
كان يُعد "الجزري" أحد أعمدة النهضة العلمية الإسلامية، التي شكلت أساساً للحضارة العلمية الغربية فيما بعد.
ويُعد كتابه "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل" من أبرز كتبه الذي أمضى حوالى 25 عاماً في كتابته.
كان هذا الكتاب المرجع الأساسي للآلات الميكانيكية والهيدروليكية في القرون الوسطى، وأبرز ما كان يميزه هو وجود رسوم وتصاميم لهذه الآلات، وتمت ترجمته للكثير من اللغات.
مخطوطاته معظمها موجودة في تركيا، مثل متحف الباب العالي في إسطنبول، والقسم الآخر من مخطوطاته ودراساته اشترتها عدة دول غربية منها هولندا، فرنسا (متحف اللوفر)، الولايات المتحدة الأميركية (متحف بوسطن ومكتبة جامعة أوكسفورد)، اليابان، وبريطانيا.