أما يرضيكم أن تكونوا من أهل الجنّة؟ أما يرضيكم أن توفوا حقّ رسول الله صلوات الله عليه وآله؟؟
أما يرضيكم أن تواسوا قلب مولاتنا الزهراء عليها السلام؟؟
أما يرضيكم أن تُغفر ذنوبكم وتُسقط عن مناكبكم الأوزار والخطايا وتعلو درجاتكم وتُقضى حاجاتكم من الدنيا والآخرة؟؟!
شارک :
فكونوا للحسين (ع) زواّرًا ومُروا إخوانكم بزيارته. إذ "مَن زاره كان الله له من وراء حوائجه، وكُفي ما أهمّه من أمر دنياه،" وإنّ هذا الأمر "ليجلب الرزق على العبد ويخلف عليه ما أنفق ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلى أهله وما عليه وزر ولا خطيئة إلاّ وقد مُحيت من صحيفته." وإنْ قضيتم شهداء في السفر، نزلت عليكم الملائكة وغسّلتكم وفتحت لكم أبواب الجنّة لتدخل أرواحكم فيها حتّى يوم النشور. وإنْ سَلِمْتُم من المنية، فُتح لكم الباب الذي ينزل منه الرزق. أيّها المحبّين كونوا مسلمين حقًّا وبِرّوا نبيَّكم (ص) في سبطه المهتضم المظلوم (ع) ولا تتركوا زيارته من غير علّة، فمن فعل ذلك قد عقّ رسول الله (ص) وعقّ آل بيته (ع) وإنّ هذا ما أوصانا به إمامنا الصّادق (ع) (1). وقد قال سيّدنا أبي عبد الله الصادق (ع): "لو ان أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي (ع) لكان تاركاً حقاً من حقوق رسول الله (ص), لأن حق الحسين (ع) فريضة من الله واجبة على كل مسلم". (2)
ومثلما تحضر مولاتنا فاطمة الزّهراء (س) مجالس العزاء المُقامة للبكاء والنحيب والندب على ولدها سيّد الشهداء (ع) فتمر بالحاضرين وتسأل هذا عن دمعته وذاك عن أنّته فتكتب مَن يواسيها في سِجلِّ الباكين لتدّخر ثوابهم إلى يوم الحساب، فإنّها (س) كذلك: "تحضر لزوار قبر ابنها الحسين (ع) فتستغفر لهم ذنوبهم". (3) فيمسون من المغفور لهم الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. لذا صِلوا رسول الله (ص) وابنته الصِدِّيقة الطاهرة (س) بساكن كربلاء الغريب الشهيد (ع) وإيّاكم والهجران.
شوق المحبوب يغمر قلب المُحب وإن كنتم تحبّون الحسين (ع) لا تتركوا زيارته؛ فالشوق للمحبوب يغمر دومًا قلب المُحب، فكيف بمحبوبٍ كالحسين بن علي (ع). إذ يُروى أنّ إمامنا أبي جعفر الباقر (ع) قال: "لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (ع) من الفضل لماتوا شوقاً وتقطعت أنفسهم عليه حسرات." فسأله أحدهم عن ما فيه، فقال (ع): "من أتاه تشوقاً كتب الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة وأجر ألف شهيد من شهداء بدر وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظاً سنته من كل آفة أهونها الشيطان، ووكل به ملك كريم يحفظه.. (4)"، والحديث يطول عن خيرٍ لا يُحصى وثوابٍ لا يُقدَّر لزوّار الحسين (ع). فلا تجافوا مولى العاشقين أبي عبد الله (ع) كي لا يكون هذا الأمر عليكم حسرة يوم القيامة. أما يرضيكم أن تكونوا مع ساداتنا محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) وأن تلتحقوا بلواء رسول الله (ص). "إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين زوار الحسين بن علي، فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم الا الله تعالى، فيقول لهم: ما أردتم بزيارة قبر الحسين (ع)، فيقولون: يا رب أتيناه حباً لرسول الله وحباً لعلي وفاطمة ورحمة له مما ارتكب منه، فيقال لهم: هذا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم، فأنتم معهم في درجتهم الحقوا بلواء رسول الله فينطلقون إلى لواء رسول الله، فيكونون في ظله واللواء في يد علي (ع) حتى يدخلون الجنة جميعاً، فيكونون أمام اللواء، وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه." (5)
لذلك، تنافسوا يا أهل الإيمان في زيارة سيّد شباب أهل الجنّة (ع) في غربته ولا تدعوا ذلك فإن الحسين بن علي (ع) شاهد لكم في ذلك عند الله وعند رسوله وعند علي وفاطمة عليهم السلام (6) (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)(7). ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------- المراجع: (1)- كامل الزيارات ص٢٤٦, عنه البحار ج٩٨ ص٢, وسائل الشيعة ج١٠ ص٣٧٥, مستدرك الوسائل ج١٠ ص٢٥٦, العوالم ص٥٠٦ في حديث طويل. (2)- كامل الزيارات ص٢٣٧, عنه البحار ج٩٨ ص٣, تهذيب الأحكام ج٦ ص٤٢, المزار للشيخ المفيد ص٢٧, المزار الكبير للمشهدي ص٣٤١, وسائل الشيعة ج١٠ ص٣٣٣. (3)- كامل الزيارات ص٢٣١، عنه البحار ج٩٨ ص٥٥، عنه مستدرك الوسائل ج١٠ ص٢٤١. (4)- كامل الزيارات ص٢٧٠, عنه البحار ج٩٨ ص١٨, مستدرك الوسائل ج١٠ ص٣٠٩, وسائل الشيعة ج١٠ ص٣٥٣. (5)- كامل الزيارات ص٢٦٨، عنه البحار ج٩٨ ص٢١، وسائل الشيعة ج١٠ ص٣٨٧ عن كتاب المزار لجعفر بن قولويه. (6)- المزار للشيخ المفيد ص٣٢، كامل الزيارات ص٢٨٤، عنه البحار ج٩٨ ص٤٧، وسائل الشيعة ج١٠ ص٣٣٤، تهذيب الأحكام ج٦ ص٤٣، عنه تفسير نور الثقلين ج٤ ص٣٥٦ باختصار، المزار الكبير للمشهدي ص٣٤٣، جواهر الكلام ج٢٠ ص٩٦ نحوه. (7)- المطففين، ٢٦.