تاريخ النشر2012 4 December ساعة 14:54
رقم : 117319

عاشوراء ثورة الأحرار

خاص تنا - مكتب بيروت - مجلة نداء التقريب
كربلاء ثورة الأحرار ليست للشيعة فقط ولا حتى للمسلمين وحدهم.
عاشوراء ثورة الأحرار
إلى نينوى أذرف الدموع على واقعة الطفّ تارة وطوراً أغرق في دم الألم السائل حزناً على إسلامنا المتمذهب سنّة وشيعة، أحمل الأسى على أكفّ التّاريخ أخرق السّنين وأحطّ رحال القلم عند ركب قافلة الإمام الحسين (ع) لألتحق بموكب الأحرار.

خرج ابا عبد الله الحسين (ع) وثلّة من أصحابه الأخيار ليثوروا على الظلم والفسق والفجور ولسان حال الإمام (ع): "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي رسول الله (ص)، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن الفحشاء والمنكر".

أيها المسلمون هل قرأتم هذه الكلمات، عبراتها المنسكبة من حروف الإباء والعزّة تروي ظمأ الصمود والكرامة ، هي عبارات لاتحتاج للغوص بين ثنايا حروفها كي تفهمها فالحسين بن علي (ع) لم يقلّ خرجت لطلب الإصلاح في أمّة شيعتي بل في أمّة جدّه المصطفى، أمّة
الإسلام ... انطلق الحسين (ع) رافعاً راية الحقّ ليكمل مسيرة جدّه محمد (ص) وليدافع عن الرسالة التي حملها أمانة فلولا ثورته لما وصل إلينا دين محمد (ص)، لما وصل إلينا الإسلام.

قاتل وحيداً في ساحة الوغى ينادي "ألا هل من ناصر ينصرنا؟" لا مجيب يلبّي دعوة إبن بنت رسول الله ورغم ذلك ثار لأجل الإسلام ، ضحّى بنفسه وأولاده وأصحابه في سبيل الإسلام وليس في سبيل الشيعة فعلّم العالم معنى التضحية والبذل والفداء في سبيل الله تعالى وقطرات الوفاء لرسالة جده تسكب من معين لسانه " اللهم تقبّل منّا هذا القربان".

كربلاء ثورة الأحرار ليست للشيعة فقط ولا حتى للمسلمين وحدهم، فقول غاندي بحق الحسين(ع) يستوقفني: "واتضح لي أنه إذا أردت إحراز النصر فلا بدّ من اقتفاء سيرة الحسين".

عاشوراء ضرورة للإسلام بكلّ مذاهبه لأن أهدافها أهداف الإسلام ومقاصده، فريحانة المصطفى (ص) أكّد للنّاس الذين تجمّعوا حوله أن الإسلام عقيدة وموقف وكلمة فعلينا
أن نتعلّم من عاشوراء نصرة الحق ومواجهة الظالم علينا أن ننصر الشعب الفلسطيني وشعب البحرين والعراق امتثالاً للدروس المستقاة من عاشوراء فنستغلّ المنبر الحسيني لنشر الدعوة المحمدية مقتدين برسول الأنام، متحاورين بلغة القرآن، فليكن منبر الحسين (ع) منبراً للفكر الحرّ والموقف الحازم والرأي الصائب وفرصة لتعميق وحدتنا، ولنكن كما أرادنا الإمام الحسين (ع) منارة للعلم ونبراساً للمقاومة فكما في كل عصر يزيد ففي كل عصر حسين، مع الإشارة إلى أنّ يزيد لا يمثّل قيمة سنيّة.

أيها المسلمون، تعالوا لنؤسلم عاشوراء، لنحيي القيم الإنسانية، قيم الحرية والعدالة والثبات فعاشوراء ستبقى حيّة في قلوبنا أبد الدهر لكن المطلوب إعادة النظر بأساليب تعبيرنا عن حبّنا خوفاً من الإساءة إلى أهداف وفكر عاشوراء لذا علينا أن نجعل من المنبر الحسيني منبراً لمناقشة القضايا الدينية والسياسية.

فلنعش بعاشوراء فرح الرسالة التي وصلتنا بفعل إنتصار الدم على السيف. 


خلود حمد الرمح 
https://taghribnews.com/vdcb8zb89rhb8fp.kuur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز