العلاقة بين "السعودية" و"إسرائيل"، علاقة حميمية عريقة تقوم على وحدة الدم بين "آل سعود" والصهاينة اليهود، وزادها رسوخا القلق المشترك على الوجود والمصير قبل المصالح، وبالتالي، لا يمكن اعتبارها علاقة شاذة خارجة عن المألوف إلا بالنسبة لمن يظن واهما أن إسرائيل و السعودية كيانان شرعيان قائمان على مبدأ الديمقراطية والشورى، لا على مفهوم الإحتلال بالقوة بالنسبة للأول ومفهوم الغلبة بالسيف والقهر بالنسبة للثاني..
شارک :
أحمد الشرقاوي
ودعك من كل الشعارات الزائفة التي تستر بها السعودية عورتها، مرة بالخوف من انفراط عقد العروبة بسبب "احتلال" إيران للعراق وسورية ولبنان واليمن، وتثويرها للمكونات الشيعية في البحرين والمنطقة الشرقية، ومرة بهاجس اندثار "القمر السني" المهدد من قبل "الهلال الشيعي" وما إلى ذلك من ترهات لا حقيقة لها على الأرض بالمطلق، ولا يمكن أن يصدقها إلا سادج أو غبي أو متخلف عقليا.
وتعود بداية العلاقة بين "آل سعود" واليهود الصهاينة كما هو معلوم، إلى زمن المقبور"عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل"، الذي وقع على وثيقة خطية للسير "برسي" يهب بموجبها أرض فلسطين التي لا يملكها لليهود "المساكين" الذين لا يستحقونها، مقابل اعتراف الحكومة البريطانية بملك "آل سعود" في الحجاز..
ومنذ إذن، و آل سعود يتعاملون مع صهاينة إسرائيل كأصدقاء ولا يعتبرونهم أعداء بالمطلق، بل يقدرون عاليا العلاقة مع هذا الكيان المحتل، وينسقون معه سرا كل ما يتعلق بإدارة شؤون المنطقة، خصوصا زمن المقبور شاه إيران الذي كان مفوضا من قبل أمريكا كشرطي على الإقليم، حيث كانت “إسرائيل” و “السعودية” يتعاملون معه كأخ أكبر يهتم بأمنهم واستقرارهم، ويعملون معا للحؤول دون قيام أي وحدة عربية أو إسلامية من شأنها تهديد وجودهم و مصالح أسيادهم في واشنطن، ناهيك عن تآمرهم على فلسطين وشعبها.
و وفق ما أكده نائب رئيس "الموساد" السابق "مناحيم ناحيك نفوت" في مقابلة مع "القناة الإسرائيلية الثانية"، فإن الصداقة والشراكة التي تجمع "إسرائيل" و "السعودية"، تعود عمليا إلى ستينيات القرن الماضي، حيث شارك الكيان الصهيوني بشكل مموه ‘آل سعود’ في حربهم ضد جمال عبد الناصر في اليمن، وكانت إسرائيل تزود السعودية بالسلاح كما كانت تفعل أيضا مع إيران زمن الشاه وحققت من وراء ذلك أرباحا خيالية ساعدتها على دعم اقتصادها.
ومعلوم أيضا، أن "شابور بختيار" آخر رئيس للوزراء في إيران زمن الشاه، كان قد قدم طلبا رسميا لـ"الموساد" ليقوم الأخير بتنفيذ عملية اغتيال الإمام الخميني (ق س) في منفاه بباريس قبيل انتصار الثورة الإسلامية السلمية، وفق ما كشف "يوسي ألفر" القائد السابق في جهاز الموساد لصحيفة "يديعوت أحرونوت " قبل أسبوعين، لكن إرادة الله حالت دون ذلك، وهو الأمر الذي ندمت "إسرائيل" أشد الندم على عدم تنفيذه.
وبنجاح الثورة الإسلامية المجيدة، ساد القلق الأنظمة العربية العميلة لواشنطن، وعلى رأسها "السعودية" فدخلوا في تحالف سري مع "إسرائيل" يقوم على أساس محوري واحد، ألا وهو محاربة الثورة الإسلامية الإيرانية لما تمثله من مخاطر جسيمة على وجودهم واستمرار عروشهم في حال قرر الإمام الخميني (ق س) تصديرها إلى العالم العربي الذي لا يراد له الخروج من عصر الجاهلية إلى عصر النور..
من هنا بدأت مسيرة مقاطعة الأنظمة العربية لإيران، وتصاعدت حدة العزف على وثر الطائفية "الشيعية"، وكان عميل الموساد الكبير، العاهر المقبور "لحسن الثاني"، أول من استصدر فتوى تكفير الإمام الخميني (رض) من طرف المجلس الأعلى للعلماء المنافقين سنة 1982، الأمر الذي أدى إلى قمة التوتر بين المغرب وإيران، ودعم العاهر المغربي عدوان الطاغية صدام ضد الشعب الإيراني فجر الثورة..
ويذكر أيضا، أن النظام المغربي هو الوحيد الذي قبل باستقبال الشاه المطاح به، قال العاهر "الحسن الثاني" في خطاب رسمي لشعبه، أن هدف الإمام الخميني (ق س) هو تصدير الثورة الإسلامية لبلدان العالم العربي، وأن الشيعة زوروا القرآن، و صرح كذبا أن لديه معلومات تؤكد أن إيران تقوم برعاية أنشطة نشر التشيع في المغرب، والتي على إثرها تم سحب رخص مؤسسات تعليمية إيرانية في المملكة.
وليس غريبا والحال هذه أن تسمي "إسرائيل" معالم سياحية وشوارع وساحات في تل أبيب باسم الطاغية المقبور "الحسن الثاني"، لما كان له من فضل على الصهاينة زمن ناصر ومؤتمرات الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي، لدرجة استحق معا تنصيبه رئيسا للجنة القدس مدى الحياة، وكان يمثل الوجه الظاهر للسعودية التي كانت تفضل أن يظل تعاملها مع "إسرائيل" من وراء حجاب في السر نظرا لحساسية توليها خدمة الحرمين الشريفين.. وللإشارة، فالمقبور "لحسن الثاني" هو من اقترح على "آل سعود" لقب "خادع الحرمين الشرفين"، الذي لم يحمله أحد بعد صلاح الدين الأيوبي، وهو لقب لا يستحقه إلا من جاهد في سبيل الله لتحرير مقدسات المسلمين.
ومهما يكن من أمر، فلعل الجديد اليوم في علاقة السعودية بـ"إسرائيل"، هو أنها خرجت من الظلمة إلى النور، ولم يعد من المحرمات ولا المحضورات أن يتحدث المسؤولون الصهاينة عن هذا التطور الإستراتيجي النوعي في مستوى العلاقة بين الكيانين المحتلين لمقدسات المسلمين (القدس والحرمين)، خصوصا بعد نجاح فقهاء الجهل وتجار الفتنة وإعلام الزيت في خلق بلبلة شديدة على مستوى المفاهيم لدى شباب الأمة، فتحول الشيعي إلى عدو لأنه رافضي ومجوسي، في حين أصبح الصهيوني حليفا موضوعيا للسلفي "السني" ؟.
وهذا بالتحديد هو ما يشير له وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون عندما يقول في مقابلة له مع صحيفة "واشنطن بوست" الخميس، أن "إسرائيل" تتشارك مع (السنّـة) نفس الهواجس والمصالح، وتعتبر إيران وحلفائها في المقاومة عدوا مشتركا، وبالتالي، فـ"إذا كان لدينا نفس الأعداء إلى جانب مصالح مشتركة، فمن الطبيعي أن يوجد بيننا حيز للتعاون".
والعدو الذي يتحدث عنه المجرم يعلون هو إيران التي تصدر الثورة وفق زعمه، مضيفا، أن "هذا النظام المارق، مستعد للتضحية بالكثير في سبيل تصدير الثورة وبسط السيطرة على المنطقة" (لاحظوا أن نفس الخطاب الذي كان سائدا زمن المقبور الحسن الثاني هو ذاته يتكرر اليوم)، وبشر الصهيوني "يعلون " الخليجيين بالمناسبة، بأن "القادم على لائحة الإيرانيين هي البحرين، والظهران (فسبحان الله)، وهي منطقة الموارد النفطية التي يهمن عليها الشيعة في السعودية"، وكأن الشيعة في المنطقة الشرقية هم من يستفيدون من ريع الزيت المصدر للخارج وليس أمراء آل سعود الفاسدين.
والوزير "يعلون" بهذا التصريح المستفز، إنما يستثمر في المخاوف السعودية من أن تثور المنطقة الشرقية لتنظم إلى شيعة البحرين، والتي هي تاريخيا تعتبر امتدادا طبيعيا لجغرافية البحرين قبل أن يضمها ‘آل سعود’ لمهلكتهم فقسموا بذلك الشعب البحريني إلى شطرين..
لكن ما يزيد من تغذية مثل هذه الهواجس، هو عندما يذكر يعلون نظام آل سعود، بأن إيران هي من تهدد مهلكتهم وتقف وراء ثورة الحوثيين، لتحاصر السعودية من اليمن في الجنوب ومن العراق في الشمال، تماما كما فعلت مع إسرائيل حين طوقتها بحزب الله من الشمال وغزة من الجنوب الغربي، وتسعى لاختراق الضفة الغربية أيضا لتهدد “إسرائيل” في وجودها، والأخطر في المشروع الإيراني وفق ما يقول هذا الصهيوني الحاقد، هو أن إيران تحاول السيطرة على باب المندب لتضمه كنطاق إستراتيجي لمضيق هرمز تستطيع من خلالهما تهديد الاقتصاد “السعودي” والخليجي والمصري بل والعالمي أيضا، هذا علما أن لا أحد في العالم يستطيع تهديد المضايق و الممرات المائية التي تمر منها التجارة الدولة لما يمكن أن يؤدي ذلك إلى حرب عالمية..
ومع اندلاع العدوان على اليمن، قدمت “إسرائيل” خدمات جليلة لـ”السعودية” إن على مستوى المعلومات الاستخباراتية أو على مستوى التزود بالسلاح الفتاك والمحرم دوليا، وكشفت مصادر خاصة نقلا عن دوائر دبلوماسية مطلعة لقناة المنار اللبنانية بتاريخ 24 – 05 – 2015، حقائق جديدة عن التحالف بين الرياض وتل أبيب، مفادها، أن الغواصات النووية الإسرائيلية تقوم بحراسة السواحل السعودية في البحر الأحمر وتتجسس لحساب الرياض، مؤكدة أن هناك اتفاقا سريا بين الجانبية وقع منذ عقود، تسمح بموجبه الرياض لتل أبيب باستعمال الساحل السعودي للطائرات الصهيونية..
ولا نتحدث هنا عن التزام “السعودية” الصمت تجاه احتلال “إسرائيل” لجزيرتي “تيران و “صنافير”، الممتدتان على مساحة 80 و33 كيلومترًا مربعًا على التوالي، وتقعان عند مدخل خليج العقبة، إلى الشرق من الأراضي السعودية..
كما أنه لم يعد خافيا مساهمة “السعودية بمليارات الدولارات لتمويل بناء المستوطنات في الصفة الغربية، كان آخرها مبلغ 16 مليار دولار حولته “السعودية” على دفعات عبر دول عربية لحساب التنمية الخاص بإسرائيل في أوروبا، وفق ما كشفه ‘روبيرت باي’ رئيس تحرير موقع “كونسورتيوم نيوز” الأمريكي للتحقيقات الصحفية المستقلة، بتاريخ 20-03-2015، مقابل أن تقوم “إسرائيل” بشراء اللوبي الصهيوني في واشنطن لتصعيد العداء ضد إيران وتخريب الاتفاق النووي الذي في حال انجز، سيفتح أمام إيران آفاقا تجارية واقتصادية واسعة، وسيمكنها من زيادة دعمها لحلفائها والمقاومات الإسلامية في المنطقة.
وكشف "روبيرت باي" أيضا عن تحالف متين بين السعودية و إسرائيل مكنهما من إسقاط حكم الإخوان في مصر لحساب الحاكم العسكري "السيسي"، لكن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، سرعان ما انقلب على "لسيسي" وضغط على الإدارة الأمريكية لاتخاذ موقف انتقامي ضده كرد فعل على الإنقلاب على الرئيس المنتخب "محمد مرسي".
كما وأن تقارير عديدة تحدثت عن وجود تنسيق وثيق بين السعودية و إسرائيل لإسقاط الرئيس "بشار الأسد" الذي يعتبرانه أخطر عليهما من تنظيم “القاعدة” الإرهابي.
من هنا، فخطر إيران وحلفائها على السعودية و إسرائيل، هو أكبر بكثير من خطر تنظيم داعش و القاعدة، خصوصا وأن إيران تسعى لخداع الغرب وإنتاج سلاح نووي سري في المواقع العسكرية التي ترفض أن تخضعها للتفتيش الدولي، كما تزعم “إسرائيل”، وبهذا المعنى، فالاتفاق الذي يعتزم الغرب توقيعه مع طهران نهاية الشهر الجاري هو اتفاق سيئ بكل المقاييس، لذلك، على “إسرائيل” و”السعودية” الدفاع عن نفسيهما ومنع ذلك بكل الوسائل والسبل الممكنة ولو أغضب الأمر واشنطن.
اليوم، انتقل الصراع بين الحليفين الصهيونيين وإيران من مستوى الحروب بالوكالة من خلال استهداف مكونات محور المقاومة، إلى حرب مباشرة في اليمن فشلت في تحقيق أي من أهدافها، ما زاد من جنون السعودية وطيشها، إلى اتخاذ قرار إستراتيجي بتخريب إيران من الداخل، بل ومواجهتها مباشرة إن اقتضت الضرورة.
وحيث أن الحليفين لم ينجحا في اختراق الداخل الإيراني بالإرهاب، حيث نجت قوات الأمن الإيرانية في تفكيك عديد الخلايا الإرهابية التي كانت تهدف إلى زعزعة الاستقرار في الداخل، كما وأنهما فشلا في جر المنطقة إلى فتنة مذهبية ينتصر فيها القمر السني على الهلال الشيعي، فقد قررتا المضي قدما في جنونهما والتعاون العسكري لاستهداف المواقع النووية الإيرانية بقنابل “نيوترونية” قادرة على اختراق التحصينات تحت الأرض.
وتحدثت معلومات عن نزول طائرة سعودية مدنية في مطار إسرائيلي مؤخرا، قيل أنها لا تحمل ركابا، لكنها مجهزة لحمل قنابل خاصة ضد التحصينات قد يكون الأمر يتعلق بـ"أم القنابل" التي زودت أمريكا إسرائيل بها. وسبق لـ”السعودية” أن جربت إحداها في اليمن فأحدثت انفجارا هائلا غير مسبوق في تاريخ الحروب بالمنطقة، وهي قنابل وفق خبراء، يمكن أن تحملها طائرات مدنية للتمويه، مجهزة خصيصا لقذفها من علو مرتفع.
لكن الأمر المقلق، هو اللقاء العلني وغير المسبوق الذي تم هذا الأسبوع بين الجنرال ‘أنور عشقي’ رجل النظام في الظل، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية ‘دوري غولد’ الذي يترأس اليوم مركز القدس لشؤون الدولة، وهو اللقاء الذي جاء ليتوج سلسلة من 5 لقاءات سرية تمت خلال الفترة الأخيرة، وسيتم تنظيم مؤتمر الإثنين القادم في واشنطن بين الرجلين وعدد من المستشارين تحت عنوان “حوار حول المصلحة المشتركة في الحرب على النووي الإيراني”.
لا نعلم عن ماذا سيسفر هذا المؤتمر السري، لكن معلومات تتحدث عن إمكانية إعادة إحياء مخطط كانت قد أعدته “إسرائيل” سنة 2011، وعدلته سنة 2012 لتوجيه ضربة عسكرية لتدمير البرنامج النووي الإيراني..
وتعزو مصادر إسرائيلية تراجع تل أبيب عن تنفيذ هذا المخطط في حينه إلى الإجراءات والتعزيزات الأمنية التي اتخذنها طهران لحماية مواقعها النووية، وقيامها بنقل أجهزة الطرد المركزي المتطورة إلى مواقع محصنة تحت الأرض، وفق ما كشف ‘عمير رابيورت’ رئيس تحرير موقع (Israël Défense)، هذا بالإضافة لأسباب سياسية حالت دون ذلك، لإعطاء الفرصة للمفاوضان مع المجموعة الدولية، وعدم الإقدام على مثل هذه المغامرة إلا إذا فشلت المفاوضات.
وتصر “إسرائيل” و”السعودية” على توجيه الضربة للبرنامج النووي الإيراني بغض النظر عن نتائج المفاوضات، وتقول تل أبيب أن الضربة ليست مستحيلة، خصوصا إذا قامت “إسرائيل” باستخدام تقنيات وأسلحة متطورة للغاية، وسمحت لها “السعودية” باستعمال أراضيها كمنصة للعدوان.
وتطالب “السعودية” الصهيوني ‘النتن ياهو’ بإعلان ولو موافقته المبدئية على خطة السلام المعتمدة من قبل الجامعة العربية سنة 2002، وترك المسائل الخلافية للمفاوضات العبثية تحت رعاية أمريكا و”السعودية” ومصر والأردن، وبمجرد الإعلان عن هذه الموافقة المبدئية، ستقوم 22 دولة عربية و 20 دولة إسلامية بإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع “إسرائيل” ، بحيث لن يكون بعد ذلك من يهدد أمنها أو يزعزع استقرارها، وسيتم القبول بها كـ”دولة” طبيعية في المنطقة العربية.
والحقيقة، أن ما ترغب “السعودية في تحقيقه من خلال هذه الخطورة المستعجلة والمشبوهة هو هدفان:
* الأول، نزع ورقة القدس وفلسطين من يد إيران، وسحب البساط من تحت أقدام المقاومات الإسلامية، وخصوصا حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في غزة، بالإضافة لإفقاد النظام السوري شرعية “الممانعة” التي يتمسك بها منذ حرب 73.
* الثاني، تهيئة الرأي العام العربي والإسلامي “السني” للقبول بـ”إسرائيل” كحليف موضوعي لمواجهة إيران “الشيعية” التي تزعزع استقرار المنطقة وتهدد الأمن القومي العربي والإسلامي.
وفي اعتقاد "آل سعود" اليهود، أن مثل هذه المقاربة الخبيثة، من شأنها توحيد السنة ضد الشيعة في المنطقة من مدخل حل القضية الفلسطينية، وتفجير حرب سنية شيعية كبرى ضد إيران وشيعة المنطقة بعد الضربة الإسرائيلية للمواقع النووية الإيرانية بمشاركة السعودية والرد المحتمل من قبل إيران على إسرائيل و السعودية معا..
وهي الحرب الدينية الكبرى التي يعتقد "آل سعود" أن إشعالها أصبح ضرورة وجودية ومصيرية، ويظنون وفق حسابات خاطئة، أنها ستنتهي بإعلان “السعودية” سيدة العرب وزعيمة المسلمين السنة في العالم، حتى لو أدى ذلك لأنهار من الدماء وعقود من الخراب، وأنفقت المهلكة ومشيخات الخليج أخر دولار في صناديقهم الاحتياطية وآخر قطرة زيت في آبار شعوب المنطقة..
وفي حرب الوجود والمصير هذه، لا ترى “السعودية من خيار غير الإنتحار.. فإما هزيمة إيران وإسقاط ثورتها أو عودة الجميع إلى عصر الجاهلية.