المناورات الاميركية الاسرائيلية تحمل رسائل للخارج والداخل، اسرائيل لا تملك القرار وعليها تحمل تبعات أفعالها.
شارک :
مناورات الدرع الصاروخي، مناورات أميركية إسرائيلية، تجري على الحدود اللبنانية، مع الأراضي الفلسطينية المحتلة. مناورات ضخمة يقال انها الأولى في تاريخ المناورات المشتركة، لكن الادعاء الاميركي الاسرائيلي يفصح انها مناورات عادية. الحقيقة انها مناورات مقرر إجراؤها منذ سنة، كما أنها تحمل في طيّاتها العديد من الرسائل.
أكد العميد المتقاعد والنائب في البرلمان اللبناني وليد سكرية أن المناورات الأميركية الأسرائيلية كانت "مقررة منذ سنة وأوقفوها الأميركيون ضغطاً على اسرائيل لمنعها من اتخاذ اي قرار بمعزل عن اميركا"، موضحاً "لأن اسرائيل لا تستطيع مهاجمة ايران وصدّ الصواريخ الايرانية بدون الاستعانة بدرع صاروخي اميركي".
وشدّد العميد المتقاعد في حديث خاص مع وكالة أنباء التقریب تنا – مكتب بيروت، على أن ما "لدى اسرائيل لا يكفي لصدّ الصواريخ الايرانية"، مؤكداً أن اسرائيل "تحتاج لدرع أكثر تطوراً هو درع اميركي محمول على الأسطول". مضيفاً "واميركا لمنع اسرائيل من التفرد بالقرار لم تزود اسرائيل بهذا النوع من الدرع الصاروخي بل ابقته بيدها وعندما يتخذ قرار اميركي بالحرب، اميركا تتكفل بحماية اسرائيل بتقديم الدرع الصاروخي لحماية اسرائيل من صواريخ ايران".
كما لفت العميد سكرية الى أن المناورات أجريت الآن بعد تراجع نتنياهو وإذعانه لارادة اميركا وهذه المناورات هي للتنسيق العملاني بين اسرائيل واميركا "بما لدى اسرائيل من درع صاروخي وما تقدمه اميركا لصد الصواريخ الباليستية من ايران ومن سوريا او دول المنطقة في حال حصلت الحرب"، لافتاً الى أن "هذا استهداف المفاوضات لرضوخ اميركا ان لا ضربة لاسرائيل بدون موافقة اميركية والقرار بيد اميركا وليس بتفرد اسرائيل".
من جهة ثانية، أوضح العميد سكرية أن ادعاء الأميركان بأن المناورة عادية، لكنها كانت مقررة منذ سنة، وليس الآن، لافتاً الى أن "إصرار نتنياهو على توجيه ضربة لايران ورفض اميركا ذلك او بدون مباركة اميركية، فيعني ان على اسرائيل ان تتحمل النتائج بمفردها"، مضيفاً "بعد تراجع نتنياهو أعتقد ان اميركا قدمت لاسرائيل الدليل انها صادقة بالتعامل مع اسرائيل لحمايتها من اي خطر ايراني والمؤشر ان المناورات الضخمة لتنسيق العمل ولحماية اسرائيل من صواريخ ايران".
في السياق، لفت النائب اللبناني الى أن اوباما يستفيد انتخابياً من المناورات "لاعطاء الدليل انه يتكفل بحماية اسرائيل وانه ليس معادي لاسرائيل، ولكن أمن اسرائيل مسألة مضمونة في السياسة الاميركية"، مضيفاً هنا توجه "رسالة لايران ان اميركا معنية بأمن اسرائيل وانها تضمن امن اسرائيل من صواريخ ايران". كما أكد أن هذه المناورات ايضاً رسالة لاسرائيل "ان اميركا لم تستأنف المناورات الا بعد خضوع اسرائيل لقرار اميركي. وان اميركا هي من يقرر ضرب ايران وليست اسرائيل".
وحول ضربة اسرائيل على السودان مؤخراً، رأى سكرية أن "الغطرسة الاسرائيلية مستمرة دون اي ردع لا مجلس الامن يتدخل ولا جامعة الدول العربية ولا اي دولة عربية تكلمت ان هذا عدوان على دولة عربية"، معرباً عن أسفه لان "اسرائيل متروكة وتدرك جيداً ان العرب ليسوا بوارد ادانة اي عمل اسرائيلي".