إن قضية الامام موسی الصدر وطنية جامعة و تهم كل الشعب اللبناني
خاص تنا -بيروت
"من الطبيعي ان تسعى اسرائيل الى شرذمة كل هذه الدول والكيانات وتهديم شعوبها الى اطياف صغيرة حتى تصبح عاجزة على اخذ اي مبادرة او حتى تتفاعل مع الآخرين" .
شارک :
عناوين كثيرة طرحها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلته التلفزيونية بالأمس، فقد عرّج على الوضع في سوريا قائلاً أن هذا البلد تخطى مرحلة الخطر مع استمرار تعرضه لضغوط خارجية . كذلك تناول السيد نصر الله قضية اخفاء الإمام الصدر ورفيقيه في ليبيا قائلاً "أننا أمام أيام وأسابيع حاسمة" في هذا الموضوع . وعن الشأن الداخلي دحض السيد نصر الله كل قول أو تهمة تتناول موضوع سيطرة حزب الله على الحكومة مؤكداً على أنها حكومة تضم جميع الأطياف والآراء . وكالة "أنباء التقريب" - مكتب بيروت، استصرحت كل من عضو تكتل الإصلاح والتغيير النائب زياد أسود وعضو كتلة التحرير والتنمية النائب ميشال موسى للوقوف على بعض ما جاء في هذه المقابلة .
فقد وصف النائب زياد أسود دعوة السيد نصر الله الى قيام تحالف اسلامي - مسيحي لمواجهة المشروع الأميركي والتيار التكفيري بأن فيها الكثير " من الحكمة والتبصر" . مستعرضاً الوضع في البلاد العربية من فوضى وتطرف و عدم تناسبه مع صيغة العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين ولا مع الرسالة السماوية. قائلاً ان في هذا المشرق العربي بدءاً من فلسطين الى اخر دولة في هذا الشرق تعرض لتغير في التاريخ والجغرافيا والعادات في العيش الواحد منتقداً الإدارة الأميركية التي برأيه لا تتبنى ما يحصل من ثورات في العالم العربي تحت شعار الحرية والديمقراطية لأن كرامة الإنسان لا تجيز قتل الاخر كما يفعلون.
وفيما خص استفادة الكيان الصهيوني من تفتيت للأقليات وللكيانات المحيط به ضماناً لإستمراره ، علّق أسود بالقول على أن "اسرائيل" ومنذ تأسيسها قامت على التطرف ،الاعتداء ، الاحتلال ،القتل ، القمع ،وسلب المقدسات ، وعلى الاتجاه العنصري الطائفي المبني على فكرة الاعتداء. مؤكداً عدم امكانية ارتياح هذا الكيان الا اذا تواجد حوله " كيانات ضعيفة مشتتة وموزعة طائفياً ومذهبياً وعرقياً لضمان بقائه". وختم بالقول :"من الطبيعي ان تسعى اسرائيل الى شرذمة كل هذه الدول والكيانات وتهديم شعوبها الى اطياف صغيرة حتى تصبح عاجزة على اخذ اي مبادرة او حتى تتفاعل مع الآخرين" . أما موضوع تمويل المحكمة والتي كان قد دعا السيد نصر الله كل من يريد ان يمولها أن يذهب ويدفع من جيبه على حد قوله ، لفت النائب أسود الى أن هذه المحكمة منذ تأسيسها قامت على قواعد مخالفة للدستور وعلى اتفاق عقد بين طرفين : لبنان والأمم المتحدة ، ويحق لأي طرف منهما تعديل موقفه منها . منتقداً موقف الأميركيين الذين دخلوا على هذا الخط من باب القول للبنان أنه سيتعرض للخطر في حال عدم تمويله للمحكمة واصفاً ذلك بالتهويل ومن باب جعل الاتفاق فيه "الاذعان والخضوع للدولة اللبنانية لمصلحة الامم المتحدة ومن وراءها للاستفادة من اقتصاد لبنان وقوته ". وأضاف أن هذه المحكمة لا يمكن ان تستمر الا بتصحيح هذا الخلل الدستوري والقانوني وتصويب عملها وقواعد اجراءتها التي اصبحت تستخدم في السياسية ولضرب فئة من اللبنانيين واضعاف القوة اللبنانية على المقاومة مؤكداً على أن ذلك سيؤدي الى نتيجة واحدة ا هو وقف اي تعاون وتمويل ودعم وهذا حق من حقوق لبنان المشروعة وحق الحكومة ايضاً التي هي طرف في هذا الاتفاق الذي ليس بمنزل .
من جهته ، رأى النائب ميشال موسى بأن قول السيد نصر الله أن سوريا قد زال عنها الخطر لكنها ما زالت تتعرض لضغوط دولية شتى هو توصيف دقيق لما يحصل لأن خط الإصلاحات يسير في طريقه بالرغم من حصول بعض المواجهات المسلحة مع الجيش . مضيفاً أن الضغط الدولي ما هو الا تعبير عن ضغط سياسي لما تمثل سوريا من ممانعة في موضوع المنطقة ومواجهة اسرئيل .
وفيما خص موضوع كشف مصير الإمام موسى الصدر ورفقيه خاصة لجهة ما أكده السيد نصر الله عن أننا نعيش أمام أيام وأسابيع حاسمة لجلاء الحقيقة في هذا الموضوع ، وصف موسى هذه القضية بالوطنية الجامعة والتي تهم كل الشعب اللبناني . آملاً بأن يستطيع الوفد المرسل من قبل مجلس الوزراء اللبناني الى ليبيا أن يحصل على معلومات واضحة تهدي الى كشف مصير الامام الصدر بما ستجمعه من معطيات ومعلومات قد تكون متاحة اليوم برأيه عبر المحيطين بالنظام السابق الذين تحولوا اليوم الى داعمين للثورة برأيه . مؤكداً في الوقت عينه على ضرورة اطلاع الرأي العام على كل ما سيجمع من نتائج في هذه القضية.
داخلياً، وتحديداً في الشأن الحكومي ، نفى أن تكون هذه الحكومة المشكلة هي من لون واحد. الامر الذي تبين كما قال من خلال وجود تعدد في الآراء والنقاشات والتي تفضي دائماً الى اتفاق على المواضيع المطروحة مضيفاً ان هذه الاراء توصل في النهاية الى بلورة في القرارات "وهذا من شأن اي عمل حكومي هناك تعددية في الاراء لكن هناك قرار واحد يصدر وتتبناه الحكومة" .