الكاتب الأميركي في مقالة نُشرت على موقع "National Interest"
ضريبة الدعم الأمريكي لابن سلمان في اليمن: أضرار بالجملة
تنا
تناول الكاتب الأميركي ويل سميث في مقالة نُشرت على موقع "National Interest" التقارير التي أفادت أن قوات أنصار الله اعتقلوا موظفين يمنيين في السفارة الأميركية في صنعاء، معتبرًا أن هذا التطور يُذّكر من جديد بأثمان "العلاقة الخاصة" بين الولايات المتحدة والسعودية.
شارک :
وبحسب الكاتب، لم تنفّذ أنصار الله هذا الهجوم لأنها جماعة إرهابية على غرار تنظيم "داعش" بل لأنها تخوض نزاعًا ضد السعودية التي تتلقى بدورها دعمًا مكثفًا من الولايات المتحدة ولأنها "تحاول تتويج انتصارها"، على حد قوله.
وتابع الكاتب أن الدعم الأميركي للحرب على اليمن يعكس تنامي المخاطر الناتج عن الدعم المطلق للسعودية في عهد ولي العهد محمد بن سلمان، واصفًا الحرب على اليمن بغير المنتجة والمضرة بالمصالح الأميركية.
وأشار الى أن التطور الأخير المتعلق بالسفارة الأميركية يؤكد ضرورة أن يلتزم الرئيس الأميركي جو بايدن بتعهداته الانتخابية وأن يغير في السياسة الأميركية المتبعة حيال الرياض.
واعتبر الكاتب أن "العلاقة الخاصة" مع النظام السعودي لم تعد معادلة منطقية خلافًا لما كان الوضع عليه خلال حقبة الحرب الباردة، حيث كانت واشنطن تعتمد بشكل كبير على النفط السعودي.
سميث لفت الى أن بايدن من جهته لم يغير كثيرًا في العلاقة مع الرياض رغم تعهداته في هذا السياق، معتبرًا أن نهج بايدن حيال السعودية لا يختلف كثيرًا عن النهج الذي تبناه سلفه دونالد ترامب.
كما أشار الكاتب إلى أن "الهجوم" على مجمع السفارة الأميركية جاء مباشرة بعد موافقة وزارة الخارجية الأميركية على صفقة بيع سلاح للسعودية بقيمة ٦٥٠ مليون دولار، متحدّثًا عن أن إدارة بايدن واصلت تقديم خدمات الصيانة للطائرات الحربية السعودية ودعم المساعي السعودية للاستفادة من الحصار كورقة تفاوض.
كذلك حذّر الكاتب من أن تقديم الدعم المطلق للسعودية بينما تتبنى الأخيرة سلوكًا مزعزعًا للاستقرار أكثر فأكثر سيقوض المصالح الأميركية بشكل ملموس، وأضاف أن السياسة الخارجية السعودية أصبحت تضر بالمصالح الأميركية.
وتابع الكاتب أن الولايات المتحدة زودت السعودية بالسلاح والمساعدات اللوجستية وكذلك الدعم الاستخباراتي والدبلوماسي منذ بدء الحرب على اليمن عام ٢٠١٥. كما أشار إلى أن "العناصر المتطرفة" استفادت من الفوضى الناتجة عن الحرب ومن الدعم السعودي للجماعات التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن. وقال إن التداعيات الإنسانية للحرب أدت إلى زعزعة استقرار اليمن وساهمت في إيجاد مناخات تؤجج "الراديكالية" و"التطرف المعادي لأميركا".
ووفق الكاتب، على الولايات المتحدة أن تدفع باتجاه حل تفاوضي للحرب والذي يحسن الوضع الإنساني ويساهم في ترسيخ الاستقرار على الأمد الطويل، بدلًا من مساعدة السعودية على الانتصار في حرب "خاسرة" ولا علاقة لها بأمن الولايات المتحدة.
ودعا في هذا السياق إدارة بايدن إلى وقف الدعم بشكل فوري للقوات الجوية السعودية وتعليق كل مبيعات السلاح للرياض والتلويح بسحب المزيد من القوات من المنطقة من أجل الضغط على السعوديين كي ينهوا الحرب على اليمن.
وأكد الكاتب في الوقت نفسه أن الحرب على اليمن ملف يأتي في سياق أوسع من السياسات السعودية التي قوضت المصالح الأميركية، منبّهًا من إلحاق المزيد من الاضرار بالمصالح الأميركية في حال عدم تبني بايدن مقاربة تعكس تغير الأولويات الأميركية.
وبناء عليه، شدد الكاتب على ضرورة أن تنهي الولايات المتحدة "معاملتها الخاصة" مع السعوديين، وأن توجه رسالة واضحة مفادها أن القوات الأميركية ليست ملزمة بدعم سياسة ابن سلمان الخارجية "المتهورة".