"لقد أعذر من أنذر"، رسلة بالغة الوضوح وجهها عضو قيادة حركة حماس، روحي مشتهى خلال مهرجان حاشد نظمته الحركة، عصر السبت، في مدينة غزة نصرة للقدس والمسجد الأقصى بعنوان "الأقصى في خطر".
شارک :
وشارك في المهرجان الكبير عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، يتقدمهم قيادة حركة حماس ورئيسها في قطاع غزة القائد يحيى السنوار، وقيادات الفصائل الفلسطينية.
وتخلل الحفل المهيب فقرات إنشادية هادفة، ولافتات داعمة لصمود القدس وأهلها في مواجهة الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية، وقدمت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عرضا خلال المهرجان، رافعة العلم الفلسطيني وأعلام الغرفة المشتركة.
لقد أعذر من أنذر
وفي كلمته خلال المهرجان، أكد عضو قيادة حركة حماس في قطاع غزة روحي مشتهى، أن جرائم الاحتلال بالأقصى تنذر بانفجار كبير، بل سلسلة من الانفجارات تغير شكل الإقليم والمنطقة، مردفا "لقد أعذر من أنذر".
وقال مشتهى: إن غزة احتشدت لتوصل رسالة واضحة وبسيطة يجب أن يسمعها قادة العرب والمسلمين وقادة العالم.
وأضاف أن الأقصى يتعرض لخطر حقيقي يتمثل بمحاولات تقسيمه، لافتا إلى أن الخطر بات أكثر وضوحا على الأقصى والمقدسات، حيث فرض الاحتلال التقسيم الزماني على المسجد الأقصى، فيما يعمل الاحتلال على التثبيت المكاني أيضا.
وأكد مشتهى أن منع المسلمين من الوصول إلى الأقصى، وقمعهم، وضرب النساء والشيوخ، واعتقال الشباب واستمرار الحفريات، كل هذا يجعل الأقصى في عين الخطر، وسيجعل المنطقة في عين العاصفة.
البرغوثي: القدس والأقصى عنوان الكرامة
بدوره، أكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي خلال كلمة له عن القوى والفصائل الفلسطينية، أن القدس والمسجد الأقصى هما عنوان كرامة شعبنا، مشددا على أن شعبنا يدافع عنهما بكل الوسائل.
وقال البرغوثي: جئتكم حاملا تحية المرابطين والمرابطات في الأقصى الذين يدافعون بأجسادهم عن عروبة وإسلامية المسجد الأقصى ومقدسات شعبنا في وجه الانتهاكات الصهيونية، مؤكدا أن شبان القدس الثائرين يدافعون عن شرف الأمتين العربية والإسلامية.
وأضاف نحن وطن وشعب واحد، ولن نسمح للاحتلال بتفرقتنا، لافتا إلى أن أبطال شعبنا في جنين والضفة يتصدون للاحتلال بكل الإمكانات، مشيرا إلى أن نابلس وجنين قدمتا نماذج عظيمة في العطاء والتضحية.
ودعا البرغوثي إلى الوحدة الوطنية على استراتيجية مكافحة تكون بديلا عن اتفاقية أوسلو، وتغير موازين القوى لصالح شعبنا الفلسطيني.
عكرمة صبري: الاحتلال يتحمل المسؤولية
من ناحيته، أكد الشيخ عكرمة صبري في كلمة مسجلة له في المهرجان أن ممارسات الاحتلال وانتهاكاته تؤكد عدم احترامه للمقدسات.
وحمّل صبري حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يجري في الأقصى، مستنكرا الصمت العربي عما يجري في الأقصى.
الصوت الهادر
وفي وقت سابق قال الناطق باسم "حماس"، عبد اللطيف القانوع: "سيصل اليوم صوت شعبنا الهادر، ورسالة حماس والمقاومة والفصائل الفلسطينية، حول الخطر الداهم على المسجد الأقصى والتهديد الذي يعصف به".
وأكد القانوع، في تصريح: أن ذلك يمثل "رسالة تأكيد على وحدة شعبنا وجاهزيته لحماية المسجد الأقصى والدفاع عنه".
لافتات ورسائل
وانتشرت لافتات وصور حول منصة المهرجان المركزي تعبر عن رسائل غير مباشرة تريد حركة "حماس" إرسالها، فيما عُلقت على يمين المنصة لافتة ضخمة كتب عليها "الأقصى في خطر"، ويظهر فيها فارس يتجه نحو المسجد الأقصى المبارك.
وأحاطت بمنصة المهرجان الرئيسة لافتتان، واحدة حملت صور ثلاثة من قيادات "حماس"، وهم كل من: القيادي الراحل عمر البرغوثي (أبو عاصف)، أحد القيادات التاريخية لحركة حماس في الضفة، ويحيى السنوار، رئيس الحركة في قطاع غزة، ومحمد الضيف، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ"حماس".
أما اللافتة الأخرى فحملت صور رموز من الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 48، وهم كل من: الشيخ رائد صلاح، شيخ المسجد الأقصى المبارك، والمطار فتحي خازم (أبو رعد)، والد الشهيدين عبد الرحمن ورعد خازم، أما الثالث فهو الشيخ المرابط أبو بكر الشيمي، الذي أصيب إثر عدوان الاحتلال عليه خلال رباطه في المسجد الأقصى فترة الأعياد اليهودية، الأسبوع الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن "جماعات الهيكل" بدأت، الاثنين الماضي، بتنفيذ سلسلة من البرامج التهويدية واقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بمناسبة موسم الأعياد اليهودية، الذي يستمر حتى تشرين الأول/أكتوبر القادم.
كما وُضعت أجهزة الأمن والشرطة الإسرائيلية، بحسب إعلام عبري، في حالة تأهب قصوى، خاصة في مدينة القدس المحتلة.
وتصاعدت الدعوات الفلسطينية لتكثيف الرباط والحشد الدائم في المسجد الأقصى، وحمايته والدفاع عنه من اقتحامات المستوطنين المتطرفين ومخططاتهم، خلال موسم الأعياد اليهودية.
ومنذ احتلال مدينة القدس عام 1967، تسيطر سلطات الاحتلال على مفاتيح باب المغاربة، ومن خلاله تنفذ الاقتحامات اليومية للمستوطنين وقوات الاحتلال، ولا يسمح للمسلمين بالدخول منه إلى المسجد الأقصى.
ويتعرض "الأقصى" يوميًّا، عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات وانتهاكات من المستوطنين، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.