فيما طمأن رئيس روسيا فلاديمير بوتين دمشق بأن لا عودة إلى الوراء ولا تنازل عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حذر رئيس بعثة المراقبين إلى سوريا روبرت مود من الخطر المحدق بأعضاء البعثة،ملوحاً باحتمال إنسحاب البعثة قبل إنتهاء مهمتها في البلاد
شارک :
تزامناً مع هذه التطورات، تجري المساعي الحثيثة لإقامة مؤتمر دولي مشترك حول سوريا تكون روسيا عرابته.
فقد أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود امام مجلس الامن الدولي امس ان العنف في سوريا «يتصاعد»، ما يجعل الوضع خطيراً جداً على المراقبين الدوليين بشكل يمنعهم من العمل، مؤكداً ان المراقبين الدوليين «ملزمون اخلاقيا» بالبقاء في سوريا.
وفي حين أوضح مود ان المراقبين الدوليين استهدفوا من قبل حشود غاضبة ما ادى الى اتخذا قرار بتجميد العمليات، لفت مود الى مئات حوادث اطلاق نار بنحو غير مباشر ضمن مسافة لا تزيد على ٣٠٠ - ٤٠٠ من مكان وجود المراقبين اضافة الى تضرر تسع مركبات تابعة لبعثة المراقبين.
أما فيما يتعلق بقرار مود بتعليق عمليات البعثة المؤلفة من ٣٠٠ مراقب غير مسلح، رأى مبعوث روسي في الاجتماع انه كان من المفترض ان يستشير مود مجلس الامن قبل تعليق عمليات المراقبين، بحسب دبلوماسيين.
في المقابل، رأى نائب السفير الروسي في الامم المتحدة ايغور بانكين، ، انه لا يمكن القاء كل اللوم في العنف الدائر على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد.
من جهته، أعلن السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة، جيرار آرو، للصحافيين ان مود قدم «شرحاً للوضع وما يعتقده هو ممكناً في الايام والاسابيع المقبلة مضيفاً انه اذا حصل «تطور بارز جديد» فسيتم حينئذ سحب المراقبين قبل انتهاء مهمتهم في ٢٠ تموز.
إلى ذلك، شددت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في موسكو، سعي دمشق إلى تسوية الوضع في البلاد بأسرع ما يمكن ووقف كافة أنواع العنف وإطلاق حوار بنّاء مع قوى المعارضة.
وفي لقاء جمعها بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، نفت شعبان تقريراً إعلامياً ذكر أن سوريا ستستضيف قوات عسكرية روسية وصينية وايرانية للقيام بمناورات مشتركة.
في هذا الإطار، أكد بوغدانوف أمام شعبان استمرار الجهود الروسية على هذا المسار من بينها المبادرة لعقد مؤتمر حول سوريا لتأمين تنفيذ خطة المبعوث الأممي كوفي أنان».
ميدانياً، تواصلت الاشتباكات العنيفة واعمال القصف في ريف دمشق ومدينة حمص وسط سوريا حيث يحاصر آلاف المدنيين فيما تعمل االحكومة السورية على إخراجهم بشتى السبل.
إلى ذلك، إتهمت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا «مجموعتين ارهابيتين» باستهداف خطي نقل المشتقات النفطية بعبوتين ناسفتين، مؤكدة عن مصدر مسؤول في وزارة النفط ان الجهات المعنية «اتخذت الاجراءات اللازمة لاخماد الحريق وازالة التعدي لاستئناف الضخ».
أما في ريف دمشق، فقد ارتفع عدد القتلى الى خمسة، بينهم طفل، نتيجة القصف العنيف واطلاق النار الذي تشهده احياء عدة في مدينة دوما التي تتعرض للقصف منذ اكثر من ستة ايام. وفي محافظة ادلب، افيد عن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في قرية واقعة على الحدود السورية التركية.
من جهة اخرى، دعا الجيش السوري الحر في الداخل الاكراد السوريين الى الانضمام اليه، للعمل «على تحويل الجيش السوري الحر في الداخل الى المؤسسة العسكرية الوطنية البديلة عن جيش العصابة الحاكمة».