تاريخ النشر2014 12 October ساعة 13:38
رقم : 171009

شركات السلاح الأمريكية تكشف حقيقة أهداف إدارة أوباما في حربها ضد "داعش"؟

تنا
بدأت حقائق الأهداف الأمريكية من وراء الحملة الدعائية الخاصة بإعلان تشكيل تحالف دولي لمحاربة الإرهاب تتكشف من خلال تأكيد محللين متخصصين بأن الضربات الجوية على العراق وسوريا التي تشنها الولايات المتحدة على رأس "ائتلاف دولي" تشكل فرصة ذهبية لصانعي الأسلحة الأمريكيين لترويج وبيع بضاعاتهم.
شركات السلاح الأمريكية تكشف حقيقة أهداف إدارة أوباما في حربها ضد "داعش"؟

وقال ريتشارد أبو العافية نائب رئيس مجموعة تيل غروب الأمريكية للاستشارات في تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية في سياق تحليل إخباري اليوم إن هذه الضربات الجوية "تشكل الحرب المثالية للشركات التي تتعامل مع الجيش الأمريكي وكذلك للمطالبين بزيادة الأموال المخصصة للدفاع" كاشفا بذلك عن الهدف الحقيقي من وراء ظهور تنظيم داعش الإرهابي وجرائمه والصمت على تمدده والعمل فيما بعد على شن حملة واسعة النطاق لمواجهته وهو الخروج من الأزمة الاقتصادية الأمريكية والتي طالت بجزء منها عمليات التصنيع الحربي.

وتؤكد الوكالة في سياق تحليلها الإخباري أن هذه الضربات الجوية التي تدعي أمريكا أنها توجهها ضد تنظيم داعش الإرهابي تشكل "بالحقيقة نفقات بملايين الدولارات لشراء قنابل وصواريخ وقطع غيار للطائرات وتؤمن حججا إضافية من أجل تمويل تطوير طائرات فائقة التقدم من مقاتلات وطائرات مراقبة وطائرات تموين ولاسيما أسهم الشركاء الرئيسيين للبنتاغون بدأت في الارتفاع في البورصة منذ أن أرسل الرئيس الأمريكي باراك اوباما مستشارين عسكريين إلى العراق في حزيران الماضي حيث واصلت هذه الأسهم ارتفاعها لاحقا مع بدء الضربات الجوية في العراق مطلع آب الماضي".

يذكر أن أسعار سهم شركة لوكهيد مارتن ارتفعت بنسبة (٣ر٩ ) بالمئة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة على سبيل المثال فيما ارتفعت أسهم رايثيون ونورثروب غرامان ٨ر٣ بالمئة وأسهم جنرال دايناميك ٣ر٤ بالمئة مع تراجع مؤشر ستاندارد اند بورز لأكبر (٥٠٠) شركة مالية أمريكية خلال الفترة ذاتها ٢ر٢ بالمئة.

وتأتي هذه التقديرات لتؤكد استمرار الولايات المتحدة بنهج فرض الهيمنة على العالم عن طريق الخدع واستخدام الشعارات الزائفة باستغلالها الإرهاب وتشكيلها ماتسميه "ائتلاف" خارج تفويض مجلس الأمن الدولي طارحة المزيد من التساؤلات عن ماهية الإرهاب وتصنيعه وطرق توظيفه في خدمة الاقتصاد الأمريكي وخروجه من الأزمة التي وقع بها.

وكشفت الوكالة عن حصول شركة رايثيون الأمريكية لصناعة الصواريخ بعد أيام قليلة على إعلان واشنطن توسيع عملياتها لتشمل أماكن تواجد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا على عقد قيمته (١٢٥) مليون دولار لتسليم البحرية صواريخ كروز من طراز توماهوك.

وخلص أبو العافية إلى القول إن "الإجماع يتجه على ما يبدو نحو زيادة في النفقات العسكرية بالولايات المتحدة إزاء هذا الوضع"، أما بالنسبة للانعكاسات الاقتصادية فأكد أن الدافع الرئيسي خلف الحرب كان سياسيا مع تراجع عدد أعضاء الكونغرس الذين يدعون إلى خفض النفقات العسكرية وخاصة أنه يتحتم على الكونغرس من أجل المصادقة على زيادة النفقات العسكرية التخلي عن قانون ينص على تحديد سقف لنفقات البنتاغون نحو (٥٨٠) مليار دولار للعام ٢٠١٤ حيث يثير هذا الموضوع توترا بين الجمهوريين والديمقراطيين.

بدوره يؤكد لورين تومسون من معهد ليكسينغتون الأمريكي الذي يقيم علاقات كثيرة مع الصناعات العسكرية أن "أحوال الشركات المتعاقدة الكبرى حاليا أفضل بكثير مما كان الخبراء يتوقعونه قبل ثلاث سنوات".

فيما يرى محللون أمريكيون آخرون أنه رغم التأثير المحدود فإنه لم يضعف إقبال المستثمرين على توظيف أموال في شركات القطاع العسكري الأمريكي حيث يشير هؤلاء إلى أن اندلاع الحرب واحتدامها يسهم بأن تجني الشركات الأمريكية أرباحا وليس فقط بفضل العقود التي توقعها مع الحكومة الأمريكية وإنما بفضل عقود مع بلدان أوروبية أو عربية مشاركة في “التحالف” ضد تنظيم داعش الإرهابي وتسعى لإعادة تشكيل مخزونها من الذخائر والاستثمار في قواتها الجوية.

وأوضح المحللون أن ارتفاع حدة التوتر والحرب من شأنه أن يسمح بتطوير أسواق طائرات التموين والمراقبة والطائرات بدون طيار التي تقوم حاليا بمهمات تعتبر أساسية في أجواء العراق وسورية خاصة مع بدء انتعاش الطموحات الاقتصادية للشركات الأمنية الخاصة التي ازدهرت في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان، إذ تتوقع أن تفضي الأزمة الحالية خاصة بالنسبة لشركة لوكهيد مارتن التي تصنع بصورة خاصة صواريخ هيلفاير التي تجهز الطائرات بدون طيار القتالية ريبر.

وكشفت الوكالة في ختام تحليلها الإخباري عن معطيات اقتصادية تدل على انتعاش في أسواق واشنطن وول ستريت الأمريكية مع بدء الضربات الجوية للولايات المتحدة وشركائها ضد داعش.

وتشير هذه التقديرات والاعترافات لمسؤولي الشركات الأمريكية إلى حجم المكاسب الاقتصادية الأمريكية من وراء تصعيد الأوضاع في المنطقة وتجيب على الكثير من التساؤلات حول الأهداف الكامنة وراء دعم الإرهاب وتصنيعه سواء بدعم أمريكي مباشر أو غير مباشر عبر أدوات الولايات المتحدة الأمريكية من أنظمة بالإقليم وخاصة نظام آل سعود.
https://taghribnews.com/vdchvznzw23nqvd.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز