السيدة زينب ملاذ الضعفاء وعلاقة خاصة مع المصريين مبنية على العشق
السيدة زينب ام هاشم ... رئيسة الديوان ... الست ... نصيرة الضعفاء .... ملاذ المظلومين كل هذه الصفات يطلقها المصريون على السيدة زينب بنت الامام على عليهم السلام جميعا
كانت ولادتها في السنة الخامسة للهجرة، وفيها عاد رسول الله"ص" من سفره، وأشرق بيت فاطمة عليها السلام بقدومه، واحتضن رسول الله الحفيدة وسمّاها زينب و كلمة زينب تعني أصل الشجرة الطيبة. عُرفت بالعقيلة أو عقيلة بني هاشم لأنها كريمة قومها وعزيزة بيتها. كان أمير المؤمنين علي:ع" يرد الطالبين بزواجها وعندما تقدم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهو الكفؤ لعقيلة بني هاشم الذي لُقب بـ(بحر الجود)، وافق أمير المؤمنين"ع" على زواجه منها.. فأبوه جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية من المهاجرات المؤمنات المعروفة بالتقى والصلاح والتي عبّر عنها الإمام الصادق بالنّجيبة.
وزينب عقيلة بني هاشم رغم أنها تزوجت وانتقلت إلى بيت ابن جعفر إلاّ أنها لم تتخل عن المسئولية لتدير بيت أبيها وتهتم بشئون أخويها وتصبح المسئولة بهم أولاً وآخراً، فقد انتقلت من المدينة إلى الكوفة تبعاً لانتقال مركز الخلافة وكان بمعيتها زوجها وأولادها لتعيش على مقربة من الإمام علي بصفتها الإبنة الكبرى لعلي بعد وفاة أمها فاطمة عليها السلام.
وزينب بحكم مركزها في البيت العلوي تختلف عن باقي النساء، فصُورُ مأساة فقدِ جدها رسول الله"ص" وأمِها الزهراء ما زالت عالقةً في ذهنها، وقد شاركت بذلك الأحداث ومشاكل الحركات التي ثارت في وجه أبيها التي كان آخرها رؤيتها له صريعاً في محرابه بسيف الشقي بن ملجم.
مع الحسين عليه السلام "والله لا أعطي بيدي إعطاء الذليل ولا أقر إقرار العبيد.." فهمت زينب عليها السلام من خلال كلمات الإمام الحسين وتضحياته، أبعاد الموقف المرتقب ألا وهي تحمل مسئولية القضية التي ضحى من أجلها الإمام الحسين في نشر نهضته الجبارة في وجه الباطل، تلك النهضة التي هي امتداد للرسالة التي جاء بها النبي الأكرم"ص". ظهور صفات الائمة في زينب سلام الله عليها: هناك خصوصيات لزينب هي نفس خصوصيات فاطمة الزهراء"ع" : ٢-العلم اللدني الذي اكتسبته زينب من الإمام الحسين وهو علم الإمامة، قال عنها الإمام زين العابدين فقد كانت "عالمة غير معلمة" وقد ظهر كلّ شئ في خطبتها العظيمة في الكوفة والجدير بالذكر أن الزهراء أخذت ابنتها زينب إلى المسجد وخطبت الخطبة الفدكية و كانت زينب آن ذاك في السابعة من عمرها ، فقد استطاعت أن تحفظ الخطبة بأكملها وتنقلها إلى الآخرين حتى تصل إلينا. وكأن الزهراء عندما خطبت كانت تقول لزينب بلسان حالها أن اسمعي الخطبة جيدا لأنك أنت أيضا سوف تخطبين بنفس الأسلوب وأنت بالكوفة ، وهذا ما حدث حيث خطبت زينب في الكوفة بنفس النمط كما هو واضح لكل من يتعمق في الخطبتين ويقارنهما معاً ، وكأن الزهراء هي التي تكلمت في الكوفة فالعبارات متقاربة والنسق واحد. ولكن هناك فرق كبير بين الموقفين: فعندما دخلت الزهراء إلى المسجد وخطبت كانت تخاطب المهاجرين والأنصار والأرضية كانت مهيّأة لبنت رسول الله"ص" ، أما زينب فكانت تعدُّ أسيرة فالمخاطبون هم أعدائها الذين قتلوا أولادها وأخوتها ، ولكنها مع ذلك استطاعت أن تسيطر على المجلس سيطرة كاملة، ورغم أنه ينبغي للخطيب أن يمركز جميع مشاعره وحواسه ليتمكن من توضيح مقصوده إلا أن زينب وبعد تلك المصائب العظيمة استطاعت أن تتحدَّث وبكل شجاعة وصلابة ،وهذا يدل على ارتباطها المعنوي كما كانت أمها الزهراء، فزينب رغم أنها كانت تتهجم عليهم وتعاتبهم والمفروض أن ينفروا ويبتعدوا من خطابها إلا أنهم انقلبوا على ما كانوا عليه وخاطبوها بقولهم " والله إن شبابكم هو خير الشباب" كلُّ ذلك يدلُّ على قوة روحها سلام الله عليها سبب هجرتها لمصر: وذكر المؤرخون أنّ العقيلة أخذت تلهب العواطف، وتستنهض المسلمين للأخذ بثأر أخيها، والانتفاض على السلطة الاُموية، والتي كان من نتائجها أنّ المدينة أخذت تغلي كالمرجل، وأعلنت العصيان المسلح على حكم الطاغية يزيد، فأرسل إليها جيشاً مكثّفاً بقيادة الإرهابي المجرم مسلم بن عقبة، فأنزل بالمدنيّين أقصى العقوبات، وأكثرها صرامة وقسوة، وأرغمهم على أنّهم خول وعبيد ليزيد، ومن أبى منهم نفّذ فيه حكم الإعدام. وعلى أي حال فإنّ عمر بن سعيد الأشدق والي يثرب خشي من العقيلة، وكتب إلى يزيد بخطرها عليه، فأمره بإخراجها من المدينة إلى إي بلد شاءت، فامتنعت، وقالت: (قتل - أي يزيد- خيرنا، وساقنا كما تساق الأنعام، وحملنا على الأقتاب، فوالله لا أخرج، وإن اُهرقت دماؤنا).
وانبرت إليها السيّدة زينب بنت عقيل، فكلّمتها بلطف قائلة: يا بنت عمّاه، قد صدقنا الله وعده، وأورثنا الأرض نتبوّء منها حيث نشاء، فطيبي نفساً، وقرّي عيناً، وسيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً، ارحلي إلى بلد آمن. واجتمعن السيّدات من نساء بني هاشم، وتلطّفن معها في الكلام فأجابت، واختارت الهجرة إلى مصر، وصحبتها في السفر السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسين واُختها سكينة، وانتهت إلى مصر لأيام بقيت من ذي الحجّة، وقد استقبلها والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري، فأنزلها في داره بالحمراء فأقامت فيه أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً، وانتقلت إلى جوار الله عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة (٦٢هـ) ودفنت في دار مسلمة حيث مرقدها الآن في مصر، هكذا ذكر العبيدلي وغيره يقع مرقد السيدة زينب ومسجدها فى وسط القاهرة هى مزار دائم على مدار العام يقصدها المصريون من جميع انحاء القطر المصرى كما يقصدون سائر مساجد ومراقد آل البيت عليهم السلام الذين يرى المصريون ويعتقدون ان مصر مرت عليها العديد من الكوارث والخطوب وان سبحانه وتعالى قد نجى المصريين منها ومن الهلاك بسبب العترة الطيبة من آل البيت والملاحظ ان المصريين اقاموا علاقة خاصة مع آل البيت علاقة تعتمد على الحوار الدائم معهم حتى بات مرقد السيدة زينب هو مصحة نفسية ودارا للراحة ودارا للعلاج فمن كانت لديه مشكلة يحملها الى رئيسة الديوان وكانه ديوان المظالم فيدور حوار رائع يقدم فيه المظلوم شكايته ويتحدث مع السيدة كانها تجلس معه وترد عليه ويظل الشاكى على حاله ربما نصف ساعة او ساعة يحكى ويفضفض ويخرج ما بداخله والغريب انها لا ترفض احدا الكل يعلم انها تنصت له وفى نهاية المظلمة او الشكاية او طلب الزواج للبنت او طلب النجاح للاولاد كل هذه حزمة من الطلبات اليومية التى يبثها المصريون الى نصيرة الضعفاء ويطلبون منها ان تطلب من الله لهم ان يقضى حوائجهم وليست القضية شركا بالله كما يعدى بعض المتنطعين فهؤلاء الغلابة لا يشركون بالله احدا وانما بنظرتهم يرون ان آل البيت هم اطهار وانهم موصولون بالله وانهم اقرب الى الله منا ومن ثم دعوتهم مجابة هذه صورة العلاقة المتميزة التى تربط المصريين بآل بيت النبوة حبا وعشقا وملاذا امنا وانا اعنى الملاذ الامن وهناك دراسات قام بها اطباء متخصصون فى علم النفس وجدوا ان كثيرا من الحالات المرضية تبرا بعد ممارسة هذه الطقوس وكان المرحوم الدكتور محمد ماضى ابو العزايم الطبيب النفسى الشهير كان يقوم بعلاج الكثير من المرضى النفسيين بتلاوة القران وشرح لهم مسيرة آل البيت وصبرهم على المكاره وكانت انجح مناطق العلاج باختصار فان السيدة زينب هى محطة هامة عند المصريين هى محطة الراحة والامان والاطمئنان وهى محطة تحملهم الى مواضع الخير لقد صنع المصريون صورا متعددة للاحتفال بالسيدة زينب ولآل بيت النبى"ص" فهناك العديد من الطقوس اليومية والاسبوعية والسنوية من حلقة ذكر للقران الكريم يلتحق بها الكثير من الاتباع لتلاوة القرآن الكريم وبعض الاذكار والتكبير والتهليل ، وكذلك تجد فى بعض الايام وخاصة يوم الجمعة الكثير من حلقات الذكر وكذلك تلاوة التواشيح ومديح لآل بيت محمد باشعار وقصائد ومدائح تنخلع لها القلوب وتدمى لها الصدور وتتورم العيون من كثرة ما تذرف من الدمع وكأنها نوع من البكاء على مصارع آل البيت ، ام مولد الست كما يسميه المصريون فهو الآخر له طقوس عديدة وتشد له الرحال من كل ارجاء القطر المصرى من كل المحافظات والمراكز والقرى والنجوع حتى ان سكان حي السيدة لا يجدون موضع قدم للتحرك فى الشوارع الرئيسية او الشوارع المحيطة التى تملاء عن اخرها بالزوار .