مفتي بولاية راجستان الهندية : الألفة والوحدة تلعبان دورا هاما في رقي الأمم وإزدهارها
تنـا - خاص
يرى "المفتي الشیخ عبدالکریم ندوي" رئیس دارالعلوم الاسلامية بمنطقة جودبور التابعة لولاية راجستان الهندية، أن "الألفة والوحدة تلعبان دورا هاما في رقي الأمم وإزدهارها، والفرقة والخلاف أيضا يلعبان دورا رئيسيا في إنحطاط الأمم".
شارک :
وقال المفتي ندوي، في كلمته خلال المؤتمر الافتراضي الدولي للوحدة الاسلامية بنسخته الـ 37، "نحن كنا قبل البعثة النبوية وقبل مجيء سيد المرسلين وخاتم النبيين (ص)، متفرقين وكنا أعداء بعضنا البعض فجاءنا الله بالإسلام ومنّ علينا ببعثة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وأهل بيته أجمعين، فاتفقنا بعد اختلاف ووقع في قلوبنا الحب بعد البغض والنفور"؛ مستدلا بقول الله تبارك وتعالى : [وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًاي، وقال عز وجل في موضع اخر، [وَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِهِم لَو أَنفَقتَ ما فِي الأَرضِ جَميعًا ما أَلَّفتَ بَينَ قُلوبِهِم وَلٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَينَهُم]، والنبي (ص) قال في السياق ذاته : [الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ بِمَنْزِلَةِ اَلْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً].
واضاف : نحن المسلمون اليوم، بحاجة الى هذه الألفة وهذه الوحدة، واعتبر ان العالم الاسلامي يعاني في الوقت الراهن من نزاعات مستديمة بين ابناء الامة الواحدة؛ قائلا :بسبب ذلك فإن العالم لايقيم لنا أي وزن، تُراق دماؤنا وتُهان حرماتنا ومقدساتنا ونحن لا نستطيع أن نفعل شيئا والسبب الرئيسي الأساسي في ذلك يعود الى اختلافنا ونزاعنا وعدم تعاوننا في الأمور.
وتابع هذا العالم الهندي : اذا، لابد لنا أن نكون متحدين على مستوى العالم وأن نكون في صف واحد، وإن الاعداء منذ صدر الإسلام وحتى يومنا الحاضر لا يزالون يبذلون قصارى جهودهم لبث بذور الخلاف والفرقة فيما بين المسلمين.
ومضى الى، ان "هناك دعوى الجاهلية فيما بيننا اليوم، ومن دعا بدعوى الجاهلية ليس من الإسلام في شيء، فقال النبي (ص) : [لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ]"؛ مؤكدا بالقول، "إننا في الآونة الأخيرة وفي الأوضاع الراهنة بأمس الحاجة إلى الاتحاد وإلى الألفة والمحبة وإلى التعاون في أمورنا، نحن المسلمون على مستوى العالم، نحتاج إلى أمور يجب علينا أن نضعها نصب أعيننا وأن نتخدها أهدافا لنا".
وفي معرض التنويه الى الضرورات التي يتعين على المسلمين اتباعها لتجاوز الازمات التي يعانون منها اليوم، اكد على التالي :
"أولا، يجب علينا أن نتجنب التعصبات الحزبية والمذهبية، والثاني أن نحسن الظن بالآخرين، والثالث أن نتخذ السهولة واليسرى في المسائل الخلافية، والرابع إن احتجنا إلى البحث والمجادلة والنقاش أن نقوم بالتي هي أحسن كما قال الله سبحانه وتعالى، [وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن]، والخامس ألا نكفر من إتخذ بيت الله قبلته وقال لا إله إلا الله، والسادس ألا نبدي خلافاتنا المذهبية أمام غير المسلمين وأن نحلها كأمر داخلي في بيوتنا كما أننا عندما توجد مشكلة في بيتنا نحلها في البيت ولا نبديها أمام الآخرين، والسابع أن نأخذ بالاعتدال وأن نجتنب التطرف في الأمور، والثامن أن نقدم ونفضل فائدة الأمة على فائدة الحزب والبلاد والمذهب، والتاسع أن نتعاون في المسائل المتفق عليها".
واوضح الشيخ ندوي : هناك نقاط اشتراك نحن المسلمون نتفق عليها، ومن ابرز هذه المشتركات، اشار الى كلمة "لا إله إلا الله"، وقبلة المسلمين الواحدة في مكة المكرمة، والقرآن الكريم.
واستطرد : هناك نقاط مشتركة فيما بيننا، التي لا توجد عند الأمم والأقوام الأخرى، وعليه فيجب علينا أن نتمسك بها وننبذ الخلاف جانبا وأن نتعاون فيما بيننا تجاه قضايا العالم الاسلامي.
وختم المفتي الشیخ عبدالکریم ندوي بهذه الكلمات : اذا اردنا نحن المسلمون أن نكون غالبين وأن ننتصر على مستوى العالم، فلابد لنا أن نتخذ هذه الأمور ونضعها نصب أعيننا؛ يقول الله تبارك وتعالى : [لا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ" ويقول: "وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم].