عضو مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان لـ "تنا"
يوم القدس العالمي أعاد فلسطين إلى الواجهة
"خاص تنا " - مكتب بيروت
أكد عضو مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ مصطفى ملص أن إعلان الإمام الخميني يوم القدس العالمي في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان كان لإبراز مكانة القدس والأقصى في الدين الإسلامي والتي تعادل مكانة الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
شارک :
"إن يوم القدس يوم إمتياز الحق عن الباطل، يوم إنفصال الحق عن الباطل"..
"وإنَّ على إسرائيل أنْ تعلم أنّ أسيادها قد خسروا موقعهم الاجتماعي في العالم ولابدّ لهم من الانزواء، ولابّد لهم من قطع أطماعهم في إيران، ويجب أن يُمنعوا من التدخل في جميع البلاد الإسلامية"..
"إنني أدعو جميع المسلمين في العالم أن يعلنوا آخر جمعة من شهر رمضان المبارك ــ وهو من أيام القدر ويمكن أن يقرر قدر الشعب الفلسطيني ــ يوماً للقدس، وأن يعلنوا خلاله عبر المراسيم الخاصة، عن تلاحم الأمة الإسلامية في الدفاع عن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني المسلم"..
بهذه الكلمات أحيا الإمام الخميني الراحل القضية الفلسطينية وأنعشها من جديد،وفي كل سنة يجدد الملايين البيعة للقدس والأقصى تنفيذاً لأفكار مؤسس الجمهورية الإسلامية،ومع إقتراب اليوم العالمي للقدس أجرت وكالة أنباء التقريب حواراً مع عضو مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ مصطفى ملص.
في هذا الإطار شدد الشيخ مصطفى ملص على أن "الهدف الأساسي من تهميش القضية الفلسطينية هو حرف الأنظار عنها لصالح الكيان الصهيوني المحتل"، لافتاً إلى أن الأفكار التي تروج لكون "إيران أخطر على العرب والمسلمين من إسرائيل إنما تهدف لخلق عدو وهمي لدى العالم الإسلامي مقابل تحويل الكيان الصهيوني إلى صديق".
١- ما دلالة قيام يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان؟ من المعروف أن شهر رمضان هو شهر العبادة والتقوى فيه وخصوصاً في الأيام العشر الأواخر وفيها ليلة القدر لذلك فإن إتخاذ يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ليكون يوماً عالمياً للقدس العالمي إنما هو للتأكيد
على أن الإهتمام بالقدس وتحريرها هو من الاهمية والمكانة في الدين الإسلامي كأهمية الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان.
٢- ما هي أسباب تهميش وتناسي العرب للقضية الفلسطينية في ظل تصاعد ما يسمى بثورات الربيع العربي ومن هو المستفيد من هذا التهميش؟
لقد عمل الإعلام الغربي الموجه من قبل دوائر الإستكبار العالمي على إدراج الكثير من القضايا الجانبية والثانوية والقضايا التافهة وتقديمها للمجتمعات العربية والإسلامية على أنها القضايا المهمة وبالتالي دفع بالقضية الفلسطينة والقدس على وجه الخصوص إلى مكانة متأخرة في سلم الأولويات.
وقد عملت قوى الإستكبار العالمي على هذا الموضوع منذ فترة طويلة بحيث إستطاعت وللأسف بنسبة معينة تحقيق بعض النجاح بوجود أنظمة حكم عربية شتتت المفاهيم والأولويات عند المواطن العربي الذي بات يتلقّف ويتقبل كل ما يمليه عليه الغرب ويتبناه. أما المستفيد من تهميش القدس والقضية الفلسطينية المحقّة فهو أولاً وأخيراً العدو الصهيوني الذي يريد أن يُنسينا هذه القضية ويخرجها من دائرة إهتماماتنا.
٤- ما رأيك بالأفكار التي يروج لها البعض حول كون الجمهورية الإسلامية الإيرانية أخطر بكثير من الكيان الصهيوني على العالم العربي والإسلامي،ومن هي الجهات المروجة لهذه الأفكار وما هي أهدافهم؟ إن الجريمة الكبرى هي أن يتم تصوير الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أنها عدوة للشعوب العربية والإسلامية وهذا ما تعمل عليه الحركات التكفيرية وأنظمة الحكم المستفيدة والمرتبطة بالقوى العالمية المستكبرة، أما خطر الجمهورية الإسلامية في إيران على الإستكبار العالمي والصهيونية فهذا أمر لا ريب فيه.
من هنا نقول أن محاولة خلق عدو للعرب والمسلمين من إيران إنما هو لنقل إسرائيل من دائرة العدو إلى دائرة الصديق وبذلك يكون الغرب قد خلق للعرب عدواً وهمياً جديداً وأنساهم العدو الإسرائيلي الحقيقي الذي يحتل أرضهم ويقتل شعبهم ويحتل أرض فلسطين ويمارس أبشع الإنتهاكات بحق هذه الامة.
٥- كيف إرتبط تأكيد الإمام الخميني على أهمية يوم القدس العالمي بإيجاد قضية توحد الأمة الإسلامية والعربية؟ لقد إنطلق الإمام الخميني من إعلان يوم القدس العالمي ليتّخذ من القدس ومن فلسطين عنوان الوحدة فهي القضية الوحيدة الجامعة للعرب وهي القضية الوحيدة المؤهلة لكي يلتقي عليها الجميع.
كما أن الإمام الراحل قدس سره الشريف كان يضع الوحدة الإسلامية نصب عينيه وفي كل توجهاته وقد أحسن الإمام إحساناً كبيراً في إعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس بحيث تلتقي عليه الأمة.
في المقابل، وعلى الرغم من أننا نرى أن هناك أنظمة عربية ترفض وتحارب هذه الدعوة الوحدوية إلا أن الشعوب العربية والإسلامية تعرف حق المعرفة أنها القضية الأولى والموحدة والجامعة.
٦- برأيك إلى أي مدى تلقَ هذه الدعوة صدىً لدى العالم العربي والاسلامي اليوم ؟ اليوم نحن في صراع مع أعداء الامة خاصة فيما يسمى بالحرب الناعمة في كثير من المجالات، وعلى الرغم من أن معظم أنظمة الحكم في العالم الإسلامي والعربي هي أنظمة إستخباراتية قمعية في الدرجة الأولى فإننا كشعوب نقابل مكائدهم ومؤامراتهم بالمواجهة والإصرار على أننا لن نتراجع ولن نتخلى عن طروحاتنا وقضايانا والصراع باقٍ ومستمر.
ولو تُرك الامر للشعوب العربية لنزلت كلّها إلى الشوارع إحياء ليوم القدس العالمي الذي أعلنه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني (قدس) ولكن للأسف هناك أنواعٌ عديدة من القمع تمارسها الأنظمة العربية من قمع سياسي إلى قمع أمني وفكري أيضاً بحيث أن كل من يحاول الإستجابة لدعوة الإمام الخميني في بعض الدول يحاولون تصويره على أنه متخل عن دينه ومذهبه وطائفته وإلى ذلك من ألاعيب لصرف الناس عن الإستجابة لهذه الدعوة المباركة.