"داعش" الارهابي التكفيري لم يتحرك ويرتكب كل تلك الجرائم الا من بعد ان حصل على تأييد فقهي وسند مالي وعسكري من مروجي للفكر السلفي التكفيري .
شارک :
بقلم : محمد إبراهيم رياضي
لماذا كل هذا اللوم على "داعش" ؟ هل حقا ما يعتقده وما يقوم به من ممارسات لا صلة له بالاسلام ؟ ومن اين يأتي الاسلام ؟ اليس اغلب الناس تأخذ اسلامها من علمائها ومفتيها وفقهائها ؟ والبعض الاخر يستخرج الاراء من النصوص والتراث الديني ؟
لماذا تلموا "داعش" ؟ الم يأتي هذا التنظيم ليجدد الحضارة الاسلامية ويقيم خلافتها لتطبيق شريعة الله على الارض ؟ الم تقولوا ان هذا التنظيم جاء ليدافع عن اهل السنة في سوريا ولبنان والعراق وليحارب كما تدعون العدو القريب "الشيعة الروافض!" ومن ثم العدو البعيد اي الغرب الصليبي والكيان الصهيوني ؟
لماذا تتهمون "داعش" بالارهاب ؟ من اعد له الارضية ليهاجم العراق ؟ الم يأتي كما يروج له اعلامكم ليخلص الطائفة السنية من ارهاب الشيعة المشركين !! ولهذا قام بذبحهم وقتلهم نساء واطفالا ورجالا واعتدى على اعراضهم ونهب اموالهم وحتى ابناء السنة لم ينجوا من جرائمهم ليشمل حتى رجال دينهم لانهم خالفوا اوامر واليهم "الداعشي" ؟.
لماذا تلومون "داعش" ؟ الم يتحرك ويرتكب كل تلك الجرائم وفقا لفتاوي التكفير التي صدرت من فقهاء وعلماء الدين ! في السعودية ؟ من افتى بوجوب قتل الشيعة في العراق منذ ان سقط نظام صدام وهو اخطر نظام ديكتاتوري في العالم الاسلامي حيث اعدم كبار علماء الشيعة والسنة هناك وارتكب مجازر بحق شعبه ؟
لماذا كل هذا اللوم على "داعش" ؟ من اعدّه لمثل هذه الظروف ؟ من موّله ودرّبه وسلّحه وحشّده من کافة انحاء العالم وارسله الى المنطقة لتغيير موازين القوى اولا واسقاط انظمة ديموقراطية ثانيا ومواجهة محور المقاومة ثالثا ؟
الم تستند القيادات السلفية "التكفيرية" في منطقتنا الاسلامية ، بدءً من السعودية والى الاردن وتونس وليبيا ولبنان وحتى الجزائر ، في فتاواهم التكفيرية ، ان كانت ضد طائفة معينة من المسلمين او ضد سائر الاديان ، الى فتوى مؤسس الوهابية اي ابن تيميّة ؟
من لا يعلم من علماء المسلمين وفقهائهم من كافة المذاهب السنية ان ابن تيميّة قد كفّر جميع المذاهب الاسلامية السنية والشيعية ؟ ومن اعلن ان الوهابية فرقة ضالة ؟
من لا يعلم من علماء المسلمين ومشايخ الازهر الشريف ان الجماعات المتشددة الارهابية امثال "النصرة" و"داعش" استندت في ممارساتها لفتاوي مؤسس الوهابية والى بعض النصوص الدينية الغير معتبرة والى تفاسير هذه النصوص وبعض الايات القرانية من قبل بعض الدعاة في وقتنا الحاضر ، لترتكب ابشع الجرائم بحق الانسانية وليس بحق طائفة معينة ؟
من لايعلم اليوم ان الداعم الرئيسي ، إعلامياً ومالياً وتسليحياً ، لهذه العصابات التكفيرية هو النفط الخليجي والقرارالتركي والتخطيط الصهيوامريكي ؟
من لا يعلم اليوم من علماء ومفكرين واعلاميين من اشاع الفوضى في عالمنا الاسلامي ومن روج لفكرة الاسلامفوبيا في الغرب ؟ وما هو الهدف من كل ذلك ؟
اذن لا تلوموا داعش وامثال داعش ، لوموا ان تجرئتم يا علماء الدين ومشايخ الازهر المصدر الفكري والفقهي الرئيسي الذي يحرك داعش ويدفعه لارتكاب هذه الجرائم ، ام ان المصالح السياسية تمنعكم من ذلك ام انكم تراجعتم عن رأيكم وفتاوكم التي اصدرتموها حول الوهابية وابن تيمية قبل عقود ؟
لا تلوموا داعش يا من شعرتم اليوم بمخاطره وتعقدون المؤتمرات والندوات لبيان مخاطره وتصدرون بيانات التحذير والتنديد ، بل لوموا من سكت على جرائمه طيلة عقد من الزمن واعتبره مجاهد وحركته مقاومة امام المد الشيعي والايراني .
لا تلوموا داعش بل لوموا الفضائيات المذهبية الفتنوية المدعومة من اموال النفط والغرب والتي تثير الخلافات المذهبية وتحرض على طوائف معينة من المسلمين لتزيد الكراهية والبغضاء بينهم وتسبب الاقتتال بين المسلمين .
لماذا لم تكن آذانكم صاغية عندما حذروكم الساسة العراقيين وعلمائه والعلماء اللبنانيين كذلك ، شيعة وسنة ، من مخاطر الجماعات الارهابية وافكارهم الهدّامة عندما كانت تلك المجاميع الارهابية تحصد عشرات الالاف من ارواح الابرياء في العراق وفي الاونة الاخيرة في سورية ولبنان باسم الدين والطائفة ، حذّروکم من ان هذا الخطر سوف يدق ابواب بلادكم يوما ما .
اليوم تستنكرون بشدة الاعمال الارهابية وتنددون بالجماعات المتطرفة لانها وصلت الى سيناء والقاهرة وليبيا ، ولانها حرقت الطيار الاردني (الكساسبة) بينما كان بعض القادة السلفيين خاصة في الاردن لم يؤيد ما ينشرمن صور وافلام لجرائم داعش من قتل وذبح وكانوا يقولون ان داعش بريئ من هذه الاتهامات .
اليوم تصدرون بيانات التنديد والشجب بالاعمال الارهابية وتعقدون المؤتمرات لمكافحة خطر الجماعات المتطرفة والارهاب ، خاصة ان بعض هذه المؤتمرات تعقد في دول هي ممولة ومساندة وداعمة للعصابات الارهابية خاصة تلك التي ترتكب ابشع الجرائم في العراق وتحتضن بعض القادة الارهابيين المطلوبين للقضاء في العراق ، ولكن سؤالنا المهم هنا هو ما المقصود من الارهاب والجماعات المتطرفة والارهابية التي تريدون مكافحتها حسب زعمكم ؟ هل المقصود الارهاب الشيعي ام حزب الله ام حماس ام فصائل المقاومة الفلسطينية ام الاخوان المسلمين ام انصار الله اليمنية ام كل من يقف بوجه العنجية الصهيونية والهيمنة الامريكية ؟ خاصة وان بعض دول الخليج الفارسي اصدر قائمة للجماعات الارهابية شمل حتى اللذين هم في حال حرب مع تنظيم داعش الارهابي في العراق .
انتم تعقدون المؤتمرات لمكافحة الارهاب ولم تقوموا باي خطوة عملية في هذا الاتجاه و لم تقدموا اي دعم مالي ولا حتى اعلامي ، دعنا عن العسكري ، للدول التي هي في حال حرب شديدة مع ابشع الجماعات الارهابية التي عرفها التاريخ .
انتم تعقدون المؤتمرات لمكافحة الارهاب على الورق والاخرين من الجيش السوري الى جانب قوات حزب الله والى ابناء العراق الغيارى شيعة وسنة عربا واكرادا مسلمين ومسيحيين يحاربون هذا الارهاب على الارض ويدحرونه ويحملونه الهزائم الواحدة تلو الاخرى ، واما انتم يا علماء ومشايخ فبدل ان تفرحوا لهذه الانتصارات وتؤيدوا هذه الجهود الجبّارة تتشتمون هذه القوات المجاهدة التي تدافع عن الارض والعرض والدين لتخليص ليس فقط العراق وسورية بل كل العالم الاسلامي من براثن هذه الجماعات المتعفنة والجمودية .
لتكن مواقفكم صريحة ومحددة من الارهاب والجماعات المتطرفة لاني شخصيا لا اصدق ان الازهر الشريف يصدر بيانا بسبب بعض التصرفات الفردية في المناطق المحررة ليعممها على سائر المجاهدين في القوات العراقية والحشد الشعبي ولم يشر الى الانتصارات التي حققها ضد الارهابيين التي يعقد الازهر من اجل مكافحتهم المؤتمرات .
وهنا يتسائل البعض هل ان الهدف من عقد هذه المؤتمرات هو مصالح سياسية اقيمية بحتة ام الهدف هو تغيير في موازين القوى لصالح الجماعات الارهابية التي تحارب في سورية والعراق خاصة وانه طرح اقتراح تشكيل قوة عربية مشتركة لمكافحة الارهاب ، حيث جاء هذا الاقتراح بعد ان حقق الجيش السوري والعراقي انتصارات كبيرة ضد الارهابيين .