تاريخ النشر2010 22 December ساعة 10:00
رقم : 34397
الشيخ احمد حسين في حوار مع التقريب :

نواجه ازمة المعرفة وقراءة الذات وفهم الاخر

تاريخ ال البيت عليهم السلام ودورهم فى وحدة الامة الاسلامية ودورهم فى نبذ الخلاف والاستعلاء على الازمات والمشاكل وتقديمهم لمصلحة الامة على مصلحة الفئة او لمصلحة المجموعة مهما كان الاقتناع بمشروعية الموقف
نواجه ازمة المعرفة وقراءة الذات وفهم الاخر
وكالة أنباء التقریب (تنا)

فى لقاء خاص مع فضيلة الشيخ احمد حسين عضو الهيئة الشرعية للوقف الجعفرى بالكويت ناقشنا معه ازمة العقل المسلم وانتقلنا معه الى طبيعة هذه الازمة هل هى ازمة معرفية ؟ ام انها ترتبط باشكالية فى التعامل مع الثقافة والتراث
وكيف يمكن اعادة قراءة واقع الامة الاسلامية بشكل واع نستطيع من خلاله ضبط الايقاع بعد ان تهاوت حصون كثيرة ، ثم انتقلنا معه الى تاريخ ال البيت عليهم السلام ودورهم فى وحدة الامة الاسلامية ودورهم فى نبذ الخلاف والاستعلاء على الازمات والمشاكل وتقديمهم لمصلحة الامة على مصلحة الفئة او لمصلحة المجموعة مهما كان الاقتناع بمشروعية الموقف
نحن تجولنا مع الرجل فى ساحات متعددة واخذنا منه رحيق تجارب وقراءات واسعة فى هذا الحوار الجاد والممتع
فى البداية قلنا له :


س : ما هى اهم الازمات التى ترتبط بالعقل الاسلامى والتى يترتب عليها مشاكل للمسلمين على جميع الاصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والعلمية ؟
ج : فى واقع الامر مشكلة المسلمين اليوم فى عالم الفكر والسياسية او عالم الثقافة او فى عالم الدين والتدين هى مشكلة عدم التواصل وعدم قراءة الذات وعدم قراءة الاخر فى نفس الوقت وسوف اتحدث والم ببعض الجوانب التى ارى فيها اهمية بالنسبة للثقافة العربية والاسلامية مشكلتها انها تتسم بالتقليدية وان اتسمت الثقافة بالتقليدية فانها لا تكون ثقافة محتضرة لان الثقافة فى واقعها وحقيقتها هى تجدد مستمر واذا لم يكن هناك تجدد مستمر فى فهم القضايا الكبرى وطرح اسئلة العصر ومحاولة الاجابة على تلك الاسئلة يوصف العقل الانسانى بالتراجع والتخلف وهذا هو التخلف الحقيقى الذى نتكلم عنه فعندما يكون هناك تراجع عن اسس العقلانية والمنهجية والعلمية والموضيعية فان هذا فى واقع الامر يخلق مشكلات كثيرة ليس لها اول او اخر، اعتقد اذا حاولنا ان نفهم الاساس الذى من خلاله تنطلق المشكلة نستطيع بذلك ان نحل جميع المشاكل الى الابداع الفكرى الحقيقى ، نحتاج اليوم ان نطور خطابنا الاسلامى ولا تستطيع ان تطور خطابك الاسلامى وان تنظر الى تراث قبل ١٤٠٠ عام تنظر اليه بقدسية، القدسية هنا للنص الذى شرفه الله بتقديسه وهو القران ولكن هناك امور يجب ان يبحثها الانسان بادوات العصر وان يكون هناك اهتمام بالعصر ليس من حيث ان نسقطه على كل شىء حتى تتميع الاصول العلمية لا بل اقصد ان تكون الاصول العلمية مسقطة على الواقع حيث ترشد هذا الواقع وتخرجه من ازماته الى حلول ومعالجات تنفع الامة فى شتى الامور الثقافية واذا احسنا اصلاح الثقافة سنصلح كل شىء فى حياتنا. 

س : هل الازمة فى الاساس ازمة معرفية ام انها ترتبط بالتراث ام بالثقافة المنتشرة كيف تراها؟
ج : لا شك ان ازمتنا هى ازمة معرفة ليس مشكلة ازمة وجود المعرفة , المعرفة موجودة عندنا لكن الازمة ازمة عدم فهم المعرفة الموجودة عندنا وعدم انتاج معرفة متجددة لان المعرفة هى عبارة عن فهم اذا كنا نتحدث عن النص المقدس فنحن نتحدث عن فهم النص المقدس اذا كنا نتحدث عن واقع المسلمين فهى فهم لواقع المسلمين اوفهم لواقع الامة او البيت او المجتمع او الاسرة او لتراثنا كل هذا فى واقع الامر هى امور مهمة وعدم انجازنا لانتاج معرفى حقيقى فى جميع هذه الجوانب فهى تلك فعلا ازمتنا نحن كنا نولد معرفة متجددة طوال قرون، الحضارة الاسلامية بهرت الغرب والغرب اليوم بمنصفيه يعتقد جازما بان هناك تاثير كبير للحضارة الاسلامية على الغرب وتقدم الغرب ولكن للاسف هم يعلمون عن تراثنا اكثر منا ونحن لانتمسك الا ببعض الامور السطحية والقشرية التى لاتمت لثقافتنا الاسلامية بصفة .

 عندما اتحدث مع بعض الاخوة من المثقفين اقول لهم لا تهتمون كثيرا بالاسلام التاريخى اهتموا بالاسلام الحضارى بينوا الاسلام عندما كان ولا يزال بانيا لحضارة , بانيا لعالم من المفاهيم الحقيقية الواقعية التى غيرت واقع العالم ولكن الاهتمام بالاسلام التاريخى واجترار القضايا التاريخية القديمة والخلافات التاريخية التى لا واقع لها اليوم والتى لا تمس الحاضر بشىء هذا عيش فى الوهم نحن نخلق وهم ونحاول ان نعيش فيه وندعى اننا مصطفون بسبب هذا الوهم اعتقد انه يجب ان نكون ارقى من هذا وادق فى الرجوع الى تراثنا وتجديده وفهمه وتجديده عندما يتحدثون عن التجديد فى الاسلام فبدل ان يختلفوا مجدد هذا القرن او ذاك القرن يجب ان يهتموا لماذا اصبح فلان مجددا وكيف نجد المجددين اليوم .

س : كيف يمكن لنا ان نضبط ايقاع هذه الامة من خلال قراءة واعية لتراث الامة كيف نضع محددات وضوابط لضبط الايقاع العام لهذه الامة من خلال هذه القراءة الواعية؟
ج : السبيل الى ذلك معروف احترام العلم والالتزام بالعلم بمنهجياته الكثر اصوله قواعده , نطبقها فى كل شىء العلوم الشرعية العلوم الطبيعية او الفضاء فى اى علم كان هناك قاعدة عامة اذا عمل احدكم عمل فليتقنه , الاتقان هو ان اتقن اصول العلم ان اتقن احترامى لهذا العلم اذا احترمت العلم والتزمت به عند ذلك سوف نبنى العقلية والروحية التى تنتج هذا الواقع الذى نسعى اليها جميعا لماذا لانه لا يستطيع احد ولا توجد محددات وموضوعات وامور غير مطروحة فى واقعنا المشكلة فى الانسان اذا كان ذو همة على الجانب الروحى او على كان ذو علم اذا كان هذان العنصران موجودان عند ذلك نستطيع ان نؤسس لحضارة جديدة عندما تنظر الى الاسلام الحضارى اكثر ما كان يميزه عن غيره ان العلماء كانوا يحترمون العلم وانفسهم وعلمهم ويحترمون علم الاخرين .

عندما بدأت الحضارة الاسلامية بترجمة ما عند الاخرين لم يعترض احد الفقهاء او العباد او الزهاد ويقول لماذا تترجمون كتب اليونان . ولكن فى عهود الارتداد عن الوعى الكامل من يقوم باحراق كتب علوم الدين او غيره , من يحرق الكتاب فهو يحرق العقل والعلم فى النهاية هذا نتاج علمى يجب ان احترمه ربما اختلف معه فى منهج او غيره لكن علمنا علماؤنا السابقون ان نتكامل .

س - ما هو دور ال البيت فى نشر ثقافة قبول الاخر ونشر احترام الثقافة والحضارة  ؟
ج : ال البيت نعيم لا ينضب والمسلمون مجمعون بكافة مذاهبهم وطوائفهم ان ال بيت رسول الله هم افضل الخلق بعد رسول الله وصحابته لهم فضل ولكن فضل ال البيت لا يقاس بهم احد كما قال الصحابة انفسهم ال البيت علمونا منذ ان كانوا ان نغلب المصلحة العامة للمسلمين والدولة , والامة بان تستمر دون ان تكون هناك اى تغييب لجانب خاص فى قضايا كثيرة . الامام على ابن ابى طالب ومواقفه وتوصياته للخلفاء فى زمن ابو بكر وعمر وعثمان الامام الحسن كذلك عندما استلم الخلافة وعلاقاته مع المجتمع الاسلامى ولكن وقع عليه ما وقع من قضية ما يسمى بصلح الامام حسن(ع) الا انه اثر بدفع الفتنة , لان الفتنة كانت على وشك ان تاكل الاخضر واليابس .

 الامام الحسين (ع) عندما يضحى بنفسه ويضحى باعز ما عنده من ابنائه , والانسان يعتز بابنائه اكثر من نفسه , عندما يضحى بذلك كله من اجل اصلاح فى الامة ليس من اجل منصب او امر اخر الائمة كلهم , الامام جعفر الصادق(ع) عندما يعلم مالك وابو حنيفة ولا يفرق بين ابو حنيفة وغيره من تلاميذه لم يقل لن اعلم هذا بل علم الجميع علم جابر ابن حيان الكمياء وكثيرا من القضايا .

 اهل البيت دائما دعاة للخير دعاة للارشاد انا من خلال اطلاعى على تراث ال البيت لم اراهم يتهمون احد بشىء الا عندما يتعدى ويكذب على الله ورسوله عند ذلك يتخذ منه موقف لانه يخرب فى الدين ويحرف فيه ولذلك يجب ان يتخذ اتجاه هؤلاء موقف ولكن عندما ناظروا بعض الملحدين لم يقل لهم انتم ملحدون لم يعارضهم بالقران وانما عارضهم بالعقل والمنطق وجعلهم يرجعون الى عقولهم هذا هو الاسلام بحقيقته اذا اخذنا الاسلام بهذه الحقيقية سنسود العالم اذا اخذنا الاسلام بالتعصبات الطائفية والفئوية لن نسود بل سيكون امر اخر اسال الله السلامة منه .

اجرى الحوار : احمد السيوفي / القاهرة
https://taghribnews.com/vdchqxnx.23nkwdt4t2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز