مصادر دبلوماسية: «الاستقرار اللبناني مطلب إقليمي ودولي»
إيران تفيض بـ«الأوراق».. ومطمئنة للمستقبل
تنا - بيروت
بدل أن تشكل العقوبات الأميركية والأوروبية القاضية بوقف استيراد النفط الإيراني، عنصر قلق للإيرانيين، «فان الدخل الإيراني زاد مؤخرا بسبب ارتفاع أسعار النفط أكثر من ٢٠ مليار دولار»
شارک :
تقول مصادر دبلوماسية في بيروت لـ«السفير» إن العودة إلى طاولة المفاوضات النووية بين إيران ودول (٥+١) في اسطنبول، غدا، «تشكل انتصارا لطهران واعترافا غربيا بعدم القدرة على محاصرة إيران وحلفائها في المنطقة، خصوصا أن هذه العودة تتزامن مع بدء تطبيق خطة المبعوث الدولي ـ العربي كوفي عنان في سوريا.
وتكشف المصادر انه بدل أن تشكل العقوبات الأميركية والأوروبية القاضية بوقف استيراد النفط الإيراني، عنصر قلق للإيرانيين، «فان الدخل الإيراني زاد مؤخرا بسبب ارتفاع أسعار النفط أكثر من ٢٠ مليار دولار»، وتضيف ان عمليات استهداف العلماء النوويين الإيرانيين «لن تؤثر على استكمال النشاطات النووية السلمية لان لدى إيران الالاف من العلماء وان السلطات الايرانية نجحت في كشف الشبكات التي كانت تنفذ عمليات الاغتيال وتم توجيه رسائل قوية واضحة للاميركيين والإسرائيليين والذين يقفون وراء هذه العمليات مفادها ان الاستمرار باغتيال العلماء الايرانيين ستكون له تداعيات خطيرة»..
وتضيف المصادر ان ايران «لن تتراجع عن برنامجها النووي»، وان قبول الغرب وخصوصا اميركا بحق ايران بالنشاط النووي الايراني السلمي والاستعداد لنقل التخصيب الى خارج ايران وفقا للمبادرة التركية-البرازيلية «هو تراجع غربي وعودة لما طرح قبل اكثر من سنتين».
وتكشف المصادر ان ايران تلقت خلال الاشهر الماضية العديد من رسائل التهدئة الاميركية والتي تضمنت معارضة واشنطن لأي عمل عسكري اسرائيلي ضد ايران، وتشير الى أن هذه الرسائل «ساهمت في التهيئة للعودة للمفاوضات».
وترى المصادر ان ايران «عادت للامساك باوراق اللعبة في أكثر من ساحة اقليمية وهي نجحت بتجاوز الكثير من الضغوط والارباكات ولا سيما بشأن التعاطي مع الملف السوري»، وتضيف ان القيادة الايرانية تعمل حاليا لتعزيز التواصل مع كل من تركيا والسعودية ومصر وان طهران حريصة على طمأنة دول الخليج وازالة بعض اجواء الخوف لديها.
وتقول المصادر ان العلاقة بين طهران وفروع «الاخوان المسلمين» في كل الدول العربية «جيدة جدا»، مشيرة الى أنها «لم تنقطع»، وأن ايران لم ولن تتسرع بالحكم على تجربة «الأخوان» الجديدة بعد الثورات العربية «لان المطلوب اعطاءهم الوقت الكافي لهم لادارة شؤونهم ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية في البلدان التي حققوا فيها نجاحات انتخابية».
وتحدثت المصادر عن استمرار الدفء في العلاقة بين طهران و«حماس» وقالت أن الايرانيين مرتاحون لاداء الحركة وموقعها في اطار محور المقاومة وأشارت الى ان العلاقة بين الحركة ودمشق «ستعود الى طبيعتها بعد تهدئة الاوضاع الامنية في سوريا»، وأكدت ان التطورات في المنطقة اليوم «لصالح قوى المقاومة والمطلوب الاستفادة من الزمن من اجل تعزيز القدرات المقاومة ودعم الدول الممانعة لان المفاوضات لا يمكن ان تتم مع القوى الغربية الا من موقع القوي»، وجزمت بأن المرحلة المقبلة «هي لصالح ايران وحلفائها»، وان الصفقات «تحصل عندما تكون في لحظة القوة وفي ظل ضعف الخصم».
وابدت المصادر ارتياحها لمسار الامور في سوريا وتحدثت عن وجود فرصة أمام نجاح الحوار بين النظام والمعارضة بعد وقف اطلاق النار وسقوط مشروع اسقاط النظام السوري. واعتبرت ان الغرب يتعاطى مع التطورات السورية بـ«براغماتية عالية» وفي المقابل، فان بعض الدول العربية ما تزال تتعاطى مع الاحداث بروح عاطفية ومحافظة ولكنها في النهاية ستعترف بالتغيرات الحاصلة، كما حصل مع الوضع العراقي وخير دليل عودة هذه الدول للاعتراف بالمتغيرات ومشاركتها في القمة العربية مؤخرا في بغداد».
وختمت المصادر بإبداء ارتياحها لمسار الوضع اللبناني، وقالت ان الاستقرار في لبنان مطلب اقليمي ودولي ولن يكون من مصلحة أحد المس به.