تاريخ النشر2010 30 August ساعة 10:30
رقم : 24743

ايران والقدس الشريف

اثبتت الجمهورية الاسلامية عملياً ان القضية الفلسطينية هي احدى الركائز الاساسية للسياسة الخارجية ودعت الى زوال اسرائيل ووحدة المقاومين والمستضعفين في العالم .
القدس
القدس
وكالة انباء التقريب (تنا) :
كان للامام الخمينى قائد الجمهورية الاسلامية الراحل (قدس) الفضل فى احياء الأمل في نفوس المسلمين وحركات التحرر وعموم احرار العالم من أجل تحقيق العدل، وقد اكد رحمه الله ذلك عندما اعلن ان الثورة الاسلامية تسعى الى نصرة المستضعفين وبسط العدل والسلام ورفض الظلم ومحاربته بالطرق المشروعة وقد برهن بشكل عملي على ذلك عندما اعلن بان القدس يجب تحريرها من الغاصب المحتل الصهيونى فقطعت ايران علاقاتها مع اسرائيل وسلمت سفارة اسرائيل في طهران الى الفلسطينيين وكانت ولا تزال القضية الفلسطينية احدى الركائز الأساسية للسياسة الخارجية الايرانية فقد اولتها الاهتمام الكبيرة وحولتها الى قضية مركزية عالمية ودعت الى زوال الغدة السرطانية (اسرائيل) من الوجود، وما دعا اليه الامام الخميني لا يتعارض مع فطرة الانسان فمنذ القدم وعلى مر العصور تحاول الشعوب الدفاع عن نفسها ضد أي غزو أوعدوان على أراضيها وشعبها وبشتى الوسائل مع اختلاف العصور
وتطور وسائل الدفاع. وظهرت شرائح شعبية تؤمن بحق الإنسان بالعيش على أرضه ومن الطبيعي أنها تقاوم حتى دحر العدو وإبعاده عن أرضها.
واجهت الثورة الاسلامية في ايران على مدى الـ ٣١ عاما الماضية على انتصارها العداء من الغرب والكيان الصهيوني بشكل خاص ورغم ذلك عجز المشروع الغربي عن ايقاف المشروع الحضاري الإسلامي رغم نجاحه في احتواء وتطويق العديد من الحركات الإسلامية في العالم ، وقد واجهت ايران على مر السنين الماضية العداء المباشر من قبل أمريكا ولكن الثورة الإسلامية لم يقف أمامها شيء ومضت بخطى ثابتة مطمئنة لأداء رسالتها لأن الثورة استلهمت قوتها من المعين الذي لا ينضب وهي ثورة الإمام الحسين عليه السلام . وبذلك مضت الثورة الإسلامية بعد ما وضع الإمام الخميني القواعد الثابتة المستخلصة من الكتاب والسنة النبوية الشريفة ونهج آل بيت النبي الأكرم (ص) فكانت بذلك أعظم ثورة في العصر الحديث وهنا لابد من الرجوع إلى شخصية الإمام الخميني الذي استطاع قيادة الثورة بثبات وصبر وحكمة وروح إسلامية.
من خلال دراساتي ومطالعاتي وجدت أن الثورة الاسلامية في ايران انتهجت مبدءا يرتكز على اساس أن الشعب هو صاحب الشأن والمسؤول وله المصلحة الحقيقية في اتخاذ قرار التصدي للظلم والفساد ومقاومة قوى الإستكبار العالمي والكيان الصهيوني أولا ودعوة الحركة الإسلامية الى
الإلتحام بحركة الشعب وفي أعطاء دور طليعي لحركة المثقفين الثوريين فلا ثورة من دون مثقفين، ويقول الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي القائد السابق لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني الذي دافع عن الثورة الإسلامية في إيران بوصفها نموذجا للثورة الشعبية المؤمنة بالإسلام الثوري " ايها المسلمون في كل ارجاء العالم .. ايها المستضعفون الرازحون تحت سيطرة الظالمين اتحدوا وتعاضدوا وذودوا عن الإسلام وعن مصائركم ولا تهابوا ضجيج الطواغيت ، فهذا القرن هو بإذن الله القادر ، قرن غلبة المستضعفين على المستكبرين وغلبة الحق على الباطل نحن نريد هذا الإنسجام في جميع البلدان الإسلامية نريد ان يكون المسلمون يدا واحدة على من سواهم" .
وهنا ينبغي الاشارة الى عدة أمور هي:
١- الحقيقة اننا يجب أن لانخدع انفسنا ، فالتفاؤل المفرط اشد ضررا من التشاؤم المفرط فوحدة الأمة وتحملها لمسؤوليتها لم يصل الى المستوى المطلوب والا فلماذا هذه التيارات المختلفة في الامة ولماذا عدم التوحد حتى على قضايا بديهية كالقضية الفلسطينية.
٢- لماذا لا نستخدم الأدوات الكفيلة بتحسيس المسلمين بقضاياهم الكبرى كقضية فلسطين وافغانستان والعراق ولبنان وايران والسودان ليخرجوا من حالة اللامبالاة التي يعيشونها.
٣- لماذا الكثير منا لا يدرك لحد الآن أن القوى الكبرى وفي طليعتها امريكا المجرمة لاتريد بنا إلا شرا ؟
٤- لقد بلغ بنا الحال إلى حد يسعى فيه المتربعون على العروش الزائفة إلى مد اليد إلي الصهيونية عدوة الإسلام.
٥-ان تجربة اللقاء بين المقاومة الإسلامية في لبنان والانتفاضة في فلسطين
استطاعت ان تحرك الروح الوحدوية الإسلامية على ارض الجهاد الامر الذي يعني ان اللقاء في ساحة الجهاد يمكن أن يحقق لنا الكثير لاننا نكتشف من خلاله مسالة الوحدة.
٦- علينا ان نسعى الى تحقيق القضايا والاهداف الإسلامية باصالة ووحدة وشمولية وبالوسائل الاعلامية والسياسية والاقتصادية والامنية .
يعود الاهتمام الايراني بفلسطين إلى اواخر القرن التاسع عشر حينما افتتحت ايران ممثلية لها في فلسطين وقد مر هذا الاهتمام بمرحلتين امتدت الأولى من عام ١٨٩٧ حتى ١٩٤٧ تبلور فيها الاهتمام الايراني بالشان الفلسطيني على خلفيات دينية وسياسية فيما امتدت المرحلة الثانية من ١٩٤٨ حتي ١٩٧٨ التي شهدت انحسار الاهتمام الايراني الرسمي ممثلا بنظام الشاه بالقضية الفلسطينية والصراع العربي – الصهيوني مقابل تطور على صعيد العلاقات الشاهنشاهية –الاسرائيلية
اما بعد انتصار الثورة الاسلامية فكان الشعار الذي رفعه الامام الخميني اليوم "ايران وغدا فلسطين" تعبيرا عن الالتزام السياسي والديني لايران بالقضية الفلسطينية وبضرورة مواجهة الخطر الصهيوني على العرب والمسلمين في الوقت عينه .
وعلى خلفية انعقاد مؤتمر مدريد للسلام عام ١٩٩١م تدهورت علاقات ايران مع منظمة التحرير الفلسطينية وتحديدا بعد التوقيع على اتفاق اوسلو وقد دعمت طهران فصائل المقاومة الفلسطينية خاصة حركتي الجهاد الاسلامي في فلسطين والمقاومة الإسلامية ( حماس ) اضافة إلي استمرار العلاقة .

ازهرى بشير احمد
https://taghribnews.com/vdcbfzb5.rhbaapukur.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز