تاريخ النشر2012 11 June ساعة 15:35
رقم : 97903

سلطات الاحتلال تخفق في تزييف تاريخ الجولان المحتل

تنا - بيروت
الاحتلال الاسرائيلي يسرق الاثار من منطقة الجولان المحتل.
سلطات الاحتلال تخفق في تزييف تاريخ الجولان المحتل
ان الجولان من المناطق الغنية بالآثار والأوابد التاريخية التي تعود إلى مختلف العصور التاريخية المتعاقبة من الحجرية والحجرية النحاسية والكالكوليتية والبرونزية القديمة والوسيطة والمتأخرة والعصور الكلاسيكية والعربية والإسلامية الأمر الذي جعلها محط اهتمام الكثير من المكتشفين الأوروبيين في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين.

ومنذ العدوان الاسرائيلي السافر على الأمة العربية واحتلاله للجولان السوري في حزيران من العام ١٩٦٧ وتدميره للقرى والمدن العربية وتهجير السكان العرب بالقوة المسلحة شرعت سلطات الاحتلال وعلى مرأى ومسمع العالم ومنظماته الدولية بسرقة الكنوز الأثرية من الحمة وخسفين وتل أبو الندى وبانياس وفيق والعال والكثير من المناطق في الجولان مستخدماً الآليات الثقيلة في جرف معظم المواقع الأثرية معرضاً إياها للتخريب والتلف.

وبعد الاحتلال الإسرائيلي للجولان عام ١٩٦٧ بثلاثة أيام بدأت قوات الاحتلال أعمال التنقيب غير الشرعي في أراضي بانياس والحمة وفيق ورجم فيق والعال وخسفين والجربنة وغيرها من المواقع والتلال الأثرية وبعد أقل من عام نشرت الصحف والمجلات العالمية عن القطع والكنوز الأثرية المهداة من سلطات الاحتلال إلى بعض قادة الدول الغربية التي تساند الاحتلال وتدعمه ومنهم "روتشيلد".‏

كما أقدمت سلطات الاحتلال على سرقة كل القطع الأثرية من مدينتي فيق والقنيطرة وقرى قسرين وخسفين وبانياس والحمة وقرى البطيحة مع تدمير الرفيد الأثرية ذات المباني التي تعود للعصور النبطية والرومانية والبيزنطية وسرقة أرضية الكنيسة البيزنطية الفسيفسائية ناهيك عن سرقة مقتنيات العديد من الحصون
والقلاع في قرى العال وكفر حارب ودير قروح وغيرها ضارباً عرض الحائط بكل القرارات الدولية التي تحمي الآثار من العبث والتخريب والسرقة والمتاجرة فيها.

وأوضح المهندس حسين عرنوس محافظ القنيطرة أن إحداث سلطات الاحتلال الاسرائيلية متحفا في قرية قصرين المحتلة يهدف إلى تضليل العالم حيث لم يضع فيه إلا النزر القليل من آثار الجولان وجميع الآثار والقطع سرقت بالكامل من قرى وبلدات الجولان المحتل ولم يعرف لها أثر.

وأشار المحافظ إلى المحاولات اليائسة للبعثات الأثرية الصهيونية الرامية إلى إخفاء هذه الحقائق من خلال تقاريرها المنشورة والخالية من أي إشارة إلى مصير وأماكن الآثار المنقولة والمكتشفة في الجولان السوري المحتل والتي أشار إليها العالم الألماني شومخر عام ١٨٨٣ والموثقة في كتابه الجولان والموجود لدى وزارة الثقافة والذي يعري المحتل ويدحض مزاعمه المزيفة.

كما اضاف عرنوس "إن ما تقوم به سلطات الاحتلال في الأرض السورية المحتلة وكل ما حاولت القيام به سابقاً بما في ذلك إجراءاتها لفرض الهوية الإسرائيلية على المواطنين السوريين في الجولان المحتل أو محاولاتها سرقة آثار الجولان أو تزوير هذه الآثار وأعمالها وممارساتها الخاصة بسحب مياه الجولان وجرها أو محاولاتها المستمرة لتوسيع عدد من مستوطناتها وزيادة عدد المستوطنين كل ذلك يعد انتهاكاً لقواعد القانون الدولي ورفضاً إسرائيلياً علنياً وصريحاً وواضحاً للالتزام بواجبات القوة المحتلة كما كرستها تلك القواعد ويعد صمت المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن السلوك الإسرائيلي صمتاً غير مبرر وسكوتاً فاضحاً ودعماً غير مباشر لتكريس واقع زائف وطارئ بديلاً من واقع حقيقي وتاريخي وأبدي". ‏

بدوره، لفت عضو المكتب التنفيذي في المحافظة لقطاع الاثار والمتاحف والتربية والثقافة عبد الله الزوري إلى وجود أكثر من ٢٠٩ مواقع أثرية في الجولان وهي موزعة حسب العصور التاريخية ويقع أغلبها في الوقت الحالي تحت سلطات الاحتلال الصهيوني ومن أهمها مدينة الحمة التي تعتبر من أشهر المعالم الأثرية والسياحية العالمية وتعود شهرتها إلى مياهها المعدنية والى وجود الآثار فيها إضافة إلى بلدة بانياس التي عرفت
في العهدين اليوناني والروماني والتي شيدها الملك هيرودس الكبير أثناء فترة حكمه لمنطقة فلسطين وجنوب سورية لتمجيد الإمبراطور أغسطس قيصر حاكم روما.

وأشار الزوري إلى أبرز الرحالة والمستكشفين الذين زاروا الجولان ومنهم /زيتزون/ بروكهارت/ بوكنغهام/ أليفانت/ الذين سجلوا انطباعاتهم ووثقوا بعض الآثار القائمة والظاهرة للعيان في الكثير من المناطق لكن المسح الأول لآثار الجولان كان للمهندس والعالم الألماني شومخر عام ١٨٨٣ الذي ألف كتاباً يحمل اسم الجولان فكان من أهم سمات المواقع الأثرية في الجولان ارتباطها تاريخياً بحضارات الوطن الأم سورية وتتابعها زمنياً وتنوعها وشموليتها وانتشارها على كامل الرقعة الجغرافية للجولان الأمر الذي يدحض وبالحجة الموثقة مزاعم الكيان الصهيوني وادعاءاته المزيفة والمضللة الرامية لتهويد الآثار في الجولان المحتل‏.

كما لفت الزوري إلى أن التاريخ العريق للجولان ترك بصماته على كل شبر فيه فكان متحفاً للعصور التاريخية التي تعاقبت عليه فلا يكاد يخلو موضع فيه من أثر تاريخي شاهد ومن هذه المواقع مدينة فيق والتي عرفت قديما باسم "أفيق" وتعتبر الثغر الجنوبي للجولان ذكرت مرات عدة في كتب التاريخ تشرف على بحيرة طبرية وإلى الغرب منها ترتفع قلعة الحصن على شاطئ البحيرة الشرقي.

وبين عضو المكتب التنفيذي في المحافظة أن قرية الكرسي تتميز بأهمية آثارها لكون السيد المسيح عليه السلام زارها ومكث فيها ويقال إنه جمع الحواريين فيها وأنفذهم منها إلى النواحي ففيها بقايا بيوت للرهبان وأفران ومعاصر للزيتون ‏أما الياقوصة وكان يطلق عليها سابقاً "الواقوصة" وفيها كانت الوقعة المشهورة في معركة اليرموك وفيها آثار كثيرة.

وفيما يتعلق بقلعة الحصن التي تقع إلى الغرب من مدينة فيق أشار الزوري إلى أن الأنباط بنوها في القرن الأول قبل الميلاد ووجدت فيها آثار كثيرة وكانت تعرف باسم "هيبوس" باليونانية وسوسيتا بالعربية الآرامية والكلمتان تعنيان الحصان لأن شكل القلعة مع التل يشبه الحصان إضافة إلى المواقع الأخرى الكثيرة والمنتشرة على أراضي جولاننا الحبيب ومنها /أبو الزيتون/ دير عزيز/ دير سراس/ كفر حارب/ حفر الماء / كفر نفاخ..تل البزق/ باب الهوى/ قلعة حبيبا/ أم القناطر/ دير مفضل/ دير الدوير/ الناصرية/ عين فيت/ عين قنية/ عين العلق/ كريز الواوي وبيت صيدا دير قروح وغيرها.
https://taghribnews.com/vdcjtheh.uqeayzf3fu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز