المقاومة وفصائلها و شعوبها تنعى المجاهد أنيس النقاش وتؤكد المضي على دربه
تنا
توفي صباح يوم الاثنين، المناضل اللبناني المجاهد الكبير، أنيس النقاش، بعد إصابته بفايروس كورونا. فيما نعته مختلف الاحزاب الفصائل مؤكدة المضي على دربه.
شارک :
وكان النقاش دخل العناية المشددة في أحد مستشفيات دمشق قبل أيام. عن ناهز السبعين عاما قضى اغلبه في حمل هموم الامة العربية والاسلامية، خاصة قضيتها الاولى فلسطين.
ونعت حركة فتح النقاش، وسيُنقل جثمانه يوم الثلاثاء من دمشق ويوارى في ثرى مدينة بيروت.
ولد النقاش في بيروت عام 1951، وتعلم في مدرسة المقاصد الإسلامية في بيروت، شارك منذ صغره في حركات احتجاجية، حيث خرج في تظاهرة تضامنية مع المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد. وفي عام 1964، انتسب سراً إلى حركة فتح وأسّس "خلية المقاصد".
أضرب أنيس النقاش عن الطعام "احتجاجاً على تخاذل الدولة والعرب"، عندما دمَّرت قوة كوماندوس صهيونية الأسطول اللبناني في مطار بيروت عام 1969، وانتهى به الأمر في المستشفى. في العام نفسه، بدأ نشاطه العسكري، "بعد انتفاضة المخيمات بسبب قيام الشعبة الثانية بملاحقة الفدائيين".
كان النقاش يواكب الاحتجاجات الطلابية نهاراً، والجهوزية العسكرية ليلاً، رغم قلَّة السلاح. وخلال حرب 1973 انتظم في المجموعات الأولى التي أطلقت الصواريخ على المستوطنات.
شارك أنيس النقاش في الكثير من العمليات الفدائية وروى قصصها، وأبرزها عملية فيينا، مع مجموعة وديع حداد في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي هدفت "لتأديب بعض الأنظمة على دعمها القوى اليمينية في لبنان.
عارض التورط في الحرب الأهلية التي أصيب في يوم انطلاقتها 13 نيسان/أبريل 1975. كتب إلى القيادة محذراً من كوارث الانخراط في هذه الحرب.
تأسيس بوادر المقاومة اللبنانية
عند الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1978، انتقل أنيس النقاش إلى الجنوب مشاركاً في التصدي للعدوان.
قرر ترك "فتح" وتأسيس فصيل لبناني، ولكن الفتحاويين ظلوا يعتبرونه واحداً منهم رغم انفصاله عن الحركة، وتأسيسه سريتين لبنانيتين في كفرشوبا وبنت جبيل، أصبح أفرادهما جزءاً من قيادة المقاومة لاحقاً، مثل عماد مغنية.
كان له دور هام في التنسيق بين قيادة الثورة الفلسطينية وقيادة الثورة الاسلامية في إيران، ونسج علاقات واسعة مع كوادر الثورة الاسلامية، تدريباً وتعاوناً أمنياً وعسكرياً، ووجد ضالّته فيها.
دفاعاً عن الثورة، لم يتردد أنيس النقاش في الذهاب إلى باريس عام 1980، لاغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شاهبور بختيار، فيما نجا الأخير بأعجوبة.
حُكم بالمؤبد لكنه سُجن لمدة 10 سنوات في فرنسا بعد محاولة اغتيال بختيار في باريس، وهو آخر رئيس وزراء في عهد شاه إيران البائد محمد رضا پهلوي، وأفرج عن النقاش عام 1990 بقرار من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران.
كان السجن مسرحاً لنضال من نوع آخر. إذ نفّذ ثلاثة إضرابات عن الطعام، دام آخرها 130 يوماً، احتجاجاً على عدم شموله بقرار عفو عام، رافضاً إفراجاً لا يشمل رفاقه.
وقد نعت العديد من الاحزاب والفصائل والشخصيات العربية والاسلامية المجاهد الكبير أنيس النقاش، فقد نعاه حزب الله واصفا أنه كان من أهم المفكرين ودراساته شكلت إضافةً نوعية في مسيرة المواجهة مع العدو.
واضاف حزب الله في بيان نعيه للنقاش: ان الراحل تصدى للمؤامرات ضد سوريا في الحرب الكونية التي شنت عليها من قبل الإرهاب ورعاته.
وتابع: ان الراحل النقاش حمل القضية الفلسطينية في قلبه وعقله مستنهضا همم الأحرار في كل مكان لنصرتها، مضيفا: انه دافع بكل قوة عن المقاومة في لبنان وخياراتها السياسية والجهادية في مختلف المحافل.
والمح الى ان الراحل وقف إلى جانب إيران في وجه الحصار والعدوان منتصراً لمفاهيمها العادلة وقيمها السامية.
كما نعت جبهة العمل الاسلامي في لبنان، المقاوم والمناضل الراحل أنيس النقاش، واصفة ان هذا المناضل البيروتي كان مدافعا قوياً عن القضية الفلسطينية، مضيفة انه رحل وعينه تنظر إلى فلسطين وقدسها ومسجدها الأقصى.
ونوهت الجبهة ان المناضل النقاش لم يبدّل ولم يغير خياره المقاوم المجاهد من المهد إلى اللحد، مؤكدة أننا خسرنا هذا المجاهد الكبير جسدا ولكن لم نخسره روحاً ومنهجاً وفكراً مقاوماً وممانعاً.
وفي فلسطين، نعت حركة أبناء البلد في الاراضي المحتلة المناضل والمجاهد الكبير، كما نعاه امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاسير احمد سعدات ورفاقه في قيادة فرع السجون.
واكدت الجبهة في بيان اصدرته في نعي المجاهد انيس النقاش، ان المناضل بقي وفياً لوطنه لبنان ولفلسطين التي حمل قضيتها ولم يتراجع يوماً. وأنه سار في ركاب الثوريين أينما وجدوا وقاتل أعداء الشعوب حيثما حلوا.
واضافت: رحل أنيس الثوار فيما تحتاجه الأمة وشعباه اللبناني والفلسطيني اللذان يواجهان مؤامرة كونية، مشددة على ان رفاقه وأجيال من الثوريين سيحملون اسمه بيرقاً حتى تحرير كامل التراب العربي المحتل.
ونعى المجلس الوطني الفلسطيني المجاهد الكبير الراحل انيس النقاش، واصفا بأنه مثّل نموذجاً للمناضل العربي المؤمن بعدالة القضية الفلسطينية.
فيما اكد المطران عطا الله، ان الفلسطينيين لن ينسوا المناضلين الذين دافعوا عن قضيتهم العادلة، بمن فيهم المناضل الكبير انيس نقاش، واصفا بأنه كان مدافعاً صلباً عن قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين.
وقالت اللجنة الشعبية للدفاع عن سوريا في فلسطين المحتلة، في نعيها انيس النقاش، ان فلسطين خسرت برحيل النقاش علما من أعلام المقاومة، مضيفة ان انيس النقاش سيبقى حيّاً في فلسطين ما بقيت وما حيت.
حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين بدورها اكدت اننا ما عرفنا المناضل أنيس النقاش إلا مسانداً ومؤيداً للمقاومة الفلسطينية ومدافعاً عنها.
وفي العراق، نعت كتائب حزب الله المناضل الكبير انيس النقاش، واصفة بأنه كان مقاوماً صدحت حنجرته بالدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين، وأنه كان فارساً صنديداً في الميدان ومغواراً في الحرب الإعلامية متسلحاً بالحق والبصيرة.
أما في يمن العزة والصمود، فقد نعت حركة انصار الله المجاهد الكبير انيس النقاش، قائلة انه حمل لواء فلسطين كقضية مقدسة آمن بها ودافع عنها طيلة حياته، ووصفته بأنه كان بحق مثالا للانسان الملتزم الذي لا يبيع ولا يشتري، مؤكدة ان رحيل النقاش خسارة كبيرة لما كان عليه من مبدئية في المواقف.
كما نعاه وزير الاعلام في حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء، ضيف الله الشامي، قائلا: ننعى رجل الكلمة والموقف والمفكر الكبير أنيس النقاش.