تواصل الانتفاضات الطلابية في أمريكا وأوروبا هل يبشر بقرب تخلص “القارة العجوز” من أساطير الصهيونية الملوثة؟
تنـا
إذا كان البعض الآن يستغرب من موقف أمريكا الداعم بقوة للإبادة التي يشنها جيش القتل الإسرائيلي في غزة بتعليمات من متطرفيه الجدد، نتنياهو وبن غفير وسيموتريتش وسواهم، فإن قراءة يسيرة للتاريخ كافية لمعرفة أن "هذا الإجرام الأمريكي ليس جديدا".
شارک :
تقول الباحثة ريجينا الشريف في كتابها “الصهيونية غير اليهودية.. جذورها في التاريخ الغربي” ( ترجمة أحمد عبد الله عبد العزيز): “عند النظر للتأييد الأمريكي لإسرائيل من زاوية التاريخ الطويل وتعاليم الصهيونية غير اليهودية يتضح أن العامل الوحيد الثابت في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط هو تأييد الدولة اليهودية.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار مجموعة العوامل السياسية الفعالة داخل الولايات المتحدة يتضح أنه ليس هناك سبيل معقول ومنظور يمكن من خلاله حدوث تغيير في هذه السياسة”.
وتضيف الشريف : ومن الواضح أن المواقف الأمريكية تجاه الشرق الأوسط لا تعكس التحيز العاطفي الموالي لإسرائيل فحسب، ولكنها تظهر كذلك أن ذلك التحيز مصحوب بكراهية متغلغلة وعدم ثقة في العرب.
والعامل المشترك بين الصهيونيين اليهود وغير اليهود هو تصويرهم للعرب على أنهم لا يملكون الصفات التي تروق للغربيين”.
الأحداث الحالية ومواقف الإدارة الأمريكية المخزية لا تحمل جديدا بقدر ما تكشف قديما آن الانتباه إليه والحذر منه.
د.عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر يرى في انتفاضة الشعوب الغربية ضد إسرائيل حدثا غير مسبوق قد يغير المعادلة الظالمة.
ويضيف لـ ” رأي اليوم ”، أن هذه الانتفاضات التي تجددت في جامعات أمريكا والغرب تنطوي على أهمية كبرى، وسببت إزعاجا كبيرا للكيان الغاصب وقادته المتطرفين.
ويختتم مؤكدا، أن القادم يبشر بنصر المقاومة، مؤكدا قدرتها على قهر إسرائيل.
من جهته يرى الشاعر وأستاذ الفلسفة المصري د. حسن طلب، أن هؤلاء الطلاب المنتفضين ضد الجرائم الإسرائيلية في غزة لن يستطيع أحد خداعهم.
ويضيف طلب لـ “رأي اليوم” ايضا، أن ما يحدث يبشّر بأن ثمة تغييرا في المستقبل، لأن هؤلاء الشباب هم قادة المستقبل ورجاله.
في ذات السياق يقول الأديب المصري عباس منصور إنه عندما غربت شمس بريطانيا، جاءت أمريكا لترثها بكل المعاهدات السابقة منذ انهيار الدولة العثمانية.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن إسرائيل بالنسبة لأمريكا ما هي إلا مخلب لضمان مصالح الاستعمار الأمريكي الغربي في المنطقة.
ويوضح أنه في حال تم فك الحلف الأمريكي الصهيوني، فسيعود اليهود إلى سيرتهم الأولى في الشتات ، لافتا إلى أن هذا أمر وارد بقوة.
ويتابع قائلا : منذ نحو أربع ولايات انتخابية في الولايات المتحدة، كانت الفروق بسيطة جدا، و حدث تعارك بين المرشحين حول أحقية الفائز. وطالبت ولايات بالاستقلال، وأبدت أخرى سخطهم من دعم حكوماتهم المتعاقبة لإسرائيل وتساءلوا : ما ذنبنا نحن كي ندفع أموالا ندافع بها عن شعوب تظلم شعوبا أخرى وتحتل بلادها؟
وعن تفسيره لإرسال الولايات المتحدة الأساطيل وحاملات الطائرات والغواصات إلى المنطقة، يقول “منصور ” إن هناك معاهدات مبرمة وملزمة بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ولفت إلى أن الوضع بدأ يتغير من داخل الشعوب في أمريكا .
وعن إمكان تغير المواقف الأمريكية بتغير الرئيس القادم؟ قال منصور : لا، ولكني أعتقد أن الحزب الديمقراطي أكثر فهما لسياق الأحداث العالمية، ولا يريد أن ينصر "إسرائيل" نصرا نهائيا ولا يساعدها عميانا، ولكنه مع كل ذلك أكثر تعقلا .