إستطاعت الجمهورية الإسلامية إدخال العنصر الزمني على الدين ،السيد حسن نصر الله هو الرجل الأكثر علمانية على طريقة الحيادية
شارک :
أكد مدير معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية سماحة الشيخ شفيق جرادي أن" التحدي اليوم يكمن في أن نحدد مقاصد البناء للشأن المجتمعي وكيف نبني نماذجنا " موضحاً عدم رغبته " بإسلام مطوي في الكتب بل الكادح للعلم و التنمية وشؤون الفقراء" كاشفاً أن ثمة أطروحة جديدة تتشكل إسمها "السيادة الشعبيّة الدينية " نابعة من هموم الحياة و ملاءمة شأن الدين مع هذه الحياة.
وخلال اللقاء الحواري الذي أقامه النادي الثقافي الجنوبي وجريدة الأخبار والجامعة الأميركية في بيروت مع مدير معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية سماحة الشيخ شفيق جرادي. تحت عنوان"السلطة والدولة : هواجس الدين والعلمنة" . أمس الخميس ( العاشر من أيار ) الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر في قاعة شارلز هوسلر في الجامعة الأميركية في بيروت. أوضح الشيخ جرادي أن بدون الناس لا وجود لا لشريعة و لا لدين وما من دولة أو سلطة في الإسلام تأخذ مشروعيتها إلا من خلال إستنادها إلى الشعب وحقوقه وهذا ما يطلق عليه اليوم السيادة الشعبيّة الدينية . مبدياً خشيته من تحول العلمانية إلى إيديولوجيا أو ما يشبه النزعة الدينيّة التي تجتاح الأديان الأخرى موضحاً أن العلمانيّة لا تعني الديمقراطية .
بدأ اللقاء بتلاوة لآيات من القرآن الكريم ثم النشيد الوطني اللبناني ثم مقدمة للمحاور الأستاذ بيار أبي صعب وفي الختام كان للطلبة أسئلة حول العلمنة والدين أجاب عنها الشيخ جرادي.
مدير معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية لفت خلال اللقاء إلى وجود سوء فهم متبادل بين العلمانيين والمسلمين. سارداً عدة أسباب لذلك منها :
- أن المسلمون يعيشون العلمانيّة كعقدة تاريخيّة ، فالغزو الغربي مزّق الدولة الإسلاميّة تحت عنوان علمنتها. - وأن النموذج الأول للعلمانيّة كان قاس مع مصطفى كمال أتاتورك فكانت العلمانيّة الندّ للجامعة الإسلاميّة. لذا نجد أن العلمانيّة قدّمت نفسها كندّ جاء من الخارج. داعياً إلى ترك الفرص لبعضنا حتى نستطيع التواص موضحاً أن قاعدة الرؤية الدينيّة مغايرة لقاعدة الرؤية العلمانيّة .
من جهة أخرى شدد سماحته على أنه رغم كل ما يقال عن التجربة بإيران ، إستطاعت الجمهورية الإسلامية إدخال العنصر الزمني على الدين وأصبح لا يمكنك التحدث عن ولي فقيه إلا بوجود إرادة الناس
وفي السياق قال الشيخ جرادي :"إذا سألتموني عن رجل هو في نظري الأكثر إمتثالاً لإرادة الله في هذه الحياة و الأكثر أصالة في البعد الديني و الأكثر علمانية على طريقة الحيادية في المواقف التي يقول عنها العلمانيين الصالحين أمثال الأستاذ بيار(أبي صعب) هو : سماحة السيد حسن نصر الله" . موضحاً أن النقد الذي وجّه إلى السيد نصر الله بسبب نظرته المرنة إلى المشهد العام . وبيّن الشيخ جرادي أن هذا لا يتعارض مع الدين بل على العكس هو منفتح لأنه متمسك بدينه.
كما أشار مدير معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية إلى أن "المتدين الحقيقي هو القادر على الإنفتاح على الآخر، أما من لا يستطيع الإنفتاح على الآخر هو شخص لا يثق بالله و لا بالقرآن الكريم و لا برسوله ولا بدينه ولا بنفسه ، يخاف أن يتحث مع الآخر لأنه ينظر لنفسه بضعف أما من يثق بجميع ما أسلفنا ذكره قادر على الحوار مع الآخر بكل راحة ".