تاريخ النشر2010 11 December ساعة 14:11
رقم : 33654

الإمام الحسين (ع) عند أهل السنة

بقلم: علي زائري
فاستشهاد الحسين (ع) عند أهل السنة مثال للتضحية والدفاع عن الحق والاستماتة من اجل احقاقه التزاما بالحقيقة ودفاعا عنها في وجه الجبروت والظلم والطغيان.
الملايين من عشاق الحسين
الملايين من عشاق الحسين

وكالة أنباء التقریب (تنا)

يتصور البعض أن الإمام الحسين (ع) هو إمام الشيعة وقدوة أبناء هذا المذهب فحسب، ولكننا عبر الكلام والاحاديث التي نقلها علماء السنة نجد أن هذا الإمام هو مصدر إلهام أهل السنة إذ يفتخرون به ويعظمون مصيبته. 

كما يظن البعض أن أهل السنة يحتفلون في يوم عاشوراء وهذا الكلام ليس من الصحة في شيء؛ إذ نجد إخواننا من أهل السنة والجماعة يرفضون اي احتفال في يوم العاشر من محرم الحرام ولا يرضون عن قتلة الحسين وهذا ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية فقال: 

"وأما من قتل الحسين عليه السلام، أو أعان على قتله، أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" (مجموع الفتاوى (4/487)) 

فتعتبر ذكرى مقتل الإمام الحسين (ع) من أعظم الذكريات في التاريخ الاسلامي ،  لكن هذه المناسبة يجب أن يذكرها الذاكرون ويسجلها المؤرخون بمداد الفخر والعزة بدون أي اعتبار للمذهب  ، فاستشهاد الحسين (ع) عند أهل السنة مثال للتضحية والدفاع عن الحق والاستماتة من اجل اصلاح الانحراف الذي حل بسنة النبي (ص) من قبل حكام بني امية وخاصة في عهد يزيد , التزاما بالعقيدة ودفاعا عنها في وجه الجبروت والظلم والطغيان. 

فيرى كثير من أهل السنة أن هذه الذكرى كانت يجب أن تكون موضوعا للندوات والمحاضرات بل وحتى لخطب الجمعة ، فشخصية الحسين (ع) تعبر عن قيم التضحية والفداء بالنفس وهي أعز ما يملك الانسان. 

فالحسين (ع) من الشخصيات الفذه في تاريخ الأمة شيعة وسنة وخير دليل على ذلك ما نقلته كتب أهل السنة من مناقب الحسين (ع) وهاهنا نكتفي بذكر بعض أحاديث رسول الله (ص) وأقواله في الحسين و أخيه الحسن (عليهما السلام): 

ـ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : طَرَقْتُ النَّبِيَّ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ فَخَرَجَ النَّبِيُّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِي قُلْتُ مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ قَالَ فَكَشَفَهُ فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى وَرِكَيْهِ فَقَالَ هَذَانِ ابْنَايَ وَابْنَا ابْنَتِيَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا .
- سنن الترمذي / كتاب المناقب / باب مناقب الحسن والحسين / ج4/ص4۹6/ح۳۷6۹ 

- ورواه النسائي باختلاف يسير : "هذان أبنائي وأبناء ابنتي اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما اللهم إنك
تعلم أني أحبهما فأحبهما" 
- السنن الكبرى للنسائي / كتاب الخصائص / ب : 45 / ج5 /ص ۱4۹ /ح ۸524 . 

- أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ أَيُّ أَهْلِ بَيْتِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَكَانَ يَقُولُ لِفَاطِمَةَ ادْعِي لِيَ ابْنَيَّ فَيَشُمُّهُمَا وَيَضُمُّهُمَا إِلَيْهِ
- سنن الترمذي / كتاب المناقب / باب مناقب الحسن والحسين / ج4/ص4۹۷/ح۳۷۷۲ 

عن فاطمة ، أن رسول الله أتاها يوما ، فقال : " أين ابناي ؟" فقالت : ذهب بهما علي ، فتوجه رسول الله فوجدهما يلعبان في مشربة وبين أيديهما فضل من تمر ، فقال: "يا علي ، ألا تقلب ابني قبل الحر "
- المستدرك على الصحيحين للحاكم /كتاب معرفة الصحابة / مناقب الحسن والحسين /ج۳/ص۳۷5/ح4۸۳5 

ـ عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله : "لكل بني أم عصبة ينتمون إليهم إلا ابني فاطمة ، فأنا وليهما وعصبتهما" . "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "
- المستدرك على الصحيحين للحاكم /كتاب معرفة الصحابة / مناقب الحسن والحسين /ج۳/ص۳۷4/ح4۸۳۱ 

- عن عاصم بن بهدلة ، قال : اجتمعوا عند الحجاج فذكر الحسين بن علي ، فقال الحجاج : لم يكن من ذرية النبي وعنده يحيى بن يعمر ، فقال له : "كذبت أيها الأمير" ، فقال : لتأتيني على ما قلت ببينة ومصداق من كتاب الله عز وجل أو لأقتلنك قتلا ، فقال: "ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى إلى قوله عز وجل وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس فأخبر الله أن عيسى من ذرية آدم بأمه والحسين بن علي من ذرية محمد بأمه " ، قال : صدقت ، فما حملك على تكذيبي في مجلس ، قال : "ما أخذ الله على الأنبياء ليبيننه للناس ولا يكتمونه ، قال الله : فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا " . قال : فنفاه إلى خراسان.
- المستدرك على الصحيحين للحاكم /كتاب معرفة الصحابة / مناقب الحسن والحسين /ج۳/ص۳۷4/ح4۸۳۳
- السنن الكبرى للبيهقي/ كتاب الوقف / باب الصدقة في الذرية ../ ج۹/ ص۱45/ ح ۱۲۱5۰ 

صحيح أن أهل السنة لايقيمون مجالس التأبين والعزاء بخلاف إخوانهم الشيعة ولكنهم يرون صيام هذا اليوم، وقد ثبت صيامه عندهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وثبت عند الشيعة أيضاً بمرويات الأئمة عليهم السلام، وهي روايات ثابتة معتمدة في الكتب الأربعة المعتمدة لدى الشيعة. 

فنرى الحسين (ع) هو إمام الشيعة والسنة ويُعدّ من مصادر الوحدة الإسلامية ويحظى الإمام باحترام وتقدير بالغ عند أهل السنة، كما يحترمه و يعظمه الشيعة، وما نسمعه هنا وهناك من أن الإمام الحسين هو إمام الشيعة فحسب أو أهل السنة لايحترمون آل البيت، ليس إلا محاولة من أعداء الأمة لإثارة الفتن والخلافات بين أبناء الأمة.
https://taghribnews.com/vdcc0eq1.2bq1p8aca2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز