باحثة اسلامية ايرانية : المراة الصابرة شريكة الرجل في انتصار الثورة الاسلامية والمقاومة الفلسطينية
تنـا - خاص
اكدت الباحثة الاسلامية والجامعية والناشطة الثقافية في ايران "الدكتورة زهراء سلامي" على، أن "المرأة الصابرة والمتفانية والصامدة، هي شريكة الرجل في انتصار الثورة الإسلامية والمقاومة في فلسطين، وسائر بلاد المقاومه".
شارک :
جاء ذلك في كلمة الدكتورة سلامي خلال مؤتمر طوفان الاقصى الـ 18 والذي نظمه المجمع العالمي للتقريب الاربعاء 7 شباط / فبراير 2024م، حول "دور النساء في تعزيز المقاومة الاسلامية والفلسطينية"، و"مقارنة بين طوفان الاقصى في فلسطين والثورة الاسلامية في ايران".
وجاء في مقال هذه الباحثة الاسلامية الايرانية، أن "المراة ترافق الرجل جنباً إلى جنب في محاربة الظلم وكسر هيمنة الاستبداد والاستكبار، ولولا هذه التضحية فلن يتمكن الرجل من ان یجاهد فی سبیل الله و یَنصر الاسلام".
فيما يلي نص هذا المقال :
اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
و الحمدلله رب العالمین
و الصلوة و السلام علی سیدنا و نبینا ابی القاسم المصطفی محمد و علی آل بیته الطیبین الطاهرین
موضوع البحث هو المقارنة بین طوفان الاقصی في فلسطین و انتصار الثورة الاسلامیة في ایران.
بدایة أودّ ان أشیر الی آیة کریمة
قال الله تعالی في محکم کتابة: أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز
لا شك أن التشابه الأول والأهم بين هاتين الحركتين العظیمتین ، إحداهما تفجير النور والأخرى طوفان الأقصى، هو أن كِلیهما، لهدف إلهي وإسلامي وعلى أساس الإيمان بالله و الاعتقاد به و بناء علی محاربة ظلمِ الطغاه و الظالمين ؛ و لذلک فمن الموکد ان کلا الحرکتین نموذجان لهذه العباره القرآنیه [ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ].
إذا كان الشعب الثائر في إيران الإسلامية یردد شعارات إسلامية ، خلال أيام النضال ضد الطغيان وحكومة شاهنشاهی الظالمه ، بهدف إلهي و بالقیام بالمظاهرات المتتالية من شارع الی شارع و من مدينة إلى مدينة وصرخه الله اکبرعلى سطح البیوت ، كسروا قصر الطاغوت، فالیوم و بعد سنوات، يمكن سَماع صوت "الله أكبر" للشعب الفلسطینی المظلوم من أرض مقدسة ، على الرَغم من كونه في أصعب الظروف والمشاكل، دون الماء والطعام و الدواء والكهرباء ومقوِّمات الحياة الأساسية ، نعم ! يهتفون شعار الله أكبرعند حمل جثامين شهدائهم أو الی جانب الرکام و الانقاض و بیوتهم المدمره . لقد أثبت أهالی غزه أنه حتى في أصعب لحظات الحياة، ينبغي للمرء أن يقول حسبنا الله ونعم الوكيل!
نعم ، ان سببَ انتصارِ الأمة الفلسطينية وفخرِها اليوم، وجعلَ النظام الصهيوني أكثرَ يأسا وغضبا، هو قوة الإيمان والاعتماد على الله.
وإذا ألقينا نظرة على إنجازات الثورة الإسلامية في مجال القرآن الكريم نجد أن الثورة الإسلامية في إيران أخرجت القرآن من الهوامش والماتم و مجالس العزاء إلى ساحة الحياة، ومن المجال الفردي إلى المجال الاجتماعي.
إن تقدم الجمهورية الإسلامية بعد الثورة الإسلامية يقع في ظل الاهتمام بالمفاهيم والتعاليم القرآنية.
ان الثورة الإسلامية جعلت القرآن الكريم، الكتاب الأكثر انتشارا و اصدارا في العالم.
و اما بعد طوفان الاقصی، فنحن نشهد اهتماما واسع النطاق من قبل غير المسلمين في ارجاءالعالم، بل و میلهم نحو الاسلام. بقراءة القرآن الكريم وفهم مفاهيمه.
لأنهم عندما يرون الفلسطينيين یلتزمون بالاسلام و القرآن في تلک الظروف الصعبه ، ويجدون معهم الإسلام الحقيقي ولاعند الدواعش المتوحشین، فإن السؤال الذي يطرح نفسه في أذهانهم جميعا أنه ما هو هذا الکتاب الذی يعطي الهداية والرحمة والسلام للانسان.
طیب .. ننتقل الی الثوره الاسلامیه الایرانیه من جدید ، لقد كانت الثورة الإسلامية في إيران معلنا و مبشراً بخطاب جديد ومختلف، يمكن رؤية آثاره بوضوح حتى بعد مرور خمسة وأربعين عاماً على انتصارها، على المستويات المحلية والإقليمية وحتى العالمية. إن الحجم الكبير من الآثار و الدراسات والمصادر التي ظهرت حول الثورة الإسلامية من قبل الباحثينَ الأجانب والمحليين يدل على أهمية وعظمة وآثار هذه الثورة العظيمة.
تعتبر شعارات الثورة الإسلامية من أهم المصادر التي يمكن من خلالها استخلاص هویة الثورة الإسلامية وأسبابِها. وتُظهر الدراسات و الاستطلاعات أن أكثر من خمسين بالمئة من الشعارات كانت مرتبطة بأهداف وقيم الثورة الإسلامية والقيم الثقافية، وأربعون بالمئة كانت مرتبطة بأهداف وقيم سياسية.
اما النقطه الاخری فی المقارنه، هی انها المراه المسلمه المقاومه تلعب دورا مفتاحیا فی کلا الحراکین.
إن المرأة الصابرة والمتفانية والصامدة شريكة الرجل في انتصار الثورة الإسلامية والمقاومة في فلسطين و سائر بلاد المقاومه، لأنها ترافق الرجل جنباً إلى جنب في محاربة الظلم وكسر هيمنة الاستبداد والاستكبار، ولولا هذه التضحية فلن يتمكن الرجل من ان یجاهد فی سبیل الله و یَنصر الاسلام.
ومن واجبات المرأة المسلمه المقاومة أن تربی جيلاً صالحاً شجاعاً يدافع عن الإسلام؛ قال المؤسس الکبیر للثورة الاسلامیه، الامام الخميني (قدس سره الشریف) قبل ثلاثه عشر عاما من انتصار الثورة، بأن جنودي في المهد وتحقق هذا القول و التنبوء، ونشأ هؤلاء الأطفال تحت إشراف أمهاتهم، فاصبحوا جنود الامام الخمینی (رضوان الله علیه).
واليوم طفل فلسطيني صغير، ولكن بالصمود والشجاعة المثالية، يُعتبر استمراراً لمقاتلي جبهة المقاومة الفلسطينية.
اما النقطه الاخری فی المقارنه، هی أنها أظهرت فكر الثورة الإسلامية والدماء الطاهرة لشهداء الثورة الإسلامية بأنها لن تقوم بالمساومة مع القمع الشاهنشاهی و لن تتصالح مع النظام الطاغوتی الفاسد و داعمیه یعنی امیرکا و البلاد الغربیه الاخری.
فیمکن القول بان طوفان الاقصی اثبت ایضا انه لن یساوم و لن یتصالح مع الکیان الصهیونی الغاصب الظالم.
وبالطبع شهدنا أن عملية التسوية والتفكير في التسوية مع العدو لم تنجح. إن الجلوس حول طاولة المفاوضات والموافقة على اتفاقيات مثل كامب ديفيد وشرم الشيخ وأوسلو لن يُحقق شيئاً. لأن العدو لا يلتزم بالاتفاق ويخرق الاتفاق.
ونعود إلى حديثنا عن الثورة الإسلامية
حدث تاريخي قلب الموازين الاستراتيجية اقليمياً ودولياً فارضا واقعاً سياسياً مغايراً، بعيداً عن تلك الاصطفافات التي كانت موجودة في تلك الفترة.
تمکنت الثورة الاسلامیه فی ایران بعد مرور خمس و أربعين عاما على انتصارها، من مواصلة طریقها بعزيمة وثبات رَغم العِداءِ الشامل و المؤامرات العديدة التي تعرضت لها منذ الأيام الأولى لإنتصارها حتى اليوم و تحقيق انجازات ثقافیه و اجتماعیه و سیاسیه و اقتصادیه و عسکریه و علمیه و صناعیه عظيمة من خلال ثبات شعبها و دعمه لنظام الجمهورية الإسلامية في ايران.
فلابد أن أشير الى اهم الانجازات التي حققتها الثورةُ الاسلامية فی ایران علی المستویین المحلي و الدولي :
اولا انهاء التبعیة و نيل الإستقلال: لقد كانت دولة ايران في زمان النظام الطاغوتى المشؤوم ، كيانا ذليلا فاسدا غارقا في مستنقع التبعية ، لقد ولد النظام الطاغوتي تابعا منذ الأساس.
ثانيا سيادةُ الشعب و ترسّخ مفهوم السیادة الشعبية الدينية: مع إندلاع الثورة، تشكل في إيران، نموذجُ السیادة الشعبية الدينية، و صار الشعب صاحب البلاد بكل ما للكلمة من معنى.
ثالثا استعادة الشعوب المسلمة هويتها: عندما جاءت الثورة ، شعر الجميع بأنهم اكتسبوا هوية و شخصية و أصالة. و هذا ما أدى إلى ظهور علامات من صحوة المسلمين في شرق العالم الإسلامي و غربِه. انبعث الحیاة في الشعب الفلسطيني بعد عشرات الأعوام من الإخفاق و نجد هذا الإنبعاث في طوفان الأقصى بشكل واضح.
لقد استعاد الشباب في البلدان العربية معنوياتهم بعد ان كان قد اعتراهم اليأس و الخيبة إثر هزيمة حكوماتهم في ثلاثة حروب مع الكيان الصهيوني.
و اليوم و بعد طوفان الاقصی نرى شباب العالم العربي یدافعون عن غزة و فلسطين و یشارکون فی المظاهرات لدعمهم حتى رَغم صمت حكوماتهم.
رابعا تصدیر شعارات الثوره و الهام المطالبین بالحق فی ارجاء العالم.
حینما انتصرت ثورتنا ، کانت العالم العربی و العالم الاسلامی یشهدان حاله صمت و یاس و رکود شامله ، الشعب الفلسطینی قد جاء بعد طوفان الاقصی الی وسط المیدان بکل کیانه و بکل ما لدیه من قوه و قد ثبت و صمد مره اخری رغم ممارسه الاعداء ضغوطا هائله علیه . هذا ما کانت لا تتوقعه اسرائیل و هذا لیس هزیمه لاسرائیل فقط ، انه هزیمه لامریکا ایضا.
خامسا قدره الثبات امام جبابره و عُتاه العالم:
ان ارتفاع شعارات الموت لامریکا الیوم فی العدید من البلدان، نابع من حرکه الشعب الایرانی. لم یکن هذا الامر موجودا سابقا . منشا هذا الامر هو الحراک العظیم الذی اطلقه الشعب الایرانی.
اود ان اشیر هنا الی المظاهرات ضد الصهیونیه، ولا بد من الإشارة إلى أننا نشهد بعد طوفان الأقصى انتفاضة ضخمة من قبل شعوب العالم المحبین للحرية التي لا یتسامحون مع الظلم في كل أنحاء العالم. فخرجوا مسيرات إلى الشوارع تأييدا لشعب غزة، ورفعوا شعارات مناهضة للصهيونية.
إنهم یطالبون بتحریر فلسطين ، وبالتأكيد فإن موجة الدعمِ هذه لفلسطين وغزة المظلومة وایقاظ الضمائر الانسانیه بین شعوب العالم، من إنجازات طوفان الأقصى.
و اخیرا اسال الله عزوجل ان ینصر الاسلام و اخوانَنا المجاهدین فی فلسطین الحبیبه.
و السلام علیکم و رحمه الله و برکاته.