بعد جرائم القذافي المستمرة دون هوادة، يلتحق حاكم اليمن به قاتلاً جديداً، بعد أن أمر أعوانه يوم أمس بإطلاق النار والغازات السامة على المتظاهرين في صنعاء وغيرها موقعاً في صفوفهم مئات القتلى والجرحى.
ليسوا مجرد لصوص حكم ومغتصبي شرعية، ولم يعد وصفهم بالدكتاتورية كافياً، إذ تجاوزوه إلى درجة قتلة ومجرمي حرب وإبادة ضد شعوبهم.
القذافي في ليبيا وعلي عبدالله صالح في اليمن يخوضان حرباً ضد المواطنين، موقعين القتلى والجرحى باستخدام شتى أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً، وهما الآن يريدان حكم الشعب بالحديد والنار، كأن حقهما بالأمر أبدي ومسند، وأنهما مخلدان، يورثان الحكم جيلاً بعد جيل.
مجرمان قاتلان يحتلان المشهد الدولي، وتتناقل أخبارهما كل شعوب الأرض، وهما بلا خجل ولا وجل يمارسان قتل المواطنين في بث مباشر، ويعتقدان أن يد العدالة لن تطالهما، وهما أقرب إليها الآن، ولن يطول أمرهما، إذ لن يذهب دم الشعوب هدراً بأي حال من الأحوال.
بعد جرائم القذافي المستمرة دون هوادة، يلتحق حاكم اليمن به قاتلاً جديداً، بعد أن أمر أعوانه يوم أمس بإطلاق النار والغازات السامة على المتظاهرين في صنعاء وغيرها موقعاً في صفوفهم مئات القتلى والجرحى.
ولم يعد مفهوماً كيف يفكر هذا وذاك، ومن الذي يعطيهما حق القتل علناً بالشوارع والساحات، وهما اللذان لم يجلبا لليمن وليبيا سوى الفقر والتخلف والتردي بالمستويات كافة. ويستحقان عن سنوات حكمهما الطويلة المحاسبة والعقاب، بعد أن عاثا فساداً بالبلاد والعباد، وبددا ثروات الشعب، وأهدرا دماء الناس مراراً وتكراراً. حاكم يقلد حاكما في القتل والتجبر، ويكفي العلم أن حاكم اليمن أرسل موفداً لزميله الليبي، وجلي أن أحدهما يدعم ويسند الآخر في استخدام السلاح وقتل الشعب ليستمرا، وكأنهما أصحاب حق بدلالة التشابه بما يجري بالبلدين.
هكذا يفكران، وبات القتل في قواميسهم حقا من حقوقهم، غير أن ساعة الخلاص منهما عندما تدنو سيعلمان أنهما مجرد قاتلين ولن ينفعهما ندم ولا طلب مغفرة. القذافي وصل إلى أبعد مدى بالقتل والتشريد والتدمير في ليبيا، إذ نزحت العائلات من المدن هرباً من القتل، وهي الآن خاوية أمام قصف الطائرات والدبابات والبوارج، وإذا ما قدر للقذافي أن يسحق معارضيه من أبناء الشعب، أي حكم سيستمر به بعد ذلك، وأي مشروعية ستحميه من الدم الذي يلف عنقه. ومثله حاكم اليمن الذي يسير على ذات خطى القذافي اعتباراً من يوم أمس.
لقد مرت شعوب عديدة بذات المحن من حكامهم، وهؤلاء جميعاً ينامون في مزابل التاريخ دون أسف عليهم. لقد تحررت أوروبا من حكام مثل اليمني والليبي، وانهيار الاتحاد السوفياتي والحكم في دول أوروبا الشرقية ليس بعيداً عن الذاكرة. لقد سقط قتلة كثيرون، ومكانهم الآن شعوب حرة، وهذا مصير حتمي للعرب في اليمن وليبيا وغيرهما أيضاً، طال الزمن أم قصر من أجل ذلك.