بعد الاحداث المتسارعة وفوز مرسي بانتخابات مصر، العدو قلق من التطورات في الشرق الاوسط.
شارک :
لا تزال "إسرائيل" تراقب تطور الأمور في الشرق الأوسط بقلق بالغ، وتدرس خيارات الردّ والاستعداد للمواجهات المقبلة، ولا سيما في ظل صعود الإخوان المسلمين على جنوبها.
رأى وزير الدفاع "الإسرائيلي"، إيهود باراك، أمس، أن التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تفرض على الدولة "العبرية" أن تكون على استعداد دائم في المدى البعيد أيضاً، مقرّاً في الوقت نفسه بأنّ التهديد المركزي الذي يواجه "إسرائيل" من جهة قطاع غزة هو تطور القدرة الصاروخية البعيدة المدى.
واعترف باراك، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، بأن وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر يمثّل دعماً لحركة «حماس» ودفعاً وتعزيزاً لمكانتها في الضفة الغربية. ولفت إلى أن الصواريخ التي تملكها فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي يبلغ مداها ٧٠ كيلومتراً، تصل إلى منطقة هرتسيلياه، ما يمثّل تهديداً مركزياً "لإسرائيل". كذلك قدَّر بأن الإخوان المسلمين سيحاولون موازنة الرياح وعدم الوصول إلى التصادم مع المجلس العسكري.
وبخصوص جمود عملية التسوية مع السلطة الفلسطينية، كرّر باراك المعزوفة "الإسرائيلية" بإلقاء مسؤولية عدم التقدّم على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، رغم أنه لم يعف "إسرائيل" والأوروبيين والأميركيين من المسؤولية عن الوضع القائم.
وأكد أن «استمرار حالة الهدوء ليس أمراً بديهياً؛ فالجمود السياسي لا يخدم مصلحة إسرائيل».
ورأى أنّ على "إسرائيل" مسؤولية قيادة الأطراف، من دون أن ينسى تذكير رئيس السلطة، محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض بأنهما «ملزمان منع الإرهاب». وتطرق باراك إلى الوضع على الحدود الشمالية والتهديدات المحتملة منها بالقول: «نحن نتابع بقلق إمكانية تسرّب وسائل قتالية متطورة من سوريا إلى حزب الله»، مضيفاً أن إيران وحزب الله يعملان بشكل عميق لإنقاذ نظام الأسد. وكرر موقف المؤسسة "الإسرائيلية" بتأكيده أن سقوط الرئيس الأسد أمر حتمي «في ضوء التطورات التي شهدتها سوريا في الفترة الأخيرة».
من جهة ثانية، استبعد باراك أن تؤدي المحادثات بين إيران والدول العظمى إلى وقف تطوير البرنامج النووي الإيراني. وأشار إلى أن الوقت الذي بقي أمام إيران «ليس أسابيع معدودة، ولكن أيضاً المسألة لا تتعلق بسنوات معدودة». وبالنسبة إلى التجاذبات الأخيرة التي شهدتها الساحة الداخلية "الإسرائيلية" بشأن تجنيد الحريديم، رأى باراك أن «تجنيد الجميع هو فرصة تاريخية وممكنة لتوسيع دائرة تحمل العبء».
وأكد أن هناك اهتماماً واضحاً بعدم الاقتصار فقط على المحادثات، وإنما الوصول أيضاً إلى نتائج «تتصل بتغيير جذري تجاه الحريديم، ولاحقاً بشكل متدرج تجاه العرب، على أن يؤدي ذلك إلى توزيع عبء التجنيد على مواطني إسرائيل». ورأى باراك أن «الموضوع مهم جداً»، وأن هذا الوقت هو «لاتخاذ القرارات الحاسمة» انطلاقاً من وجود «فرصة تاريخية فعلية بتغيير جدول الأعمال إذا تمكنا من التغلب على الخلافات وبلورة قانون يلبي، من جهة أولى، كل توقعات التيار المركزي في المجتمع الإسرائيلي، الذي يخدم في الجيش، ومن جهة مقابلة، يلبي ضرورة الإصغاء إلى ضرورات الجيش». وأكد اقتناعه «ببذل كل الجهود من أجل الوصول إلى صيغة مقبولة للقانون، مقبولة من كل الأطراف».