اتخذت الولايات المتحدة برئاسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الصهيوني المتحالف مع اسرائيل الصهيونية قرارا بسحب توقيع الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي مع ايران.
شارک :
وفورا رفضت اوروبا قرار الرئيس الاميركي ترامب واعلنت انها مستمرة بالالتزام بالاتفاق النووي وهي المانيا وفرنسا وبريطانيا اضافة الى روسيا والصين، فيما اميركا الدولة السادسة سحبت توقيعها.
اما الغريب في الامر هو هذا الشعور الصهيوني لدى السعودية في تأييد الولايات المتحدة ضد ايران، واين هو الشعور السعودي العربي والوطني والاسلامي عندما تكون ايران خضعت لاتفاق نووي مع الدول الكبرى والسعودية ترحب بقرار اميركا ضدها.
اما اسرائيل فموقفها اخف من موقف السعودية فاسرائيل علقت على الخبر وقامت باستنفار جيشها استنفارا فولكلوريا وهي تعرف انه لا حرب ضخمة بل ربما قصف صاروخي او غارات جوية.
اما لبنان البلد العربي الذي ثلثه او نصفه في جبهة المقاومة ضد العدو الاسرائيلي، فتقف الدولة على الحياد والدولة تقف لا تستنكر الموقف الاميركي مع ان اوروبا ادانت الموقف الاميركي ومع ذلك الدولة اللبنانية او قسم منها كي نكون دقيقين فرح جدا واصابه الفرح بموقف الرئيس الاميركي ترامب من ايران لكنه لا يعلن ذلك خجلا من نفسه ومن الشعب، لكن في المطلق الدولة اللبنانية لا تستنكر العمل الاميركي الذي هو يهدد القوى التي تقف في وجه اسرائيل وتحافظ على استقلال لبنان خاصة عبر المقاومة الوطنية اللبنانية، والتي تمثل الكتلة النيابية الاكبر في مجلس النواب، والتمثيل الشعبي الاوسع في لبنان.
ترامب اخذ قراره الارعن مثلما اخذ قراره المجرم بأن القدس عاصمة اسرائيل واما القرار الارعن فهو بعد 7 سنوات من التفاوض بين ايران و6 دول بينها الولايات المتحدة تم التوصل الى الاتفاق النووي بين هذه الدول وايران فاذا به ينسحب من الملف دون ان تكون ايران قد غيرت اي شيء بالاتفاق، لان اساس الاتفاق هو تخصيب اليورانيوم 3 في المئة بمعنى ان نسبة 3 في المئة لا يمكن صنع قنبلة نووية منها ولا حتى يورانيوم. في حين قبل الاتفاق كانت ايران تخصب اليورانيوم بنسبة 21 في المئة وهي نسبة بين 21 و25 في المئة يمكن صنع قنبلة نووية. وقد رضخت ايران وتراجعت عن نسبة 21 في المئة ووقعت على الاتفاق بان يقوم المفتشون الدوليون بزيارة تاي مفاعل نووي دون مراجعة ايران او طلب اذن منها وبشكل مفاجىء.
لكن ماذا يحضّر ترامب، هل يحضّر لضرب حزب الله في لبنان المقاومة، وهل يعرف العدو الاسرائيلي ان الحرب اذا فتحت هذه المرة لن نقفلها مهما قصف بالطيران بل سنظل نقصفه كل يوم بصاروخين وسنجعل اسرائيل مهزلة العالم في الانكسار التدريجي والاستنزاف ولو دمرت طائراته كل منازل لبنان لكن هذه المرة لا توقف عن قصف الصواريخ.
ثم هنالك شعب العراق وليس جيش العراق، قد يجتاح عبر الحدود العراقية السعودية ويدخل اليها مشيا على الاقدام، وسوريا اصبحت قوية، واوروبا اعلنت التزامها بالاتفاق النووي مع ايران وابلغت ايران التزامها اضافة الى روسيا والصين.
لكن الى ماذا يخطط ترامب مع الصهيونية، انه يخطط لصفقة القرن التي تحكم فيه اسرائيل الدول العربية واول دولة راغبة في الحكم الصهيوني هي السعودية ونصف الحكام في لبنان يرغبن بالسعودية، وعندما نقول نصف الدولة لا نقصد الرسمية بل نقصد احزاباً تعلن انها لبنانية وتحمل راية لبنان لكنها صهيونية كاملة بكل تكاوينها وتصرفاتها، صهيونية. لكن المقاومة في لبنان اقوى من كل الصهاينة ويهود الداخل في لبنان.
كل ساعة تمر ستظهر الامور اكثر، لكن قيام الدول الاوروبية والصين وروسيا باقناع ايران بالاستمرار بالاتفاق النووي دون الولايات المتحدة، قد يعطي نتيجة بأن ايران توافق على الاستمرار في الاتفاق النووي مع الدول الاوروبية الثلاث بريطانيا، فرنسا والمانيا، اضافة الى الصين وروسيا.
وقال ترامب انه سيفرض على كل دولة تتاجر وتبيع ايران اي نوع من البضاعة سيفرض عليها عقوبات، مع العلم ان ايران تشتري 450 مليار دولار بضاعة سنويا من الصين، فكيف لهذا المعتوه ترامب ان يفرض عقوبة على الصين، ثم ان التجارة والعلاقة في اليورانيوم بين روسيا وايران وصلت الى اقصى الحدود دون ان تسعى روسيا الى مساعدة ايران لصنع قنبلة نووية بل بوتين قال صراحة سنمنع ايران بصنع القنبلة النووية، ولكن ترامب قال انه سيعاقب كل دولة تتعامل مع ايران، من يعتقد نفسه هذا المجنون ترامب يريد ان يعاقب روسيا وايران. رؤساء الدول الثلاث ورئيسة وزراء بريطانيا المستشارة ميركل والرئيس ماكرون اصدروا بيانا اعلنوا فيه انهم ملتزمون بالاتفاق مع ايران ولا يعني لهم شيء الانسحاب الاميركي من الاتفاق مع ايران.
ما هو السؤال القادم؟
كل الناس تسأل حاليا والسؤال القادم ماذا سيحصل، هل تحصل حرباً، هل تذهب الادارة الاميركية المتطرفة من السقوط نحو فرض عقوبات على اوروبا والصين وروسيا، ما هي الخريطة السياسية الجديدة للعالم، هل تنفصل اوروبا عن اميركا، ام تبقى على علاقة تجارية. مع العلم ان سوق الدولار العالمي اقوى من اليورو، ولكن المنطقة في الشرق الاوسط وشرق آسيا هي بالون متفجر قد ينفجر بين لحظة واخرى، فلا اي شيء يمنع بدء اطلاق الصواريخ الايرانية ولا اي شيء يمنع بدء اميركا بالغارات الجوية الضخمة.
خريطة الليلة هي روسيا والصين ودول اوروبا الغربية مع ايران في الاتفاق النووي، من جهة اخرى، اميركا والسعودية و "اسرائيل" والامارات وجزء من لبنان صهيوني في الاساس، هو مع قرار الرئيس ترامب ضد ايران من اجل ارتياح اسرائيل. فما الذي سيحصل في الساعات المقبلة.
الجواب، سيحصل تصعيد عسكري جزئي ومحدود وليس شاملاً.
تذكير : المقال لا يعبّر بالضرورة عن رأي وكالة الانباء