تاريخ النشر2010 7 July ساعة 17:37
رقم : 20478

الرسول الاكرم(ص) یجمعنا

الرسول الاكرم(ص) یجمعنا


فالمبعث النبوي الشريف يوم تاريخي ليس في العالم الاسلامي وحسب وانما لكافة الأديان لأنه غيّر المعادلات والقواعد التي كان معتنقوا سائر الأديان يؤمنون بها ويرسمون خططهم وفقها واذا كان أعداء الرسول في ذلك الزمن وضعوا في سلم أولياتهم التصدي لهذا الرسول الجديد واحباط رسالته والقضاء عليه وعليها فان سلم أولويات أحفادهم اليوم لا تختلف عن تلك الأولويات، ومع أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش سحب كلامه عندما قال اليوم بدأت الحروب الصليبية ولكن ممارساتهم على الواقع تتطابق مع هذا المبدأ الذي يؤمنون به، اذ لا يوجد تفسير آخر لتحالفهم وتضامنهم مع الكيان الصهيوني وتقديم كافة أنواع الدعم له وبذل المستحيل من أجل ابقائه الا ذات السبب الذي دعا اتباع سائر الديانات في التضامن والتنسيق فيما بينهم من أجل التصدي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين آنذاك.
ربما يعلن أعداء المسلمين في الظاهر أنهم يميزون بين المسلم الشيعي والمسلم السني ولكن في الواقع وعندما ينفذون خططهم الشيطانية فانهم يستهدفون الاسلام ولا يهمهم من يقف وراءه سواء كان سنيا أو شيعيا ولذلك فانهم يحقدون على حركة حماس السنية التي تتصدى للمشروع الصهيوني بذات المقدار الذي يحقدون فيه على حزب الله الشيعي الذي يتصدى أيضا للكيان الصهيوني، بل أن راسم الكاريكاتورات المسيئة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عبر بشكل صريح عن حقيقة الحقد الذي يضمره الأعداء للمسلمين، كما أن القرار الذي تناقشه بعض الدول الأوروبية هذه الأيام بحضر ارتداء النقاب لا يستهدف طائفة أو مذهب معين من المسلمين وانما يستهدف المسلمون جميعا وبالأمس أصدروا قرارات بمنع ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات ليس الا لسبب واحد وهو أن النقاب والحجاب رمز للمسلمين ولا يطيقون وجود اسلام ومسلمين بينهم.
اذا كان أعداء الاسلام لا يميزون بيينا ويستهدفوننا جميعا فهل من الحكمة أن نقول أن المستهدفين هذه الجماعة ولسنا وهذه الفئة ولسنا نحن، لنتصور أن مسلحا كان يضمر العداء لعائلة ما ويريد الانتقام منها وقتل جميع أفرادها فاذا داهم بيتهم فهل من الحكمة أن يقول أحد أفراد العائلة أنه يريد قتلي دون سائر أفراد العائلة، نعم أن الأعداء يضعون في أولوياتهم تصفية من يتصدى لهم ويواجههم ويزرعون الفتنة والخلافات لكي لا يتضامن الجميع مع هؤلاء المقاومين ولكن عندما ينتهون من المقاومين فسيقومون بتصفية المتخاذلين أيضا.
البعض لا يدرك أن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا ويتصور أن الخلافات البسيطة هي الأساس بينما نظرة أعداءنا لنا ينبغي أن تشعرنا بأننا لا نختلف عن بعضنا بعضا كثيرا ومن أبرز المحاور التي تجمعنا هي الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فكلما اقتربنا من أخلاق الرسول وطبقنا بالحرف تعاليمه التي هي تعاليم الاسلام والتزمنا بكل ممارساته سنجد أنفسنا اننا قريبون جدا من بعضنا البعض الآخر ونشعر انه ليس هناك ما يميز بعضنا عن البعض الآخر ولكن عندما نفسر ما قاله أو فعله الرسول حسب أهوائنا او ترسباتنا الوراثية أو الاجتماعية فاننا سنجد أنفسنا بعيدون عن بعضنا بعضا وليس هذا وحسب بل لا يتورع البعض بشهر سلاحه بوجه أخيه المسلم واردائه.
لو علمنا ما يضمره أعداءنا لنا جميعا لما انشغلنا بقضايا جانبية القائمة منذ قرون وجرت محاولات عديدة للتوفيق بينها ولم تنجح في القضاء عليها بشكل كامل مما يدعونا الى التفكير بشكل جدي الى تجاوزها والاهتمام بالقضايا الرئيسية خاصة وأن هناك اجماع على هذه القضايا الرئيسية كقضية الاعتداءات المستمرة على المسلمين واحتلال أراضيهم ونهب ثرواتهم، المبعث النبوي الشريف مناسبة لنعرف مبادئنا وتعاليمنا الحقة والأصيلة من هنا تأتي أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة فانها توفر فرصة لتسليط الضوء على ما احتوته الرسالة من تعاليم وعلى صفات ومؤهلات وممارسات الرسول.
صالح القزويني

https://taghribnews.com/vdcc40qi.2bqxm8aca2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز