تاريخ النشر2024 9 June ساعة 19:34
رقم : 638572

باحث اسلامي لبناني : الامام الخميني اعتبر ثورته لحماية المستضعفين ومواجهة الاستكبار

تنـا - خاص
اكد الباحث الاسلامي اللبناني "الشيخ فؤاد خريس"، بان "الامام الخميني (رض) اعتبر ثورته لحماية المستضعفين ومواجهة الاستكبار العالمي واول ما عمل به في هذا السياق، هو ان يكون هناك اسبوعا الوحدة الاسلامية، في الفترة من 12 الى 17 ربيع الاول لكل عام".
باحث اسلامي لبناني : الامام الخميني اعتبر ثورته لحماية المستضعفين ومواجهة الاستكبار
الشيخ خريس قال ذلك في كلمته خلال ندوة "خطاب الوحدة في منظومة افكار الامام الخميني (رض)" التي اقيمت صباح اليوم الاحد برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، بمشاركة جمع من الباحثين والشخصيات الاسلامية من مختلف البلدان.
وفيما يلي نص هذا المقال : 
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا نبينا و طبيب نفوسنا و شفيع ذنوبنا ابو القاسم محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين و اصحابه المنتجبين و على جميع انبياء و المرسلين.
نحن نتحدث عن شخصية  عظيمة  كشخصية الامام الخميني (رضوان عليه)، هذه الشخصية التي انطلقت من عمق الاسلام  وعمق القران الكريم وعمق الرسالة النبوية التي حملها رسول الله صلى الله عليه واله والائمة عليهم السلام، من اجل اعادة العزة و اعادة المكانة و اعادة العظمة للاسلام بعد ان عمل الشرق و الغرب على تدمير الكيانات والشخصيات الاسلامية، وتشويه شخصية العلماء لجعلهم فقط يقومون ببعض العبادات  وبعض الامور الخاصة التي لا تمتّ الى السياسة والى الاقتصاد والى الجهاد والى التضحيات بصلة، وانما فقط ان يكون العالم محبوسا بين جدران المساجد والحسينيات والحوزات لا ينطلق الى اكثر من ذلك.
ومن هنا، جاء الامام الخميني رضوان الله عليه، وعندما بدء حركته في ستينيات القرن الماضي من اجل احداث تغيير عظيم في ايران ونقلها من احضان الاستكبار العالمي الى رحاب الاسلام الشامخ.
لذلك الامام رضوان الله عليه الذي عاش عمق القران الكريم، كان حريصا على تطبيق القران في مجتمعاتنا و في حوزاتنا ومساجدنا وفي حسينياتنا، و في كل منتدياتنا، وان يكون للقران الكريم ولرسول الله صلى الله عليه واله وسلم، المكانة العظمية في مجتمعاتنا .
فانطلق  الامام رضوان الله عليه في ثورته الاسلامية و عمل على مواجهة الشاه البهلوي واعوانه، وعمل على تهيئة الارضية العظيمة في ايران من اجل المواجهة لذلك.
الامام الراحل رضوان الله عليه، تعرض في هذه المسيرة الى النفي و الاعتقالات والكثير من المضايقات، حتى يصل الى ما وصل اليه و بحمد لله تعالى انتصرت الثورة الاسلامية في ايران عام  1979م، وسقط  النطام الشاهنشاهي واعاد الامام الخميني (رض) للجمهورية الاسلامية  مكانتها، فانطلقت هذه الجمهورية الصافية بحكمها النابع من القران والسنة النبوية الشريفه.
فكان حرص الامام قدس سره، على ان ينطلق من القران الكريم للتأكيد بان "ديننا هو عين سياستنا و سياستنا هي عين ديننا".
وقد عمل الامام الخميني على ان يكون القران الكريم له الدور الكبير لتهيئة الامة الاسلامية، بان تكون الامة المتكاتفة والمتضامنة و الامة التي تعيش الوحدة؛ [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا]، [وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِين]، [انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون].
لقد انطلق الامام الراحل (رض) من خلال ايات عظيمة ليؤكد للمسلمين جمعيا في انحاء العالم و المستضعفين، بان يكونوا متكاتفين متضامنين، ولذلك اعتبر الثورة الاسلامية في ايران بانها "ثورة لمستضعفين وليس فقط ثورة للشيعة او للمسلمين الشيعة او للمسلمين عامة".
الامام الخميني اعتبر ثورته لحماية المستضعفين ومواجهة  الاستكبار العالمي، واول ما عمل به في هذا السياق، هو ان يكون هناك اسبوعا الوحدة الاسلامية، في الفترة من 12 الى 17 ربيع الاول لكل عام ، وذلك نظرا لاختلاف روايات اهل البيت (ع) والسنة حول ذكرى ولادة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم.
ولذلك عمل الامام (رض) عمل بان يكون مولد الرسول صلى الله عليه واله وسلم "اسبوعا للوحدة الاسلامية"، كما عمل على عقد المؤتمرات والندوات واحتفالات، من اجل ان يؤكد على هذا الامر.
فالوحدة الاسلامية تنطلق من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، ومن مولده ومن القران العظيم، وقد اراد الامام الراحل بهذه المبادرة، ان يقول للعالم اجمع، "اننا امة اذا تكاتفنا واذا تضامنا فلاحد يجرؤ وعلى ان يقترب منا".
وفي اشارة الى القضية الفلسطين و"طوفان الاقصى"، ينبغي التاكيد على دور الامام الخميني في احياء هذه القضية من جديد في العالم، رحمه الله اول من عمل على اغلاق السفارة "الاسرائلية" في ايران، واستبدالها بسفارة دولة فلسطين، كما اطلق على شوارع في ايران الاسلامية اسماء فلسطين من اجل ان يؤكد على هذه الرؤية.
اننا نعلم بان الفلسطينيين اغلبهم من المسلمين السنة، لكن الامام الخميني (رض) قرر بعيدا عن هذه الاختلافات، على ان يكون هناك "يوم عالمي للقدس" في اخر جمعة من شهر رمضان كل عام، وكان همه ان يكون هناك تاكيد على تحرير فلسطين وتحرير المسجد الاقصى وتحرير كنيسة القيامة وكل المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين لكي تعود الى اهلها واحضان احبائها.
لذلك كان الامام الخميني رضوان الله عليه، يؤكدب ان الوحدة الاسلامية تنبع من القران الكريم وان السنة والشيعة يلتقون في كثير من مشتركات عقائدهم وفي عباداتهم وسياساتهم؛ فهناك الكثير من المشتركات والقليل من الاختلافات فيما بين المسلمين.
الامام الراحل كان يؤكد بان هناك خلافات بين الشيعة انفسهم كما ان هناك خلافات بين السنة انفسهم، ولذلك لابد ان نتجاوز هذه الخلافات وان تكون هذه الخلافات فكرية و عقائدية و يمكن ان نتفق على الكثير منها، وان نلتقي على التوحيد وعلى النبوة ونلتقي على القران الكريم وعلى عباداتنا كالصلاة والصيام والحج والزكاة والجهاد.
 وهناك  الكثير من نقاط الاشترك التي يمكن ان نكون منها و من لايؤمن ختاما، نسأل الله تعالى ان يتغمد امامنا الخميني بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصدقين والشهداء والصالحين، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمته الله و بركاته.


انتهى   
https://taghribnews.com/vdca0aniu49nem1.zkk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز