تاريخ النشر2011 29 January ساعة 14:58
رقم : 38328

مصير الأنظمة العربية بات بيد شعوبها

بقلم: عبد الله المجالي
تونس ومصر تضعان الأنظمة العربية الحاكمة أمام مفترق طرق؛ إما التشبث بالحكم بكل الطرق الأمنية والعصا الغليظة، وإما إفساح الطريق أمام الشعب ليقول كلمته بكل حرية وشفافية.
مصير الأنظمة العربية بات بيد شعوبها

وكالة أنباء التقریب (تنا)

الدرس اليوم قادم من مصر، مصر أم الدنيا، والتغيير في مصر ستصيب ارتدادته الوطن العربي بأكمله.
حين قررت القيادة المصرية الانسحاب من الصراع العربي الصهيوني نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي، نتج عن ذلك خلخلة الوضع العربي وإرباكه حتى انسحبت كافة الدول العربية من الصراع العربي - الصهيوني.
تونس ومصر تضعان الأنظمة العربية الحاكمة أمام مفترق طرق؛ إما التشبث بالحكم بكل الطرق الأمنية والعصا الغليظة، وإما إفساح الطريق أمام الشعب ليقول كلمته بكل حرية وشفافية. 

الأنظمة العربية الحاكمة اليوم أمام سؤال يطرحه رجل الشارع: هل تعملون لصالح شعوبكم فعلا كما تعلنون؟ أم أنكم تعملون لمصالحكم الخاصة؟ ويضيف رجل الشارع: إذا كنتم تعملون لصالح بلدانكم وشعوبكم، فلماذا تقمعون شعوبكم إذا أرادت التغيير، ولماذا تزورون إرادة شعوبكم؟ ويزيد رجل الشارع: إذا كنتم تعملون لمصلحة شعوبكم، فلماذا نرى فئة صغيرة قريبة منكم تستأثر بكل شيء (السلطة والمال)، فيما تقبع غالبية الشعب تحت خط الفقر إلا من يرتضي لنفسه اللهاث على موائد تلك الفئة القريبة منكم. 

الأنظمة العربية الحاكمة اليوم أمام خيارات؛ إما أن تستجيب لنبض الشارع؛ أن تعطي الشعب حريته الكاملة في اختيار من يمثله دون وصاية أبوية أو أمنية أو مالية ضمن توافق وحوار مع قوى المجتمع المدني والشخصيات الوطنية المعتبرة وممثلي الشعب الحقيقيين، وهي قوى ثبت أنها خير من يمثل الشعب. وإما أن تصر الأنظمة على تجاهل نبض الشعب وتجاهل ممثليه الحقيقيين، والإصرار على نمط الحكم القديم، وعندها سيكون على النظام تحمل الغضبة الشعبية التي لن تبقي ولا تذر. 

إذا كانت الأنظمة العربية وضعت رؤوسها في الرمال بعد الذي حدث في تونس، وخرج منظرو تلك الأنظمة ليشرحوا لنا الفروقات بين بلدهم وتونس، ليطمئنوا أنفسهم بأن رياح تونس لن تهب، فإن ما يحدث في مصر لا يمكن أن يبقى داخل حدود مصر، فمصر قائدة الدول العربية، والتغيير إن أصاب مصر فستهب رياحه حتما على كل الدول العربية.
بقي أن نقول إن أسوأ قرار يمكن أن تتخذه الأنظمة العربية الحاكمة هو لجوؤها الى الولايات المتحدة لإطالة فترة صلاحياتها، فهذه ستكون وصفة كارثية للأنظمة الحاكمة، فمصير الأنظمة العربية بات في يد شعوبها، وليس بيد غيرهم.

https://taghribnews.com/vdcfcmdm.w6dc0aikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز