تاريخ النشر2016 10 August ساعة 15:49
رقم : 241345

الصحف الأجنبية: اجتماع بوتين وأردوغان قد يشكّل نقطة تحوّل لمصلحة النظام في سوريا

تنا
رأى صحفيون وباحثون غربيون وأتراك ان قمة الرئيسين الروسي والتركي قد تكون نقطة تحول تؤدي الى تعزيز موقع الرئيس السوري بشار الاسد اكثر فاكثر. ولم يستبعد هؤلاء ان يقطع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طرق الامداد عن المجموعات المسلحة في سوريا،كما لم يستبعدوا حصول مصالحة بين اردوغان والاسد.
الصحف الأجنبية: اجتماع بوتين وأردوغان قد يشكّل نقطة تحوّل لمصلحة النظام في سوريا
علي رزق
بموازاة ذلك، شدد باحثون آخرون على مدى الصعوبة التي تواجهها الجماعات المسلحة في معارك حلب، مؤكدين أن إمساك جيش الفتح بكامل مدينة حلب هو هدف بعيد المنال. من جهة أخرى، أشارت مقالات المواقع العسكرية الاميركية الى أن صفقة بيع السلاح الجديدة بين واشنطن والرياض تكشف حجم الخسائر العسكرية الكبيرة للسعودية في اليمن.

معركة حلب
كتب الباحث Fabrice Balanche مقالة نشرت على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى شدد فيها على أن القصف الروسي للثغرة التي فتحتها المجموعات المسلحة في حي الراموسة بمدينة حلب تحد من قدرة هذه الجماعات على استخدام هذه الثغرة، وقال إن الوضع في غرب حلب (حيث تسطير الحكومة السورية) هو افضل بشكل نسبي، حيث قام الجيش السوري بفتح طريق امداد جديد من الشمال يمر عبر طريق كاستلو، مشيراً الى ان هذا الانجاز يطمئن المدنيين العالقين غرب حلب البالغ عددهم 800,000 شخص.  

كما اشار الكاتب الى أن القصف الروسي للثغرة التي فتحها المسلحون تجعلها غير قابلة للاستخدام، وهو ما يفيد بان ايران وروسيا عازمتان على إبقاء مدينة حلب تحت سيطرة نظام الرئيس السوري بشار الاسد،و عليه تساءل عما اذا كان ممكنًا الحفاظ على التقدم المحدود الذي حققته الجماعات المسلحة في الايام الاخيرة.

الكاتب اعتبر أن اعلان جيش الفتح بانه سيسيطر على كامل مدينة حلب اعلان مبالغ فيه، لافتاً الى انه ومنذ شهر تموز/يوليو عام 2012 فإن جميع محاولات الجماعات المسلحة للسيطرة على الجزء الغربي من حلب (حيث لا يوجد دعم شعبي لهذه الجماعات) قد فشلت. كما اشار الى انه وخلال فترة عامي 2012 و2013 فان اغلب "المتمردين كانوا من الاسلاميين غير الراديكاليين" على حد زعمه.

ونبّه الى ان الوضع يختلف اليوم، إذ أن جبهة النصرة (او جبهة فتح الشام) هي التي تقود جيش الفتح، والذي يضم ايضاً جماعات متطرفة بارزة، مثل حركة تركستان الشرقية الاسلامية وجند الاقصى، والمعروفة بوحشيتها.كما تابع بان الراديكالية التي ظهرت من جماعات كانت تصنف بالمعتدلة، مثل "حركة نور الدين الزنكي" لا تطمئن ابناء الطبقى الوسطى في غرب حلب. وعليه اعتبر ان فرص حصول انتفاضة ضد الاسد في غرب حلب هي معدومة وأن الجماعات المسلحة ستواجه معركة صعبة اذا ما أرادت السيطرة على غرب حلب حيث تسيطر الحكومة.

كذلك شدد الكاتب على أن الانجاز المحدود الذي حققته الجماعات المسلحة في الراموسة كان له تكلفة باهظة، مشيرًا الى ما اعلنه المرصد السوري لحقوق الانسان عن وقوع خمسمئة قتيل بين المسلحين، فيما لفت الى التقارير التي افادت بان جيش الفتح احتاج الى حشد ما بين 5,000 و 10,000 مقاتل و كذلك دعم لوجستي كبير من تركيا و قطر والسعودية من أجل تحقيق هذا الانجاز المحدود في حي الراموسة.

القمة الروسية التركية
كتب الباحث التركي Soner Cagaptay مقالة نشرت أيضًا على موقع معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى، وقد رأى فيها أن الاحداث الاخيرة (بما فيها شعور انقرة بان حلفائها الغربيين لم يقفوا معها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة وكذلك المحادثات المستمرة بين واشنطن وموسكو لتنسيق الجهود في سوريا) قد أزالت أسباب استمرار العداء بين تركيا وروسيا. وتوقع الكاتب أن تتحسن العلاقات التركية الروسية في هذه المرحلة الا في حال اتخذت واشنطن خظوات لمنع ذلك.

الكاتب رأى ان محاولة الانقلاب الفاشلة تعقد العلاقات الاميركية الروسية، مشيرًا الى أن العديد في انقرة يعتبرون ان واشنطن تقف خلف هذه المحاولة كون المعارض التركي فتح الله غولن يعيش في الولايات المتحدة. ولفت في الوقت نفسه الى أن العديد من المحللين يتفقون بان الضباط العسكريين من معسكر غولن شكلوا العمود الفقري لخطة الانقلاب.

كما نبه الكاتب الى ان العديد في انقرة يتساءلون عن جدوى عضوية تركيا بحلف الناتو وعما اذا كان على تركيا في المقابل ان تتحرك نحو تعزيز العلاقات مع روسيا. واعتبر ان اردوغان يستطيع بسهوية القيام بهذه الاستدارة نحو روسيا، خاصة وأن الجيش التركي الذي هو الرابط الاقوى بين الناتو و انقرة، هو في حالة ضعف بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.

وقال الكاتب انه وفي حال رفضت المحاكم الاميركية طلب تركيا تسليم غولن، فان اردوغان "بالتأكيد سيلوم البيت الابيض"، ما سيعزز استدارة تركيا نحو روسيا. كذلك أشار الكاتب الى إمكانية ان تقوم انقرة بقطع الدعم عن الجماعات المسلحة في سوريا اذا ما ارادت التدخل ضد "داعش" ومنع التقدم الميداني للاكراد وهزيمة حزب العمال الكردستاني بالداخل، إذ اعتبر ان تركيا قد تقوم بأي شيء من اجل استرضاء موسكو بغية تحقيق هذه الاهداف.

الكاتب تابع "مهما كانت النتيجة على الامد البعيد،فان بوتين سيقوم بمبادرات تجاه تركيا مثل رفع العقوبات.كما لفت الى ان بوتين قد يستخدم نفوذه في جمهوريات آسيا الوسطى كي تشن سلطات هذه الدول حملات مكفثة على الشبكات والمؤسسات التابعة لفتح الله غولن، اذ ان هذه شبكات والمؤسسات في دول آسيا الوسطى تعد الاقوى خارج تركيا. ورأى ان مثل هذه المبادرات،و كذلك امكانية فشل واشنطن باقناع انقرة بان تسليم غولن تطلب عملية مراجعة شاملة، رأى أن كل ذلك قد يقرب اردوغان اكثر فاكثر من روسيا".

لائحة خاسرين محتملين جراء اجتماع سانت بطرسبورغ
بدوره، كتب الصحفي البريطاني المعروف Robert Fisk مقالة نشرتها صحيفة الاندبندنت اشار فيها الى ان اجتماع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان و نظيره الروسي فلادمير بوتين في سانت بطرسبورغ يتزامن ومساعي الجماعات المسلحة في سوريا فتح طرق الامداد مع تركيا.
و قال الكاتب ان بوتين لن يقبل بارسال المزيد من الصواريخ عبر الحدود التركية لاسقاط الطائرات المروحية الروسية في سوريا. كما اعتبر أن الناتو والاتحاد الاروبي لم يعد بإمكانهما الاعتماد على اردوغان للاستمرار بمشروع "تدمير نظام الاسد" او ضبط تدفق اللاجئين الى اوروبا او السماح باقلاع الطائرات الحربية الاميركية من قاعدة انجرليك.

كذلك رأى الكاتب أن كون أردوغان تصالح مع بوتين بعد حادثة اسقاط الطائرة الحربية الروسية يطرح سيناريو امكانية المصالحة بين اردوغان و الرئيس السوري بشار الاسد.

هذا فيما تحدث الكاتب عن لائحة طويلة من "الخاسرين المحتملين" جراء اجتماع سانت بطرسبورغ، مشيرًا أولًا الى "داعش" و"القاعدة" و"النصرة" وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تحارب النظام في سوريا، إذ أن هذه الاطراف اكتشفت فجأة أن اهم قناة السلاح لهم قد تحالفت مع اكبر عدو لهم و الذي يتمثل بروسيا.كما رأى ان السعوديين و القطريين الذين يملون تسليح المجموعات المسلحة في سوريا هم ايضاً من "الخاسرين المحتملين".
وفي السياق نفسه، تابع الكاتب أن أكبر الخاسرين بعد اجتماع بوتين وأردوغان قد يكون الجيش التركي، لافتًا في الوقت نفسه الى انه بات من الواضح بان روسيا وإيران لعبتا دورًا استخبارتيًا بتحذير اردوغان من وجود مخطط انقلابي عسكري ضده، وكشف أن أطرافًا عربية قد اخبرت من قبل الطرف الروسي ان بوتين وجه رسالة شخصية الى اردوغان بعد ان علم بالمخطط، حيث تنصت التقنيون الروس على اتصالات الجيش التركي، وذلك من خلال القاعدة الجوية الروسية الموجودة على اطراف مدينة اللاذقية السورية.

وتابع الكاتب أن أطرافًا عربية اخبرت أيضًا بأن إيران قد حذرت اردوغان من وجود خطة انقلاب عسكري، وختم أنه وفي حال تركز البيان الختامي لقمة اردوغان وبوتين على مصطلح "الارهاب"، فان ذلك يعني ان الامور ستتغير في سوريا.

الخسائر العسكرية السعودية في اليمن
نشر موقع Defense One مقالة رأى فيها أن صفقة بيع 153 دبابة اميركية من طراز Abrams الى السعودية إنما تشكف حجم الخسائر التي تلقتها الرياض في الحرب على اليمن.

وأشارت المقالة الى أن عشرين دبابة من اصل 153 ستبيعها امركيا للسعودية هي من اجل "استبدال الاضرار الميدانية" والتي تتمثل بالدبابات السعودية التي دمرت في المعارك، لافتاً الى ما يقال عن فقدان السعودية عددًا من دباباتها من طراز "Abrams" في اليمن.

كذلك أشارت المقالة الى ما ورد من تقارير عن تدمير الحوثيين دبابتين سعوديتين اثنتين ومصادرة عدد آخر.

ولفتت المقالة الى أن صفقة بيع السلاح الجديدة بين واشنطن والرياض تشمل أيضًا عشرين آلية مدرعة تستخدم من اجل تصليح الدبابات المعطلة أو التي ألحق فيها الضرر في الميدان.


 
https://taghribnews.com/vdci5zarwt1a5p2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز