استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الامام الشيخ عبد الأمير قبلان العمليات الإرهابية التي استهدفت المدن العراقية" في عمل عدواني لا يمت إلى الدين والضمير بصلة، ويخرج عن المعقول والمقبول ما يستدعي الإدانة الشديدة والتبرؤ من مرتكبيه". ودعا سماحته العراقيين إلى تعزيز تعاونهم وتكثيف تشاورهم لحفظ وطنهم ومنع الأيادي الإرهابية من تنفيذ مخططها في ضرب العراق وبث الفتن بين أهله المطالبين إن يقفوا سدا منيعا بوجه الإرهاب فيجندوا أنفسهم لاجتثاث البؤر الإرهابية التي تعيث قتلا وتشريدا وتخريبا في العراق. وشدد على ضرورة إن يعي العراقيون والسوريون مخاطر الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها بلادهم فيواجهونها بوحدة الصف والموقف والالتفاف حول مشروع الدولة الذي اثبت انه ضمانة لحفظ السلم الأهلي في كل من العراق وسوريا. ورأى إن ما يجري في العراق وسوريا وليبيا والبحرين لم ينزل الله به من سلطان فعلينا إن نقتدي بالصالحين والصابرين والمتقين. و طالب أهل الدراية والعقل معالجة الأمور بالحسنى والابتعاد عن المشاكل والفوضى والأذى واحترام شهر رمضان الذي له حرمة وموقع وعلينا ن ننطلق من معطيات هذا الشهر لنكون ايجابيين مع أنفسنا ومع الآخرين فالعمل ميزان الإنسان ويجب إن يكون منطلقا لمد الجسور بيننا فالله معنا ما دمنا مع أنفسنا.
بدوره، أبدى العلامة السيّد علي فضل الله خشيته من أن تمثّل التفجيرات الوحشيّة الّتي استهدفت عدداً من المدن العراقيّة، وطاولت المئات من الأبرياء، عنواناً لمرحلة جديدة يدخل فيها العراق المعترك الإقليمي ولعبة الأمم التي تدور رحاها على مستوى مواقع متعدّدة في المنطقة، داعياً المرجعيّات الدينيّة الإسلاميّة إلى موقفٍ حاسمٍ من هذه الجرائم والمجازر، حتّى لا تتحوّل الشعوب العربيّة والإسلاميّة إلى وقودٍ لهذه الفتنة التي يُراد لها أن تلوّن الرّبيع العربيّ بألوانها الدامية. وأصدر سماحته بياناً استنكر فيه التفجيرات الأخيرة التي استهدفت الأبرياء في العراق، قائلاً :" إنَّ ما شهده العراق بالأمس من موجة تفجيراتٍ وحشيَّة طاولت المئات من الأبرياء في عددٍ من مدنه، يمثِّل قمّة الوحشيّة التي تتحرّك فيها جهات تمتهن الجريمة والعدوان، ولا تنظر إلى المستقبل الذي يتطلّع إليه الشّعب العراقيّ بشغف، ليرى البلاد وقد تحرّرت من القوّات المحتلّة التي لا تزال تتحكّم بمفاصل الحركة السياسيَّة والأمنيَّة في العراق، وتسعى لمواصلة ذلك في المدى المنظور". وأكد الخشية من أن تكون هذه التّفجيرات التي تمثّل القمّة في الوحشيّة والعدوان على الأبرياء، مقدّمةً لعمليّاتٍ عدوانيّةٍ أوسع تستهدف الشّعب العراقيّ في كلّ مكوّناته السياسيّة والدّينيّة والعرقيّة، ولتكون عنواناً لمرحلةٍ جديدة يدخل فيها العراق بفعل هذه الاعتداءات ونتائجها، والرّسائل الدّمويّة التي تبعث بها، في المعترك الإقليميّ وفي لعبة الأمم التي تدور رحاها على مستوى المواقع المتعدّدة في المنطقة، ليشكّل ذلك المنطلق لمرحلةٍ داميةٍ تهبّ فيها رياح الفتنة المذهبيّة والسياسيّة على العراق وجواره، وتنتقل فيها شرارة النّار إلى مواقع جديدة، لتكون الشعوب العربيّة والإسلاميّة هي الوقود لهذه الفتنة الّتي يُراد لها أن تلوّن الرّبيع العربيّ بألوانها الدامية. ودعا المرجعيّات الدينيّة الإسلاميّة إلى اتخاذ الموقف الحاسم من هذه الجرائم الوحشيّة الّتي يُصرّ مرتكبوها على تنفيذها في شهر رمضان،و على المرجعيّات الإسلاميّة الواعية، أن ترفع الصَّوت في مواجهة هؤلاء، وفي مواجهة الجرائم التي يقترفونها، حتّى لا يستمرّ العبث بالوضع العراقيّ تحت عناوين معروفة، وحتّى يُصار إلى كشف هؤلاء ومنعهم من مواصلة هذا المخطّط الّذي يمثّل رغبةً أمريكيّةً وإسرائيليّةً قبل كلّ شيء.