إن قضية الأخوة والتضامن بين الأمة المسلمة قد كانت دوماً ضمن أهم تعاليم القرآن الکریم، وقد اكتسبت أهمية مضاعفة لاسیما في العصر الحديث.
شارک :
إن تحقيق الوحدة بين أبناء الأمة الاسلامية في جميع أنحاء العالم هو أحد التطلعات الأصيلة للاسلام، كما أن التماسك الإسلامي یعدّ من المبادئ الإستراتيجية التي أكدها القرآن الكريم والسيرة النبوية والأئمة المعصومون(عليهم السلام).
قد أدرك الانسان على مرّ القرون والعصور أهمية الحياة الاجتماعية، ونشأت الأمم مع التقارب والوحدة، ومع ذلك، فقد كانت دائمًا أمة منتصرة في ساحات القتال تتمتع بالوحدة واحترام الذات.
من أجل تكوين الأمة الإسلامية، حاول النبي محمد (ص) إعادة بناء رؤية الناس وموقفهم على أساس التعاليم القرآنية، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تطرق النبي(ص) إلى مفاهيم وباستخدام مفردات موجودة قدّم تدريجياً مفاهيم جديدة للناس.
ومن المصطلحات التي تدلّ على تعاطف وتقارب وتشاور الأمة الإسلامية هي مصطلح "الأنصار".
إن القرآن الكريم يعتبر "بناء الأمة" أحد أهداف النبي(ص) كما قد اعتبر الأمة الإسلامية في العهد النبوي خير أمة ومجتمع نشأ حتى ذلك الوقت.
ومن الخصائص التي يصفها القرآن للأمة المثالية هي مراقبة أعمال بعضهم البعض، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعاون على البرّ والتقوى كما قال الله سبحانه وتعالى في الآية الثانية من سورة المائدة المباركة "تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى".
كما جاء في الآية الـ103 من سورة "آل عمران" المباركة "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".
إن للوحدة مكانةٌ خاصةً في التعاليم القرآنية حيث تم ذكرها على أنها نعمة خاصة، كما يطلب الله سبحانه وتعالى من المسلمين أن يحاولوا للحفاظ على وحدتهم، وذلك من خلال ذكر الأيام المرة للفرقة والانقسام.