تاريخ النشر2024 23 June ساعة 20:22
رقم : 640211

الشيخ بغدادي : السيد رئيسي كان يؤمن بان المذاهب الاسلامية كفيلة بحل مشاكل المسلمين

اكد عضور المجلس المركزي في حزب الله لبنان "الشيخ حسن بغدادي"، ان الرئيس الايراني الشهيد "اية الله السيد ابراهيم رئيسي" (رضوان الله تعالى عليه)، كان منذ الیوم الأول یری بأن الأمة الإسلامیة هي متداخلة داخل مذاهب الإسلامیة الخمسة بما فیها المذهب الجعفری، وأن المذاهب الإسلامیة الخمسة هي کفیلة بأن تحل مشاکل المسلمین وما یوجد لیعکر صفوهم أو یزعجهم أو یجعلهم في إطار التقاتل أو التناحر.
الشيخ بغدادي : السيد رئيسي كان يؤمن بان المذاهب الاسلامية كفيلة بحل مشاكل المسلمين
جاء ذلك في مقال قدمه الشيخ بغدادي، خلال ندوة حوارية عقدت اليوم الاحد (23 حزيران / يونيو 2024م) برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، تحت عنوان "الشهيد رئيسي، رائد الوحدة ورجل المقاومة"؛ فيما يلي نص المقال :

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدایة کل التعازي بفخامة رئیس الجمهوریة، العالم الجلیل المجاهد "السید ابراهیم رئیسي"، والسادة الرفاق الذین کانوا معه علی متن الطائرة.
في هذا اللقاء الذي یعبر عن منهجیة السید رئیسي تجاه التنوع الطائفي والتوع المذهبي، وما حمله رضوان الله تعالی علیه من أفکار ومن رؤى ومن مناهج تجاه الأمة الإیرانیة او ما یشمل کافة المسلمین، من تطلعات سیادیة لهذه الأمة تجمعها علی الحق وعلی الوطنیة وعلی الإسلام.
کان (رحمه الله) متصالحا مع نفسه، منسجما مع ذاته، لم یکن یفکر بشیء ویعمل شیئا آخر، کان یقول ما یضمره، وما یعتقد به یتحدث إلی الناس عنه؛ هذا التصالح جعله فی المقدمة، وجعله الرئیس ذا المصداقية العالیة وأصبح الجمیع یدرک هذه الحقیقة عن هذه الشخصیة الفذة.
ان الرئيس الايراني الشهيد "اية الله السيد ابراهيم رئيسي" (رضوان الله تعالى عليه)، كان منذ الیوم الأول یری بأن الأمة الإسلامیة هي متداخلة داخل مذاهب الإسلامیة الخمسة بما فیها المذهب الجعفری، وأن المذاهب الإسلامیة الخمسة هي کفیلة بأن تحل مشاکل المسلمین وما یوجد لیعکر صفوهم أو یزعجهم أو یجعلهم في إطار التقاتل أو التناحر. وان المشاکل کانت دائما تأتینا من جانب الغرب والخارج، والصراعات السیاسیة في المنطقة، كالصراع علی الثروات والصراع علی النفود، کان یوصل إلی الصراع الطائفي أو الصراع المذهبي.
لقد کانت المشاکل المذهبیة أو الإختلافات المذهبیة الطبیعیة، تؤخذ حجة لصراعتهم السیاسیة ولذلک کان السید رئیسی و قیادات الجمهوریة الاسلامية والعلماء المخلصون، كانوا دائما یعملون علی زرع المحبة والوحدة و الوئام؛ حتی أنک عندما تذهب إلی إیران، ذلک البلد المتنوع طائفيا ومذهبيا، لا تشعر أنک فی دولة دستورها ینتسب إلی المذهب الجعفری.
کل إنسان یعیش في داخل إیران، له الحریة الکاملة بأن یعبر أن آرائه وعن معتقداته، وأن یمارس طقوسه الدینیة وله حقوقه الکاملة تجاه الدولة، و إذا ما عوقب هو لا یعاقب لأنه ینتمی إلی الطائفة تختلف معنا أو إلی مذهب یختلف معنا، أنما یعاقب کأی فرد من الذین ینتسبون إلی هذا المذهب الذي ننتمي إلیه عندما یخل بالامن أو یخل بالأمن الإجتماعي أو یخالف القوانین فتشمله العقوبة کاي فرد ومواطن إیراني لیس له علاقة بدینه ولا بمذهبه؛ و هذا یعرفه الجمیع.
الجمیع فی إیران یعیشون هذا التنوع، ویعیشون هذه الحریة، یعیشون حق التعبیر، ویأخذون حقوقهم، لهم حقوق علی الدولة، وهناک واجبات تجاههم کانوا شیعه او سنة، او کانوا عربا او کردا او مسیحیین او یهود... وأنا شخصیا شاهدت أکثر من مرة خطاب الراحل السيد رئیسی (رض) في مؤتمرات التقریب، کیف کان یتحدث بکل اریحیة وبکل الوضوح، یقدم الأفکار ویقدم الإقتراحات، یتحدث عن وحدة المسلمین والتقریب بین المذاهب ویعمل علی نزع فتيل کل شر إن کان في داخل إیران أو خارج إیران.
 ونحن في نهایة المطاف نستطیع أن نلخص ثلاثة أمور لعل السید الراحل کان یعتقد بها وعمل علیها :
اولا - کان (رضون الله تعالی علیه) یری ضرورة الحوار والتقریب بین علماء المذاهب الإسلامیة، فیما یختلفون في بعضه بالفقه أو العقائد، وأن هذا النقاش والحوار بین علماء المذاهب یوصل إلی الوحدة المسلمین، وإلی لم الشمل وجمع المشاعر. وبالتالي نحن لانرید لأي مذهب أن یذوب في الأخر ولا نرید لأحد أن یتخلی عن معتقداته، أنما نرید أن نطق حوارا، هذا الحوار یؤثر تماما في الوحدة و في لم الشمل و جمع المشاعر و یعطي کثیرا من الفوائد المترتبة علیه؛ وانا لا استطیع في هذه العجالة أن اتحدث إلیکم عن حقیقة التقریب أو الفوائد المترتب علیه.
الأمر الثاني - کان (رحمه الله) یری أن الإنفتاح إلی الأنظمة المجاورة لإیران، كالأنظمة العربیة وغیر العربیة والحوار الهادف مع هذه الأنظمة، سوف یخفف من التشنج الراهن ویقطع الطریق علی وعاظ السلاطین وبعض الزعامات التی ترید أن تأخذ من هذا الخلاف السیاسي منهجا لتوتیر الجو المذهبي أو الطائفي بین هذه البلاد؛ وهذا الحوار و الأنفتاح علی هذه الأنظمة سوف یقطع الطریق.
العنوان الثالث - هي "إسرائیل" بوابة النفوذ الغربي إلی بلادنا، لأننا إن لم نقطع أیادي الأجنبي عن بلادنا، لا نستیطع أن نحمي وحدتنا وثرواتنا وبلادنا، بل سنبقی في معرض الإنقسامات والتشنجات والتقاتل الداخلي و ..؛ لذلک حتی نتخلص تماما من کل هذه الفتن والمصائب وهذه المشاکل، لابد من قطع يد الأجنبي عن بلادنا. وقطع ید الأجنبي کما کانت بوابته "أسرائیل" من بعد الحرب العالمیة، یجب أن تکون بوابة هذا الإنتحار هي "إسرائیل" أیضا، ولذلک نحن الیوم نخوض في صراعنا مع هذا العدو، وفي مقاوماتنا التي هي مشتعلة في هذه الأیام في داخل فلسطین وجنوب لبنان إلی الیمن والعراق وسوریا، والراعی لکل هذه المقاومات هي الجمهوریة الإسلامی، هي من أجل أن نضع حدا لهؤلاء الطغاة وأن نضع حدا للعدو الإسرائیلي ونحاصره في داخل الکیان مذلولا مرعوبا لایستطیع أن یعتدی علی جیرانه ولا أن یحیک المؤمرات.
هذا کحد أدنی حتی تاتي الفرصة التي ستتاح لنا في أنهاء هذا الکیان من جذوره، وحینئذ نستطیع القول أننا أخوان یجب أن نتعایش، أن نبحث عن القواسم المشترکة والآلیات التي تلم الشمل وتجمع المشاعر، ولعل أبرز مصداق کان یؤمن به السید ابراهيم رئیسي هي القضیة الفلسطینیة، التي لطالما تحدث عنها ودعمها ورعاها ووقف إلی جنبها وإلی جنب کل مقاومة شریفة في هذا المنطقة، من أجل أن یضع حدا للمارسات الوحشیة لهذا العدو "الإسرئیلی" ومن یقف خلفهم.

رضوان الله تعالى عليه وعلى رفاقه/
اشكركم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انتهى
https://taghribnews.com/vdcdfz09fyt0ox6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز