جاء ذلك في مقال الشيخ الفهداوي خلال ندوة "انا على العهد يا قدس" -2، التي اقيمت عبر الفضاء الافتراضي برعاية المجمع العالمي للتقريب (الاربعاء 26 اذار / مارس 2025)، وذلك على اعتاب ذكرى يوم القدس العالمي (الجمعة 27 رمضان 1446 ق، الموافق 28 اذار الجاري)؛ لافتا بان "فلسطين اظهرت فسطاط الايمان وبينت فسطاط النفاق والكفر"، وداعيا كل الدعاة والعلماء، وكل من يحمل هم الاسلام، الى ان "يقف مع فلسطين ويعلي من شانها ويحدث الناس بهذه القضية العظيمة الكبيرة التي اراد الله عز وجل ان تكون هي الجامعة".
وافادت "تنـا" بان نص مقال الناطق باسم مجلس علماء الرباط المحمدي العراقي خلال ندوة "انا على العهد يا قدس" - 2، جاء على الشكل التالي : -
بسم الله الرحمن الرحيم /
الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة واتم التسليم على سيدنا محمد سيد الاولين والاخرين/
وعلى اله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحابته والتابعين له باحسان الى يوم الدين.
القدس وفلسطين هي القضية المشتركة التي توحّد الامة الاسلامية؛ هذه القضية
بأبعادها الدينية الاسلامية والعالمية، حقيقة هي تجمع كل الاديان، وكل الاديان السماوية الرئيسية لها اثر في هذه الارض، وهناك ارتباط وثيق لها بتلك الارض سواء ان كانت الديانة اليهودية او الديانة المسيحية والديانة الاسلامية، فهي تمثل حقيقة الاثر الكبير لمناهج الانبياء والمرسلين (ع).
ان جميع الانبياء (ع) تحدثوا عن هذه الارض، وخاتم الاديان وهو الدين الاسلامي (محمد صلى الله عليه واله وسلم)، تحدث عنها باستفاضة كبيرة؛ حيث اعتبرها، انها "ارض مقدسة" وان "الله عز وجل بارك فيها وبارك حولها"، فكان لها الاهتمام الكبير من قبل هذا الدين ومن قبل النبي محمد (ص) الذي هو خاتم الانبياء والمرسلين وهو يحمل تراثهم جميعا، والمتحدث باسمهم.
عندما قصد النبي (ص) تلك الارض في رحلة الاسراء والمعراج، اراد ان يؤكد خصوصية هذه الارض وانها جامعة للانسانية، ومن خلال القدس وفلسطين يعود الدين الحق الذي هو دينه وجميع الانبياء؛ [شرع لكم من الدين ما وصىّ به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه].
فلسطين هي التي ستوحد الاديان السماوية تحت راية الاسلام الاصيلة، وكل الانبياء (عليهم السلام) كانوا يدعون اتباعهم بان يكونوا مسلمين، والاسلام هو دين الله عز وجل ونبينا هو خاتم الانبياء والمرسلين حفظ تراث الانبياء والمرسلين؛ اذا فلسطين هي قضية اسلامية و قضية انسانية ولن تتوحد هذه الامة بقضية غير هذه القضية.
ولذلك كان ذهاب النبي صلى الله عليه واله وسلم، الى تلك الديار وختمه بقدمه الشريفة وصلاته بالانبياء (ع) اماماً فيها، كل ذلك يدعو الى وحدة هذه الامة وارتفاعها عن خلافاتها الجانبية، فهي تحمل همّا ثقيلا ومهمة كبيرة؛ [وان هذه امتكم امة واحدة].
اذن نحن بحاجة الى ان نجعل من قضية فلسطين، قضية الاسلام الاولىن فنقف معها وقفة الرجال، ونساند اهلها ونصل معهم الى اعلى المستويات، وان استطعنا ان نصل اليهم بأجسادنا فنعم، وان لم نستطع فبأموالنا واعلامنا علينا ان نقف معها وقفة حقيقية.
فلسطيني اليوم والقدس، اظهر معادن الدول والاحزاب والشخصيات؛ "من الذي وقف معها؟، ومن الذي كان معه هموم غزة وما حصل من هذا التاثير الكبير؟، ومن كان ساكتا ومن كان متامرا للاسف الشديد؟
فلسطين اظهرت فسطاط الايمان وبينت فسطاط النفاق والكفر، فعلى كل الدعاة والعلماء وكل من يحمل هم هذا الدين ان يقف مع فلسطين ويعلي من شانها ويحدث الناس بهذه القضية العظيمة الكبيرة التي اراد الله عز وجل ان تكون هي الجامعة.
الان من خلال فلسطين وصل صوت الانسانية الى كل الارض وانكشفت سوءة "اسرائيل" والصهاينة امام كل العالم؛ والسبب كان ارض فلسطين وصمود اهل فلسطين واهل غزة.
اذن هي قضيتنا المشتركة التي ستوحد الامة على يعني كلمة سواء.
نسأل الله عز وجل ان نكون اوفياء مع هذه القضية وان نلقى الله عز وجل وقضية فلسطين معنا، لان من كان مع فلسطين كان الله معه وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم معه ايضا.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين.