الملا عبد المحسن النصركان يحارب على عدة جبهات، واحد تلك الجبهات هي محاربة الخرافات والبدع التي تمارس في المجتمع باسم الدين. وكانت له مواقف من بعض رجال الدين لتصحيح بعض المفاهيم والأفكار الخاطئة.
شارک :
حسين نوح المشامع
الكتاب الذي بين أيدينا من إعداد وتقديم الأستاذ عبدالفتاح العيد. ورغم أن الكتاب من القطع الكبير إلا أن صفحاته لا تتعدى الثمانية والخمسين صفحة، صادر عن مركز آفاق للدراسات والبحوث،و يحتوي الكتاب على مقدمة، وتمهيد، وأربع فصول.
الفصل الأول والمعنون: إصلاح الخطاب الديني .... عبدالمحسن النصر إنموذجاً. بقلم: جعفر عبدالمحسن النصر.
الفصل الثاني تحت عنوان: خصائص المنبر الحسيني عند الملا عبدالمحسن النصر. بقلم: الشيخ مهدي المقداد.
الفصل الثالث بعنوان: قراءة في شعر الملا عبدالمحسن النصر. بقلم: الأستاذ جعفر آل إبراهيم.
الفصل الرابع معنون: المداخلات. وهي بأقلام عدة من الأساتذة الفضلاء.
فالفصل الأول يبدأ بالتحدث عن مولد ووفاة الملا عبدالمحسن، ثم يلقي الضوء على تعلمه الخطابة، ويعدد من تتلمذ على يديهم من الأساتذة والخطباء، إضافة إلى من تتلمذوا على يديه من الشيوخ والخطباء، ثم ينتقل الكاتب للكلام عن اتخاذ الملا عبدالمحسن الخطابة كمهنة، ولضعف الأحوال المادية داخل البلد، انتقل إلى المدن المجاورة، حتى وصل إلى الأحساء، ثم خرج إلى الدول الخليجية المجاورة كالكويت، وبعدها إلى الدول والبلدان العربية كالعراق.
ثم انتقل الحديث عن مكتبته التي كانت تعكس جانباً مهماً من حياته الثقافية، فلقد كان لديه شغف منقطع النظير بالاطلاع على كل ما هو جديد.
وأما عن إنتاجه الأدبي: فلقد كان له أنتاج غزير في مجال الشعر، باللهجة النبطية وكذلك الفصحى. ومنها دواوينه: "لوعة الحزين"، "ذكريات ومناسبات" ، "من وحي الحياة". كما أن لديه قصيدة عن المانيا الغربية ووقوفها مع "إسرائيل" ضد العرب. وفي احد قصائده يروي قصة شاب من أهالي القطيف. وفي قصيدة أخرى يتحدث عن إضراب أصحاب السيارات الأجرة في البحرين. وله اكثر من قصيدة يتعرض فيها لإهمال البلدية في أداء مهامها. وله قصيده وعظية من ستة أبيات عنوانها "هذه صورتي". وقصيدة أخرى في مولد النبي صلى الله عليه واله. ويعرج فيها على المحتل الأجنبي بسبب تفكك العرب. كما له قصيدة بمناسبة مولد الأمام الحسن عليه السلام.
ولقد كتب قصيدة مؤلفة من اثنين وسبعين بيتاً، يرد فيها على منشور يثير الفتنة الطائفية.
وأما مواقفه الإنسانية والوطنية فكانت له قصيدة يدعو فيها قادة المسلمين إلى الاتحاد وترك الفوارق المذهبية.
كما كان هو الوحيد من أبناء مهنته الذي ارتبط بأعضاء نادي كرة القدم في سيهات.
كما كان يحارب على عدة جبهات، واحد تلك الجبهات هي محاربة الخرافات والبدع التي تمارس في المجتمع باسم الدين. وكانت له مواقف من بعض رجال الدين لتصحيح بعض المفاهيم والأفكار الخاطئة.
أما تحت عنوان خصائص المنبر الحسيني، فلقد جاءت العناوين التالية: أولاً: المحافظة على النهج القديم للخطباء في المقدمة الرثائية.
ثانياً: إتقان الأطوار الرثائية.
ثالثاً: المزج بين الأطوار في الأداء.
رابعاً: وحدة الموضوع.
خامساً: تنوع المواضيع.
سادساً: تنوع المفردات والشواهد مع المحافظة على وحدة الموضوع.
سابعاً: اعتماد الانتقاء في الطرح لا السرد والقراءة المجردة.
وفي فصل قراءة في شعر الملا عبدالمحسن النصر فلقد جاء التالي:
أن شعره الشعبي والفصيح الغالب عليه الشعر الوجداني. وان كان يرتجل البيت أو البيتين في الفصيح، فلقد كان يرتجل القصيدة في الشعر الشعبي. وسيبقى ديوانه لوعة الحزين شاهداً على كثرة شعره وجودته. أما ديوانه الشعبي من وحي الحياة فقد اشتمل على الموعظة والنصيحة، وبعض المواقف الطريفة في حياته، وبعض الوقائع الأخرى. أما ديوانه الفصيح، ذكريات ومناسبات، فقد جمع بين المدح والرثاء، وبعض المناسبات الأخرى.
وفي الفصل الأخير جاءت مداخلات من عدة أساتذة وأودباء، ومن بينهم الدكتور يوسف مكي، والأديب الشاعر حسن السبع.