السعودية فشلت في حربها على سوريا فتورطت في ساحات عدة..
تنا
في الوقت الذي تتحدث الاخبار والتحليلات عن فشل وهزيمة اسرائيل في عدوانها على غزة دفع أصدقاءها وحلفاءها في الساحة العربية، إلى فتح جبهة في الساحة اللبنانية انطلاقاً من بلدة عرسال على الحدود السورية، على أيدي عصابات إرهابية بتمويل غالبيته من النظام السعودي .
شارک :
بقلم : إيفين دوبا
!ربما لم يعد خافياً من جراء كل ما يجري في المنطقة العربية، أنّ الهدف الأساس الذي تقام لأجله كل تلك الحروب والقتال، إنما هو خدمة لـ"إسرائيل".. في هذا الوقت غزة لا تزال صامدة في وجه العدوان الإسرائيلي المستمر عليها لليوم ٢٨ على التوالي.. هي أجبرت الاحتلال على الاعتراف بقوة المقاومة الفلسطينية، في وقت تتحدث فيه تحليلات عن أنّ فشل "إسرائيل" في تحقيق أهداف عدوانها على غزة، دفع أصدقاءها وحلفاءها في الساحة العربية، إلى فتح جبهة في الساحة اللبنانية انطلاقاً من بلدة عرسال على الحدود السورية، على أيدي عصابات إرهابية بتمويل غالبيته من النظام السعودي، ووسط هذا وكله، يحاول الجيش العراقي جاهداً استعادة الأجزاء التي استولت عليها "داعش"، ليكون الحدث الأهم في سوريا التي تقود حرباً طويلة على الإرهاب المنتشر على أراضيها منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتصاعد الحديث عن الشرق الأوسط الجديد، حيث تناقلت تقارير صحفية غربية وعربية صوراً لخرائط ووثائق تقول إن هناك خطّة لإعادة تقسيم دول الشرق الأوسط بما يتّفق مع المصالح الأميركية والقوى الكبرى في العالم وأولها "إسرائيل".. وبالتالي يكون القاسم الأكبر بين كل ما يجري هو الدور السعودي في المنطقة،خاصةً بعد فشله في قيادة الحرب على سوريا.
البداية، مما يجري في غزة؛ حيث تجري العديد من الدول العربية والغربية اتصالات مكثفة من أجل كسر لمقاومة، وإلا ما معنى أن يطلب رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، إكمال مهمة تدمير الأنفاق تحت الحدود بين غزة و"إسرائيل" بغض النظر عن المساعي للتوصل لوقف إطلاق النار، معتبراً أنها "الخطوة الأولى نحو نزع السلاح في قطاع غزة"، في وقت، تقود السعودية قطاعاً خاصاً لدعم محاولات القضاء على المقاومة الفلسطينية، وما هو تكرر صداه على مخلف وسائل الإعلام، والتي تقول، إنّ السعودية أبلغت أمها الولايات المتحدة الأمريكية مراراً وتكراراً بضرورة القضاء على المقاومة، لكن الأم الأكبر –أميركا- لم تسمع وقتها لغايات في نفسها!!.
وطبعاً، في هذا الوقت، لم يتوقف الدور السعودي عند هذا الحد، وبالطبع لم تنسى الرياض الأحداث التي تعيشها سوريا، على الرغم من المساعي الخبيثة التي تقودها من أجل زعزعة الحكم في قطر بسبب الخلاف معها على سوريا، وها هي اليوم، لجأت إلى فتح جبهة في الساحة اللبنانية، وتحديداً في عرسال على الحدود السورية، على أيدي عصابات إرهابية بتمويل غالبيته من النظام السعودي، وتهدف من وراءها إلى هدفين اثنين، الأول، إشغال اللبنانيين في ساحة متفجرة هي في تماس مع "إسرائيل"، وتحريضهم ضد قوى معينة في هذه الساحة، والهدف الثاني هو عرقلة أية إمكانية لتدخل من جانب حزب الله إلى صالح المقاومة الفلسطينية في حربها مع العدوان الإسرائيلي، خاصةً بعد التصريحات الأخيرة التي قالها أمين عام حزب الله، أكد فيها وقوف الحزب إلى جانب المقاومة الفلسطينية.
أما في العراق، وما يحصل فيها، يؤكد صحة ما يتم تداوله، على أنّ الولايات المتحدة وبعد انسحاب قواتها من العراق تعرضت إلى انتقادات قوية من قبل "إسرائيل"، خاصة وأنّ الأخيرة تخشى من استعادة العراق لدوره، وإعادة بناء جيشه، فكان الدافع باتجاه تقسيم العراق، دون التورط بتدخل عسكري مباشر على الأرض، "داعش" للقيام بهذا الدور بتمويل سعودي وتعاون مع بريطانيا وتركيا، التي لم يعفها قلقها من التورط ما قدمته من تقارير مزعجة ومقلقة فحواها أن تقسيم العراق قد ينتقل إلى الأراضي التركية بفعل تواجد الأقليات وتنامي مطالبتها بالاستقلال والحكم الذاتي.
وطبعاً، لا شك أن الأردن ليس بعيداً عما يحدث حوله في المنطقة، فالأردن يقف على مسافة قريبة من العاصفة الجهادية المفتعلة في سوريا والتي أدت إلى تدفق ملايين اللاجئين لأراضيه، وليس خافياً على أحد الوصايا السعودية التي تقدم إلى الأردن خاصة فيما يتعلق بمسألة الأزمة السورية وكيفية تنفيذها.
أخيراً.. ما يهم أنّ السعودية التي فشلت في إدارة الحرب على سوريا قد ورطت نفسها في ساحات عربية عدة وهي بالتأكيد لن تنجح في مساعيها التي تهدف إلى تقسيم الدول العربي بعد أن فشلت في تقسيم سوريا.. وهذا ما بدا واضحاً من خلال الخلافات الداخلية التي تعصف بالمملكة والتي تؤكد أن "الكرة ارتدت عليها"!.