کتب الباحث "غسان یوسف" مقال فی صحیفة "البعث" السوریة قائلا ان
الشعب فی فلسطين ولبنان یرید انهاء الانقسام الداخلی.
شارک :
و اضاف، ثمة تظاهرتان، في إطار الحراك الجماهيري الذي عاشته بعض البلدان العربية، لفتتا الرأي العام العربي والعالمي بطريقة مختلفة عن المظاهرات التي يشهدها الوطن العربي، الأولى التي انطلقت في كل من الضفة وغزة وطالبت بإنهاء الانقسام على الساحة الفلسطينية الذي أضعف الموقف الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني. والثانية التي انطلقت في لبنان وطالبت بإنهاء نظام المحاصصة الطائفية، الذي أرهق البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. اللافت في تظاهرات فلسطين أن جميع الشبان الفلسطينيين التفوا حول العلم الفلسطيني في إشارة واضحة للمطالبة بوحدة الشعب الفلسطيني رافعين شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام»، فالمصير الواحد للشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو القطاع هو الذي دفع الشباب الفلسطيني إلى التظاهر والاعتصام في ميادين الضفة الغربية وقطاع غزة للمطالبة بالوحدة، وجعل المصلحة الوطنية هي المصلحة العليا, فالتطورات أثبتت أن إسرائيل لا تفرق في عدوانها بين فلسطيني من الضفة أو فلسطيني من غزة ولا فرق عندها بين من ينتمي لفتح أو لحماس أو لأية حركة أخرى، فالهدف عندها هو الفلسطيني الذي يشكل بالنسبة لها قنبلة بشرية. العارفون بالشأن الفلسطيني يقولون إن من خرجوا في هذه المظاهرات هم من المواطنين الذين يدركون تداعيات الانقسام على القضية الفلسطينية، فلا عجب أن تضم هذه المظاهرات كل الفئات الفلسطينية من علماء ورجال أعمال وأكاديميين وفئات شبابية وطلابية. الأمر الملفت أيضا والذي يستحق التفكير والتدبير هو شعار «الشعب والأسرى يريدون إنهاء الانقسام»، فالمعروف أن الانقسام أثر سلباً على الأسرى وقضيتهم سواء في المفاوضات مع العدو أو في المحافل الدولية. ومن هنا يمكن القول إن الشعب الفلسطيني الذي نزل إلى الشوارع يحتاج لقيادة موحدة تقدر معنى هذا المطلب لأن إسرائيل لا ترغب بالسلام ولا تريده ولم تعترف ولن تعترف بحقوقه المشروعة وقضاياه العادلة. إذن المطلوب التسريع بالمصالحة والعودة إلى الوحدة القادرة على إنقاذ فلسطين من مؤامرات التهويد والاستيطان والتوافق على برنامج وطني موحد يجمع أطياف الشعب الفلسطيني ويستند إلى المقاومة بوصفها الطريق الأقصر لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني المتمثلة بالعودة وإنهاء الاحتلال. المظاهرة الأخرى كانت في لبنان حيث انطلق آلاف الشبان في لبنان يهتفون "الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي" فجميع المناصب في لبنان تمنح حسب الانتماء الطائفي كما أن هذا النظام هو الذي يحكم الانتخابات اللبنانية، ماجعل الانتماء الطائفي في لبنان يعلو حتى على الوطنية لذلك، فإن احتجاج الشعب في لبنان كان موجها بالتحديد ضد نظام يتحكم في جميع مؤسسات الدولة اللبنانية وسياستها ! ليست هذه أول مبادرة في هذا السياق، لكن حضور المتظاهرين كان أهم بكثير هذه المرة. لأن الكل صار مقتنعا بأن هذا النظام لم يعد صالحاً لما جره من ويلات على لبنان وشعبه. تنا – مکتب سوریا