"إسرائيل "تواصل حملتها على إيران وصحفها تحذّر من تصعيد «الحرب الباردة»
تنا ـ بيروت
واصلت إسرائيل مساعيها إلى توظيف التفجيرات التي قالت إنها كانت تستهدف سفاراتها في عواصم آسيوية في إطار حملتها السياسية على إيران، في وقتٍ تحدثت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مرحلة جديدة من الحرب الباردة بين تل أبيب وطهران
شارک :
طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، دول العالم بشجب التفجيرات ضد السفارات الإسرائيلية في نيودلهي وبانكوك وتبليسي، مشيراً إلى أن «إيران هي أكبر مصدر للإرهاب في العالم، ويجري اكتشاف عملياتها الإرهابية على الملأ في هذه الأيام ». وحذر، في خطاب ألقاه خلال جلسة خاصة في الكنيست، من أنه «إذا لم يوقَف هذا العدوان، فلا شك في أنه سيتسع»، متهماً إيران بزعزعة الاستقرار في العالم وضرب «دبلوماسيين أبرياء في كل أنحائه».
وعقدت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون الأمن القومي اجتماعاً أمس بحثت فيه إجراءات لمنع هجمات أخرى متوقعة. وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو إنه «عُرض خلال الاجتماع ضلوع إيران في محاولات متكررة لشن هجمات على أهداف إسرائيلية وضلوعها العميق في العمليات الإرهابية في أنحاء العالم، كذلك عُرضت الخطوات الاستباقية الجاري تنفيذها ضد الهجمة الإرهابية الإيرانية».
ويبدو أن ثمة اعتقاداً سائداً وسط الدوائر الإسرائيلية المعنية بأن محاولات التفجير التي سُجلت في بعض العواصم الأجنبية ضد أهداف إسرائيلية ستستمر في الفترة القريبة. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن التقديرات «في القدس تشير إلى أن الأيام المقبلة ستشهد محاولات إضافية من إيران وأذرعها لتنفيذ عمليات ضد أهداف ومواطنين إسرائيليين في أرجاء العالم». وأقرت مصادر إسرائيلية بأنه لم يكن بحوزة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية أي إنذار بشأن الهجمات الأخيرة. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر رفيعة المستوى قولها: «نحن موجودون في داخل موجة إرهاب إيرانية، لا في بدايتها».
ورأت صحيفة «هآرتس» أن «الفشل الإيراني في التنفيذ لا يضمن أن تنتهي العمليات المرتقبة أيضاً بنحو مشابه؛ لأنه ترافق معها فشل استخباري إسرائيلي. فالاستخبارات الإسرائيلية المتمثلة بالشاباك والموساد وأمان (شعبة الاستخبارات) كل واحدة في نطاقها، لم تكشف الاستعدادات للعمليات والنية لتنفيذها بصورة متزامنة».
من جهتها، رأت صحيفة «جيروزالم بوست» أن «مرحلة جديدة من الحرب الباردة قد بدأت بين إسرائيل وإيران»، مشيرة إلى أن «إسرائيل ستحاول استغلال موجة الهجمات تلك لمصلحتها، وخاصة للحصول على الدعم الدولي ضد البرنامج النووي الإيراني».
بدورها، نقلت صحيفة «معاريف» عن ضابط تايلندي رفيع المستوى قوله إن «هدف العملية التي جرت في العاصمة التايلاندية بانكوك كان كبار العاملين في السفارة الإسرائيلية، بمن فيهم السفير نفسه». واتهم الضابط إيران بالوقوف وراء التفجيرات، إلا أن الأخيرة نفت على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها، رامين مهمانبرست، أي علاقة لها بها، وحملت عناصر مرتبطين «بالنظام الصهيوني» المسؤولية عنها. وقال مهمانبرست إن «الجمهورية الإسلامية ترى أن عناصر النظام الصهيوني مسؤولون عن هذه الجريمة، وأنهم مستعدون لمساعدة الحكومة التايلاندية والتعاون معها لإلقاء الضوء على هذه الحوادث».
وقال مسؤول أمني تايلندي (يو بي آي)، أمس، إن المواد المستخدمة بالتفجيرات في بانكوك شبيهة بتلك التي استخدمت لمهاجمة دبلوماسيين إسرائيليين في الهند وجورجيا الاثنين. ونقلت وسائل إعلام تايلاندية عن الأمين العام لمجلس الأمن القومي في البلاد، ويشان بوتيفوسري، قوله إن «التحقيقات الأولية تفيد بأن القنابل المستخدمة كانت على الأرجح لاستهداف أفراد، لا للقيام بأعمال إرهابية أو أعمال تخريب ولم تكن قوية بما يكفي للتسبب بدمار واسع».
وأصدرت السلطات التايلاندية أمس مذكرات اعتقال بحق ٤ إيرانيين، بينهم امرأة، يشتبه في ضلوعهم بالتفجيرات. ونقل موقع صحيفة «بانكوك بوست» عن رئيس المحققين في شرطة العاصمة، رواناسيلب فوسارا، قوله إن محكمة جنوب بانكوك الجنائية وافقت على إصدار مذكرات اعتقال بحق ٤ إيرانيين هم سعيد مرادي (٢٨ عاماً) الذي كان قد أُصيب بالتفجيرات ومحمد هازاي (٤٢ عاماً) الذي أوقف أمس في مطار بانكوك ومسعود سيداغات زادة (٣١ عاماً) وليلى روحاني (٣٢ عاماً) اللذين يعتقد أنها فرّا من البلاد. وأعلنت الشرطة الماليزية أن إيرانياً يشتبه في أنه أحد الضالعين بتفجيرات بانكوك اعتقل أمس في كوالالمبور.