تدرك «إسرائيل» تبعات العملية، فهل هي جاهزة لردّ الفعل المؤكد والذي تأكد أكثر وأكثر بعد كلام السيد حسن نصرالله؟ وما مدى استعداد العدو للحرب؟ الاستهداف «الإسرائيلي» لكوادر المقاومة في سورية ليس بجديد، ففي عام 2015 استهدف قادة وعناصر من المقاومة في القنيطرة وجاء الرد القوي لحزب الله .
شارک :
رولا منصور
بعد صدور قرار مجلس الأمن 2254 والذي شدّد على ضرورة قيام الأطراف السورية في البدء بتدابير بدء العملية السياسية، ووقف إطلاق النار الدائم ودعوة جميع الدول إلى استخدام نفوذها للمضي في عملية السلام، ودعمه لعملية سياسية بقيادة سورية برعاية الأمم المتحدة، والدعوة إلى السماح الفوري للوكالات الإنسانية بالوصول السريع من دون عوائق إلى جميع أنحاء سورية، والحاجة الماسّة إلى بناء الظروف الآمنة والطوعية لعودة اللاجئين، وطالب بالتنفيذ الكامل للقرارات، رفضَهُ ائتلاف المعارضة، واعتبره يصبّ في مصلحة الرئيس السوري ويطيل بقاءه.
موقف المعارضة هذا يمثل تبنّياً واضحاً لوجهة النظر السعودية ــــ التركية. فهل ترغب تركيا في تخريب هذا القرار؟ وهل التقت المصلحة التركية ــــ «الإسرائيلية» عند استهداف عميد الأسرى المحرّرين سمير القنطار على الأرض السورية؟ الاستهداف بحدّ ذاته يثير تساؤلات ويطرح علامات استفهام عديدة، ولا سيما أنّ القنطار مثل هدفاً دائماً بالنسبة إلى العدو «الإسرائيلي»، وقد استهدفه بطيرانه في أوقات سابقة ومرات عدة داخل سورية ولم يتمكن منه.
تدرك «إسرائيل» تبعات العملية، فهل هي جاهزة لردّ الفعل المؤكد والذي تأكد أكثر وأكثر بعد كلام السيد حسن نصرالله؟ وما مدى استعداد العدو للحرب؟ الاستهداف «الإسرائيلي» لكوادر المقاومة في سورية ليس بجديد، ففي عام 2015 استهدف قادة وعناصر من المقاومة بغارة «إسرائيلية» في مزارع حيّ الأمل في منطقة القنيطرة، بعد تأكيد الأمين العام لحزب الله أنّ العدوان «الإسرائيلي» على سورية استهداف لمحور المقاومة والردّ عليه أمر مفتوح، وجاء الردّ على هذا الاستهداف بتنفيذ حزب الله عملية نوعية في مزارع شبعا، تمّ خلالها استهداف عدد من الآليات العسكرية «الإسرائيلية»، ما أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى من الضباط والجنود «الإسرائيليين»، حينها وصف الإعلام «الإسرائيلي» العملية بأنها أخطر عملية صادفها الاحتلال على الحدود مع لبنان منذ حرب تموز.
وقال أيضاً إنّ حزب الله انتقم لعملية القنيطرة، ما وضع «إسرائيل» على مفترق طرق، فاختارت حينها التهدئة لمنع حرب ثالثة مع لبنان قد تُدخلها في مأزق كبير نتيجة الردّ الصاروخي من قبل حزب الله… فهل تتحمّل «إسرائيل» اليوم إعادة المشهد نفسه؟ وهل يمكن أن يتطور الوضع إلى حرب ثالثة مع المقاومة؟ وماذا سيكون الردّ؟ هل سيعيد الزمن نفسه ونكون أمام عملية مُحكمة تهزّ كيان العدو كعملية مزارع شبعا أو أكبر؟ ما هو الحساب «الإسرائيلي» الآن؟ حسم القرار الدولي ضمنياً بقاء الرئيس الأسد، وهو ما يشكل كابوساً «إسرائيلياً» دائماً، كما ذكرت إحدى الصحف العبرية، خاصة في ظلّ انتشار إيراني فعّال، فضلاً عن حزب الله. والأمر الأخطر أن تحتمي القوى الثلاث بالمظلة الروسية فتهديد رشق الحجارة في القدس لا يشبه بالتأكيد تهديد عشرات آلاف الصواريخ المتطورة، هذا ما أعلنه مراقبون، وفي هذا السياق يأتي التخوّف التركي من تعاظم ثلاثية القوة على الأرض السورية.
في حساب الحروب تبدو المواجهة فرصة «إسرائيلية» للدخول بقوة إلى ميدان التفاوض في المسألة السورية، ولو خسرت الحرب على أمل صدور قرار مشابه للقرار 1701 عقب حرب تموز الذي نصّ على وقف العمليات القتالية بين «إسرائيل» وحزب الله وانسحاب «إسرائيل» إلى الخط الأزرق وحزب الله إلى شمال نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، فبالرغم من هزيمة «إسرائيل» عام 2006 إلا أنّ القرار أنتج جموداً لجبهة الجنوب اللبنانية معها، وإذا تعمّم قرار كهذا على الجبهة السورية تطمئنّ «إسرائيل» من مخاطر جبهة الجولان، وخاصة بعد تصنيف «جبهة النصرة» كفصيل إرهابي دولياً، ما أسقط ورقة الحزام الأمني «الإسرائيلي» في الأرض السورية، ما دفعها إلى إعادة النظر في ترتيبات جديدة تتيح لها الفرصة بالانتشار.
التقت المصالح «الإسرائيلية» والتركية على استهداف المقاوم سمير القنطار لإعادة خلط الأوراق من جديد. فهل يُقدم الحليفان على مغامرة جديدة بحرب جديدة قد تشعل المنطقة بأكملها؟ وهل يستعدّ لها محور المقاومة أعظم استعداد؟