اذا كان الخلاف واضحا بين المخابرات الامريكية التي لا تخفي ميولها لنظام العقيد وبين وزارة الخارجية التي تميل الى التوافق مع حلفائها الاوروبيين الا ان المرجح هو صياغة تسوية بين المخابرات والخارجية تقوم المخابرات خلالها باللعب على الوقت
اذا كانت فرنسا قد حسمت امرها مع الشعب الليبي وثورته واعترفت بالمجلس الانتقالي في بنغازي ممثلا وحيدا وشرعيا, فليس ذلك امتدادا لتقاليد الثورة البرجوازية الفرنسية وشعاراتها حول الديمقراطية وحقوق الانسان, بل في اطار الصراع مع الامريكان على القارة الافريقية. اما الموقف الامريكي من الثورة الليبية فيمكن تلخيصه في المعطيات التالية:- ۱- موقف الخارجية والادارة الامريكية الذي يسعى لتكرار سياسة الاحتواء المزدوج من اجل استنزاف الثورة الشعبية ونظام الطاغية المعتوه, مقدمة لتكرار النموذج العراقي (الغزو ونهب النفط). ۲- موقف المخابرات الامريكية الذي يدعم الطاغية والذي رتب اموره مع المخابرات الامريكية منذ عشرين عاما على الاقل وذلك في اطار استعداداته لتوريث ابنه, سيف الاسلام المعروف بعلاقاته القوية مع هذه المخابرات وباقامته قنوات سرية مع العدو الصهيوني... وليس بلا معنى تصريح مجنون ليبيا الاخير بان تهديد نظامه تهديد لامن المنطقة واسرائيل وذلك بصرف النظر عما يقال حول الاصل اليهودي لوالدة القذافي حيث كانت تعيش عائلات يهودية كثيرا في سرت, مسقط رأس العقيد..
ايضا, اذا كان الخلاف واضحا بين المخابرات الامريكية التي لا تخفي ميولها لنظام العقيد وبين وزارة الخارجية التي تميل الى التوافق مع حلفائها الاوروبيين الا ان المرجح هو صياغة تسوية بين المخابرات والخارجية تقوم المخابرات خلالها باللعب على الوقت لعل العقيد يعيد السيطرة على الثورة, فيما تواصل ادارة اوباما وكلينتون سياسة مسك العصا من الوسط بانتظار استنزاف الطرفين.. وفي الحالتين, فان القاسم المشترك بينهما هو الصراع مع فرنسا على افريقيا ونفط ليبيا, وليس مستبعدا في ضوء الدخول الفرنسي السريع على الازمة الليبية, ان يأخذ الصراع المذكور اشكالا غير مسبوقة وغير متوقعة رغم مما يبدو من توافقات (شكلية) حول قضايا ثانوية..